حققت إندونيسيا إنجازًا لافتًا في قطاعها الزراعي، حيث تمكنت من رفع إنتاجية المحاصيل بنسبة تتراوح بين 30% و50%، بفضل اعتمادها على أساليب وتقنيات الزراعة التكنولوجية المتطورة، بحسب ما ذكرته شبكة تلفزيون "بريكس" الدولية اليوم الأربعاء.
وأكدت الشبكة أن هذه القفزة في الإنتاج جاءت نتيجة استراتيجية وطنية شاملة وضعتها الحكومة الإندونيسية لتعزيز الأمن الغذائي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوسيع القدرة التصديرية للمنتجات الزراعية. وتعتمد الخطة على دمج التكنولوجيا في مختلف مراحل العملية الزراعية، بدءًا من إعداد التربة مرورًا بعمليات الزراعة والري، وصولاً إلى الحصاد والتخزين والتوزيع.
وأشار التقرير إلى أن إندونيسيا استفادت بشكل كبير من تقنيات الزراعة الدقيقة (Precision Agriculture) التي تعتمد على تحليل البيانات باستخدام أجهزة الاستشعار والطائرات المسيرة (Drones) لرصد حالة المحاصيل بدقة، وتحديد الاحتياجات الفعلية لكل منطقة من حيث المياه والمغذيات. كما تم تطبيق أنظمة الري الذكي التي تتحكم آليًا في كميات المياه الموجهة للمزارع بناءً على بيانات الطقس ورطوبة التربة.
وفي إطار دعم المزارعين، أنشأت الحكومة منصات رقمية متكاملة تتيح لهم الوصول إلى معلومات فورية حول أسعار السوق، وتوقعات الطقس، وأفضل الممارسات الزراعية. كما تم تدريب عشرات الآلاف من المزارعين على استخدام هذه التقنيات، بما يضمن سرعة الانتقال من الزراعة التقليدية إلى الزراعة القائمة على المعرفة والتكنولوجيا.
وأوضح وزير الزراعة الإندونيسي، في تصريحات نقلتها الشبكة، أن هذا التحول يمثل خطوة محورية في مسيرة البلاد نحو تعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن زيادة الإنتاجية لم تنعكس فقط على الكميات المنتجة، بل أسهمت أيضًا في تحسين جودة المحاصيل وتقليل الفاقد الناتج عن الآفات أو الظروف المناخية غير المواتية.
وأضاف أن الحكومة تعمل حاليًا على توسيع نطاق هذه التجربة لتشمل جميع الأقاليم الزراعية في البلاد، مع التركيز على المحاصيل الاستراتيجية مثل الأرز، والذرة، وفول الصويا، إلى جانب المحاصيل التصديرية كالكاكاو والقهوة وزيت النخيل، والتي تشكل ركائز أساسية في الاقتصاد الإندونيسي.
من جانبهم، أشاد خبراء التنمية الزراعية بجهود إندونيسيا في دمج التكنولوجيا بالقطاع الزراعي، مؤكدين أن هذه التجربة يمكن أن تشكل نموذجًا يحتذى به في الدول النامية التي تسعى لزيادة إنتاجها الغذائي ومواجهة تحديات تغير المناخ. وأشاروا إلى أن استخدام تقنيات الزراعة الذكية يسهم في ترشيد استهلاك المياه، وتقليل الاعتماد على المبيدات والأسمدة الكيميائية، وبالتالي تحقيق استدامة بيئية إلى جانب العوائد الاقتصادية.
ويأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه العالم ضغوطًا متزايدة على سلاسل الإمداد الغذائي نتيجة النزاعات الدولية والتقلبات المناخية، ما يجعل من الاستثمار في التكنولوجيا الزراعية خيارًا استراتيجيًا لضمان الأمن الغذائي على المدى الطويل.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
