وفقًا لاستطلاع جديد أجرته وكالة "رويترز" وشركة "إبسوس"، ونشرت نتائجه صحيفة "جيروزاليم بوست"5، يبدو أن الرأي العام الأمريكي يشهد تحولًا ملحوظًا. وكشفت النتائج أن أغلبية كبيرة من الأمريكيين تؤيد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتعتبر أن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة كان مفرطًا.
الدعم المتزايد للاعتراف بالدولة الفلسطينية
وكشف الاستطلاع أن 58% من الأمريكيين يعتقدون أنه يجب على كل دولة في الأمم المتحدة الاعتراف بفلسطين كدولة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه النسبة المرتفعة تأتي في ظل ضغط دولي متزايد على الحكومة الإسرائيلية اليمينية، خاصة في أعقاب إعلان ثلاثة من حلفاء الولايات المتحدة المقربين، وهم كندا وبريطانيا وفرنسا، عن نيتهم في الاعتراف بدولة فلسطين، بالإضافة إلى أستراليا، ويشير هذا التطور إلى تزايد الشرخ بين الموقف الإسرائيلي وتوجهات بعض حلفائه الغربيين.
وقد كشف الاستطلاع عن انقسام واضح في هذا الشأن على المستوى الحزبي في الولايات المتحدة. فبينما وافق 78% من الديمقراطيين على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لم يؤيد هذا الرأي سوى 41% من الجمهوريين.
تقييم الرد العسكري الإسرائيلي
ويعكس الاستطلاع أيضًا تصاعدًا في الانتقادات الموجهة لإسرائيل بشأن حربها في غزة. فقد أظهرت النتائج أن 59% من الأمريكيين يعتقدون أن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة كان "مفرطًا". وتعتبر هذه النسبة زيادة ملحوظة عن استطلاع سابق أجرته "رويترز/إبسوس" في فبراير 2024، حيث كانت النسبة حينها 53%، مما يدل على أن الرأي العام الأمريكي أصبح أكثر تشددًا في موقفه تجاه الأزمة.
في المقابل، عارض 33% من المشاركين في الاستطلاع الرأي القائل بأن الرد كان مفرطًا، بينما كانت هذه النسبة 42% في استطلاع فبراير 2024.
الأزمة الإنسانية والموقف من المساعدات الأمريكية
وتطرق الاستطلاع إلى الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، حيث حذرت منظمات الإغاثة الدولية من أن سكان القطاع على شفا المجاعة وأن الأزمة وصلت إلى "مستويات لا يمكن تصورها". في هذا السياق، أعربت أغلبية أكبر من المشاركين، بلغت 65%، عن اعتقادها بضرورة أن تتخذ الولايات المتحدة إجراءات لمساعدة الأشخاص الذين يواجهون المجاعة في غزة.
وفي المقابل، عارض 28% من المشاركين هذا الرأي، وشملت هذه النسبة 41% من الجمهوريين المؤيدين للرئيس دونالد ترامب، الذي يتبنى نهج "أمريكا أولًا" في السياسة الخارجية، والذي يرى أن الأموال الأمريكية يجب أن تذهب لمساعدة الأمريكيين بالدرجة الأولى.
يذكر التقرير أن الحرب في غزة بدأت بهجوم قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1،200 شخص وأسر 251 آخرين، وفقًا للأرقام الإسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، أسفر الهجوم الإسرائيلي عن استشهاد أكثر من 62،000 فلسطيني وتشريد غالبية السكان، وفقًا لسلطات غزة الصحية، مما أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.
وذكرت صحيفة آراب نيوز أن الاستطلاع الذي استمر ستة أيام واختتم في وقت مبكر من الأسبوع الجاري، شارك به نحو 4،446 بالغًا أمريكيًا عبر الإنترنت.