أكد اللواء نصر سالم، الخبير الاستراتيجي، أن مصر لن تسمح بانتهاك حدودها، مشيرا إلى أن اتفاقية السلام مع إسرائيل تشدد على صيانة حدود البلاد.
وقال سالم خلال برنامج "حقائق واسرار" المذاع على قناة "صدى البلد": "لا شك أن ما يحدث الآن يمثل تطورًا خطيرًا، وأؤكد أولًا أن معاهدة السلام نصّت بوضوح على صيانة حدود مصر وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال".
وأضاف: "الاعتداء على حدودنا لا يعني فقط استخدام القوات المسلحة، بل أيضًا دفع المدنيين وإجبارهم على الهجرة القسرية أو العبور القسري إلى داخل أراضينا، فهذا يُعَدّ اعتداءً مباشرًا على مصر وعلى حدودنا وانتهاكًا صارخًا لمعاهدة السلام وإذا انتهكوا المعاهدة، فنحن في حلّ منها، ولن نلتزم بها بعد ذلك، ويصبح الموقف موقف حرب هذه الرسالة يجب أن يدركها نتنياهو جيدًا".
وتابع: "مصر حددت منذ البداية أن حدودها خط أحمر، وهذا ليس مجرد شعار نقوله لنتفرج بينما حدودنا تُخترق الجيش المصري له مهمة واحدة هي حماية أمننا القومي، وأساس هذا الأمن هو الحفاظ على التراب الوطني وحدود مصر".
وواصل: "هذه الحدود هي حياتنا جميعًا، وترابنا الوطني أغلى من حياة أي فرد، والجيش المصري كله على استعداد للتضحية بحياته بالكامل دون أن تُدنَّس حبة رمل واحدة من أرضنا الرسالة واضحة وصريحة، لا تحتمل أي تورية أي اعتداء على حدودنا اختراق لمعاهدة السلام، ونحن في هذه الحالة في حل منها، ولدينا كل الحق في الدفاع عن أرضنا بكل ما نملك من قوة".
وأوضح: "أما ما يقوله نتنياهو عن أنه مستعد لفتح معبر رفح من الناحية الأخرى، وأن مصر ستغلق المعبر إذا أقدم على تهجير الفلسطينيين، فهذا يؤكد أنه طرف في مؤامرة التهجير التي تتسق مع حلمه القديم عن إسرائيل الكبرى".
وأكمل: "هذا الحلم الذي يقوم على التمدد شرقًا في اتجاه الفرات وغربًا في اتجاه النيل. ويرى نتنياهو أن هذه فرصته التاريخية في ظل وجود قيادة أمريكية مثل الرئيس الحالي الذي يمنحه شيكًا على بياض ودعمًا كاملًا لكل ما يفعله".
واختتم: "لكن على الجميع أن يعلم أن مصر لن تفرّط في ذرة من ترابها، ولن تفرط في كرامتها الوطنية إذا فتح نتنياهو المعبر من جانبه، فهو حر، لكننا سنغلقه من جانبنا أما أن يُجبر الفلسطينيون على عبور حدودنا فهذا هو العدوان بعينه حدودنا مؤمَّنة ومُجهَّزة لمنع أي عدوان أو تدفق قسري، ولا يمكن لأحد أن يعبرها إلا بإرادتنا وأي عدوان من هذا النوع سيُقابَل بمثله، ولدينا كامل الحق في الدفاع عن حريتنا، وعن أرضنا، وعن أمننا القومي بكل ما أوتينا من قوة".