سلّط تقرير حديث الضوء على ما وصفه بـ"فرصة لن تتكرر" أمام قطاع الرياح البحرية في إسكتلندا بحلول عام 2040 لتحقيق مكاسب طويلة الأمد للسكان والاقتصاد.
وتتمثّل الفرصة في جذب استثمارات بأكثر من 40 مليار جنيه إسترليني (52.9 مليار دولار أميركي) علاوة على توفير عشرات الآلاف من فرص العمل، بحسب آخر تحديثات قطاع الطاقة المتجددة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
(الجنيه الإسترليني = 1.33 دولارًا أميركيًا).
ولقطف ثمار تلك الفرصة الهائلة، انطلقت دعوة لاتّباع نهج شامل وتعاوني بين المنظمات والشركات للتحرك بسرعة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من تلك المكاسب المحتملة.
وسيستفيد صنّاع السياسات وشركاء القطاع الخاص من توصيات الدراسة لإزالة العقبات، وتهيئة البيئة المواتية للاستثمارات، وتطوير المهارات والمواهب والخدمات والموارد الطبيعية.
ووفق بيانات حكومية، توجد صناعة الرياح البحرية في إسكتلندا بين أكبر 10 أسواق عالمية، وتصل الطاقة الإنتاجية للمشروعات في مرحلة التطوير إلى 45 غيغاواط.
قطاع الرياح البحرية في إسكتلندا
بتكليف من منظمة "هايلاندز آند آيلاندز إنتربرايز" (HIE) والشراكة الاقتصادية الإقليمية (HIREP)، أجرت شركة الأبحاث "إكوسغن" (Ekosgen) تحليلًا للإمكانات الاقتصادية لقطاع الرياح البحرية بمنطقة "هايلاندز آند آيلاندز" في إسكتلندا من بين صناعات أخرى مهمة.
ويُعدُّ التقرير المرة الأولى لقياس حجم الفرص المتاحة والقابلة للتطوير لتعزيز اقتصاد المنطقة الإسكتلندية، بحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة.

وتوصل الباحثون إلى أن حجم الفرصة المتاحة أمام "هايلاندز آند آيلاندز" "غير مسبوقة" وفي كل أنحاء إسكتلندا والمملكة المتحدة أيضًا.
وربما تتجاوز تلك الفرصة نظيراتها في فترات التحول السابقة، لاسيما مرحلة تطوير إمكانات الطاقة الكهرومائية في هايلاندز والفترة الرئيسة للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي هناك.
واستهدف التحليل فهم حجم الفرص الاقتصادية ذات الإمكانيات الأقدر على إحداث تغيير يحوّل وجه الاقتصاد والمجتمع هناك، ثم تقديمها لجهات صنع القرار والتخطيط لتحقيق أقصى استفادة ممكنة.
وحلل معدّو الدراسة مشروعات مختلفة عددها 251، والتي يُشار إليها بالفرص التحولية الإقليمية (RTO) في قطاعات الطاقة المتجددة والفضاء وتطوير شبكات الكهرباء والمواني والأبحاث والابتكار من بين أخرى.
وخلُص التقرير إلى أن ثمة إمكانية لاستثمار أكثر من 100 مليار جنيه إسترليني بتلك المشروعات، منها 40 مليار لطاقة الرياح البحرية في إسكتلندا، و13 مليار لتخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ، و10.9 مليارات للرياح البرية، و9.1 مليار للهيدروجين الأخضر، و2.9 للطاقة البحرية (الأمواج والمد والجزر).
ومن المتوقع أن تستحوذ مشروعات الطاقة المتجددة على نحو 75% من إجمالي الاستثمارات المتوقعة.
ومن شأن تلك الفرص أن توفر ما يصل إلى 16 ألف فرصة عمل خلال ذروة أعمال البناء والتطوير، و18 ألف فرصة بمرحلة التشغيل بحلول عام 2040.
وبحسب معدّي الدراسة، فإن المكاسب المتوقعة بُنيت على أساس فرضيّة إحراز التقدم المخطط له في كل المشروعات دون ادخال تغييرات جوهرية على السياسات، أو أُطر العمل التشريعية والتنظيمية الحالية، أو عقبات ناتجة عن عدم/أو تأخر تطوير شبكات الكهرباء.
فرص الرياح البحرية في إسكتلندا وتحدياتها
من شأن نجاح إسكتلندا في تطوير موارد الرياح البحرية في منطقة هايلاندز آند آيلاندز أن يضعها في طليعة مسيرة تحوّل الطاقة في المملكة المتحدة.
وجاء في التقرير أن الرياح البحرية في إسكتلندا لا تهيمن على استثمارات رأس المال فحسب، وإنما على توفير فرص عمل على المدى الطويل أيضًا، منها 17.830 ألف فرصة عمل بدوام كامل خلال أعمال البناء، و1.870 فرصة عمل دائمة خلال مرحلة التشغيل.

ويقول التقرير: "إنها لحظة فارقة تجعل من "هاي لاندز آند آيلانز" محركًا لطموحات الرياح البحرية في إسكتلندا"، حيث ستكون مناطق التطوير الرئيسة في بحر الشمال وأبردين وشيتلاند من بين أخرى.
وبحسب الدراسة التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يمنح التنوع الجغرافي فرصة لتعظيم الاستفادة من موارد الرياح، ويعزز مرونة نظام الكهرباء في إسكتلندا.
وتعليقًا على نتائج التقرير بشأن استثمارات الرياح البحرية في إسكتلندا، يقول الرئيس التنفيذي لمنظمة "هايلاندز آند آيلاندز إنتبرايز" المعنية بالتنمية الاقتصادية ستيوارت بلاك إن المنطقة الإسكتلندية ستكون محرك نمو الاقتصاد خلال السنوات المقبلة.
وأشار إلى وجود مشروعات في مراحل تطوير مختلفة "قد تغير وجه اقتصادنا ومجتمعاتنا وتعزز اقتصاد إسكتلندا بشكل كبير"، مؤكّدًا صعوبة المبالغة في أهمية الدراسة، وتبعات دور المنطقة في مستقبل الاقتصاد.
وأشار إلى ضرورة إجراء إصلاحات، وحلّ بعض التحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة لاقتناص "الجائزة المحتملة".
واختتم بقوله: "علينا دعم المشروعات والمجتمعات لضمان ترك تلك الاستثمارات إرثًا على المدى الطويل. كما سنحتاج إلى العمل معًا ومع المشروعات والمؤسسات الاجتماعية وجماعات السكان؛ لضمان انتشار المكاسب في كل أنحاء المنطقة".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- فرصة بـ100 مليار جنيه إسترليني لتطوير مشروعات في إسكتلندا من موقع الحكومة
- معلومات إضافية من منصة "أوشين إنرجي ريسورسيز"