أكد هاني جنينة رئيس وحدة البحوث بشركة الأهلي فاروس لتداول الأوراق المالية أن السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية تبني على ما سبقها ولا تلغيه بالكامل، وهذا ما تم التأكيد عليه في المؤتمر أمس، والذي حضره عدد من الوزراء وعلى رأسهم رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي.
وقال جنينة في مداخلة مع قناة "العربية": "السردية تبني على ما تم إنجازه سابقًا ولكنها أكثر تحديدًا فيما يتعلق بالمستهدفات الرقمية أو الكمية، كما أنها تضع إطارًا استراتيجيًا وأنها تمنح إحساسًا بالتكامل بين الوزارات المختلفة، بحيث تتناسق السياسة المالية مع سياسات وزارة التخطيط في البعد الاقتصادي، وتكون السياسة النقدية مستقرة ومتناغمة مع سعر الصرف وما إلى ذلك".
وتابع: "أعتقد أن الهدف الأسمى لهذه السردية، التي لا تزال مطروحة للنقاش المجتمعي لمدة شهرين قبل إخراج نتائجها النهائية في نهاية هذا العام، هو إظهار التنسيق القوي بين مختلف جهات الحكومة وأهدافها".
وأكمل: "كل وزارة سيكون لها سرديتها الخاصة بما يتناسق تمامًا مع باقي الوزارات والهيئات الحكومية كذلك، تم التأكيد على أن السنوات الخمس المقبلة ستكون سنوات التركيز على القطاعات القابلة للتصدير والدخول في التجارة العالمية، بخلاف السنوات العشر الماضية التي تركزت على البنية التحتية كالطرق والمياه وغيرها، وهي قطاعات غير قابلة للتصدير بطبيعتها".
وأوضح: "الآن التركيز سيكون على البناء على ما تحقق في البنية التحتية والانتقال نحو القطاعات القابلة للتصدير".
وواصل: "فيما يتعلق بدور الدولة وتقليصه مقابل إعطاء مساحة أكبر للقطاع الخاص، فقد تم التأكيد أمس على هذا الموضوع السردية الجديدة لا تتناقض إطلاقًا مع ما تم الاتفاق عليه مع صندوق النقد الدولي".
وذكر: "وزير الاستثمار المهندس حسن الخطيب أكد أن القطاع الخاص سيكون له الدور الأبرز في المرحلة المقبلة، وأشار إلى أن القطاع الخاص مثّل خلال العام الماضي نحو 60% من الاستثمارات الجديدة والهدف أن تصل هذه النسبة إلى مستويات أعلى بحلول عام 2030".
واختتم: "المفاوضات مع صندوق النقد ما زالت مستمرة بشأن المراجعة الخامسة والسادسة وهناك إشارات قوية على أن مصر ستبدأ هذا العام تحديدًا في خصخصة إدارة المطارات، وهو حدث كبير بالنسبة لمصر كل ذلك يعكس أن هناك جدية في إتاحة دور أكبر للقطاع الخاص".