كشف الدكتور أحمد جابر شديد أستاذ جيولوجيا الماء ورئيس جامعة الفيوم السابق أسباب الظهور المفاجئ لبحيرة مياه في صحراء بني مزار بمحافظة المنيا.
وقال شديد في مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز": "أولًا المياه بوجه عام موجودة في مكانين على سطح الأرض الأول هو المياه السطحية التي نراها بالعين المجردة كالأنهار والترع والمسطحات المائية".
وأضاف: "أما الثاني فهو المياه الجوفية، وهي مياه مختفية تحت سطح الأرض، وتكون محجوزة داخل طبقاتها وهذه المياه الجوفية إما أنها قديمة تكونت منذ ملايين السنين وخُزنت في باطن الأرض، أو حديثة نشأت نتيجة تسرب المياه إلى باطن الأرض من خلال الأنهار أو الترع أو المصارف أو حتى من مياه الري الزراعي".
وتابع: "معروف أن طرق الري في مصر وبالأخص الري بالغمر تؤدي إلى تسرب كميات كبيرة من المياه إلى باطن الأرض، فتتجمع كميات ضخمة من المياه هناك هذه المياه لا تكون ثابتة، بل تتحرك من مناطق مرتفعة إلى مناطق منخفضة عبر الفتحات والشقوق الجيولوجية وهكذا تتكون خزانات جوفية تتحرك فيها المياه باستمرار، وتخضع لعمليتين أساسيتين الأولى هي الشحن، أي تغذية المياه باستمرار والثانية هي التفريغ، أي سحب المياه من الخزان، سواء طبيعيًا – كما في الظاهرة التي تحدثنا عنها – أو صناعيًا عبر حفر الآبار".
وواصل: "أما عن صلاحية المياه الجوفية للشرب أو الاستخدامات الأخرى، فهي تعتمد على مصدرها فإذا كانت موجودة في طبقات بعيدة عن مصادر التلوث، فإنها غالبًا تكون صالحة للشرب والاستخدام".
وأكمل: "أما إذا تغذت من مياه الري أو تسربت إليها مبيدات وأسمدة كيماوية، أو وُجدت في طبقات مالحة، فإنها تكون ملوثة أو مرتفعة الملوحة، وبالتالي غير صالحة للشرب أو حتى للاستخدام الحيواني والزراعي".
وذكر: "بخصوص ما حدث في منطقة بني مزار بمحافظة المنيا، فالأمر يرتبط بالطبيعة الجيولوجية للمنطقة إذ تحتوي الطبقات الأرضية هناك على شقوق وفتحات تسمح بتحرك المياه الجوفية حتى تجد مناطق منخفضة فتتجمع فيها، فيتكون ما يشبه البركة أو التجمع المائي".
وعن خطورة هذه المياه على الإنسان قال شديد: القاعدة العلمية الأساسية هي أنه لا يجوز استخدام أي نوع من المياه، سواء سطحية أو جوفية، إلا بعد إجراء تحاليل كاملة لها".
واختتم: "قد تحتوي هذه المياه على عناصر ضارة، حتى ولو كانت بنسب ضئيلة، قادرة على إحداث أضرار جسيمة بصحة الإنسان. كما قد تحمل ملوثات بيولوجية تسبب أمراضًا خطيرة لذلك أؤكد أن ما شوهد في بني مزار من تجمع مائي غير صالح تمامًا للشرب، ولا للاستخدام الحيواني أو الزراعي، ولا حتى للنزول أو الاستحمام فيه، وهو أمر خطير على صحة الناس".