كندا تتحرك لنسج تحالفات تجارية جديدة مع أوروبا وآسيا لمواجهة تصعيد رسوم ترامب الجمركية

أعلنت كندا أنها كثّفت مشاوراتها مع الاتحاد الأوروبي وحلفاء آخرين للبحث عن شركاء تجاريين «موثوقين» في أوروبا وآسيا، وذلك في محاولة للحد من تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية التي توسعت لتشمل حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة، في ظل التصعيد المستمر في الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفيما يترقب الاتحاد الأوروبي رسالة رسمية من واشنطن توضح تفاصيل التعريفات الجديدة، يستعد التكتل الأوروبي المكوّن من 27 دولة لاحتمال فرض رسوم إضافية قد تستهدف صادراته، بعدما أدرج ترامب اليابان وكوريا الجنوبية وكندا ضمن أحدث موجة من الرسوم التي شملت أيضًا زيادة الرسوم على النحاس وبعض السلع الكندية إلى 50% و35% على التوالي.

الرسوم الجمركية الأمريكية

كانت بروكسل تأمل التوصل لاتفاق تجاري واسع مع واشنطن يحقق مبدأ «الرسوم الصفرية» على السلع الصناعية، إلا أن شهورًا من المحادثات الشاقة جعلت دول الاتحاد تقبل بفكرة تسوية مؤقتة كخيار واقعي في انتظار فرصة أفضل، وبينما تضغط ألمانيا بقوة لإنهاء المفاوضات سريعًا لحماية صناعتها القوية من تداعيات الحرب التجارية، تصر دول أخرى مثل فرنسا على عدم تقديم تنازلات كبيرة قد تضر بمصالح الاتحاد على المدى الطويل.

وقال مسؤول أوروبي مطّلع على المحادثات، إن فرص التوصل إلى صيغة اتفاق جديدة أصبحت ممكنة لكنها مرتبطة بمدى رغبة واشنطن في تجنب تصعيد إضافي، مشيرًا إلى أن التكتل سيظل موحدًا في مواجهة أي ضغوط، وفقًا لرويترز.

وفي سياق متصل، حذر دبلوماسي أوروبي من أن أي اتفاق يجب أن يحقق توزيعًا عادلًا للأرباح والخسائر داخل الكتلة: «لا يمكن أن نستجيب بصفقات أحادية أو نفصل بين قطاعات بعينها، وإلا فإننا نفتح الباب أمام مزيد من الانقسامات».

ويشعر قطاع النبيذ الأوروبي – الذي يعتمد بدرجة كبيرة على المستهلك الأمريكي – بقلق بالغ من استبعاده من أي إعفاءات قد تُمنح خلال الاتفاق المرتقب. ومع غموض الموقف، تراجعت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة تأثرًا بالقلق من إعلان وشيك بشأن الرسوم على صادرات الاتحاد، بينما شهدت الأسواق الأمريكية هي الأخرى هبوطًا بعد قرار ترامب بزيادة التعريفات على كندا مساء الخميس.

وتشير تقديرات غرفة التجارة الدولية إلى أن معدل الرسوم الجمركية الفعلي الذي يتحمله المستهلك الأمريكي قد تجاوز 20% للمرة الأولى منذ أوائل القرن العشرين، بعد أن وصل إلى نحو 16% فقط في الأشهر الماضية. 

ويتوقع اقتصاديون أن ينعكس هذا الارتفاع على أسعار السلع المستوردة بشكل أكبر في الفترة المقبلة، رغم أن أثره ما زال محدودًا حتى الآن في بيانات التضخم.

تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية

قال أندرو ويلسون، نائب الأمين العام لغرفة التجارة الدولية، إن الرسوم الحالية قد تؤثر تدريجيًا على معروض السلع: «إما أن ترتفع الأسعار مع الوقت، أو تبدأ بعض الشركات في إعادة التفكير في جدوى تصدير منتجاتها إلى السوق الأمريكي، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى نقص بعض المنتجات».

من جانبه، توقع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن تواصل تحصيلات الرسوم الجمركية تحطيم الأرقام القياسية، مع إمكانية تجاوزها 100 مليار دولار حتى يونيو الجاري، وهو رقم يعادل أو يفوق أعلى حصيلة سنوية حققتها واشنطن من الرسوم من قبل. 

وتُظهر أحدث البيانات أن التحصيلات الشهرية باتت تضيف عشرات المليارات من الدولارات إلى الخزانة الأمريكية، ما يمنح إدارة ترامب حافزًا إضافيًا لمواصلة التصعيد رغم التحذيرات من الأثر المحتمل على المستهلكين.