أكد اللواء واصف عريقات، الخبير الاستراتيجي أن تهديدات نتنياهو في مؤتمره الصحفي عند زيارته موقع عملية راموت، حين قال إنه دمّر خمسين بناية في قطاع غزة، تؤكد تمامًا أن هذه القيادة الإسرائيلية هي أكبر محرض وأكبر مستفز للشعب الفلسطيني وللشباب الفلسطيني، وهي التي تدفع هؤلاء الشباب للقيام بمثل هذه العمليات.
وقال عريقات في مداخلة مع قناة "الجزيرة": "إذا ما تحدثنا عن حياة الفلسطينيين بشكل عام، لا يوجد بيت ولا إنسان فلسطيني على كامل الأراضي الفلسطينية إلا وله مشكلة مع الإسرائيليين الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني لا حصر لها، ومع الأسف في الآونة الأخيرة لم تقتصر الاعتداءات على الجيش وأجهزته الأمنية والاستخبارية، بل امتدت إلى عصابات المستوطنين وميليشياتهم المسلحة، وكلهم يتناوبون على الفلسطينيين قتلًا ومحاولة لتهجيرهم".
وأضاف: "تصريحات القيادات الإسرائيلية سابقًا كانت تتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، أما اليوم فهي تدعو علنًا إلى قتل الفلسطينيين وتهجيرهم، وهذا أكبر دليل على أن هناك نية مبيّتة لدى الإسرائيليين لإبادة الفلسطيني، بغض النظر عن جنسه أو حجمه أو لونه".
وتابع: "خير دليل على ذلك تصريحات بن غفير وسموتريتش الذين يعلنون على الملأ ويدعون المستوطنين المسلحين إلى قتل الفلسطينيين أمام هذه التهديدات لا يمكن للفلسطيني أن يبقى صامتًا، وخاصة جيل الشباب. فالشباب الفلسطيني لا يقتل من أجل القتل، بل يدافع عن نفسه.".
وأوضح: " أكبر محفّز لتنفيذ هذه العمليات هم الإسرائيليون أنفسهم، من خلال تصريحات قياداتهم، وحجم التهديد والوعيد والجرائم والمجازر الشباب الفلسطيني، وخاصة طلاب الجامعات، يسمعون هذه التصريحات التي تدعو لقتلهم وتهجيرهم، ولا يملكون ترف الاحتمال. هؤلاء الطلاب يقرأون التاريخ ويقارنون بين الماضي والحاضر، ويعرفون أن ثقافة الشعب الفلسطيني هي ثقافة مقاومة، وأنه قدّم التضحيات والدماء على مدار ثمانية وسبعين عامًا".
واختتم: "هم يطّلعون على المجازر التي ارتكبتها عصابات شتيرن وهاجاناه والأرغون عام 1948، حيث سقط خمسة عشر ألف شهيد خلال شهر، وتم الاعتداء على سبعمئة قرية، وهُجّر أكثر من خمسمئة قرية، وأصبح ثمانون في المئة من الشعب الفلسطيني لاجئين خارج وطنهم هذه الحقائق حين يقرأها الشباب الفلسطيني ويدركون أن نتنياهو وبن غفير وسموتريتش يريدون إلغاء الفلسطيني من الوجود، يدركون أن لا خيار أمامهم سوى المقاومة".