تسير مؤسسة البترول الكويتية بخطى ثابتة نحو تنفيذ خططها التوسعية في قطاع الاستكشاف والإنتاج، من خلال إستراتيجية تمتد حتى عام 2040، تستهدف تعزيز أمن الطاقة الوطني، وتحقيق عوائد مستدامة، وترسيخ الحضور الدولي في أسواق الطاقة العالمية.
وتقوم المؤسسة على تنفيذ خطط طموحة لرفع الطاقة الإنتاجية من النفط والغاز داخل الكويت وخارجها، إلى جانب تطوير البنية التحتية وتعزيز التكامل بين القطاعات التشغيلية، بما يضمن أعلى درجات الكفاءة.
ويشكّل قطاع الاستكشاف والإنتاج حجر الزاوية في أنشطة المؤسسة، ويُعدّ العمود الفقري للعمليات النفطية، إذ يغطي عمليات البحث والتطوير والإنتاج للموارد الهيدروكربونية، ويؤسّس لدور محوري في تنويع الدخل الوطني، واستدامة الموارد.
ووفقًا للتقرير السنوي لمؤسسة البترول الكويتية، الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإنها تستهدف الوصول إلى معدل إنتاج مستدام للنفط الخام يبلغ 4 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2035، مع المحافظة عليه حتى عام 2040، بالإضافة إلى رفع إنتاج الغاز غير المصاحب إلى مليارَي قدم مكعبة يوميًا بنهاية المدة نفسها.
إستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية
تنطلق إستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية من محورين رئيسين: تطوير العمليات داخل الكويت، وتعزيز التوسع الخارجي عبر الشراكات والاستثمارات في أسواق واعدة، بما يسهم في استيعاب الإنتاج المتزايد ويزيد من العوائد المالية.
ويُعدّ رفع كفاءة التشغيل، وتطبيق أفضل المعايير البيئية، وتنمية القدرات التكريرية، من أبرز أولويات المؤسسة، مع الحفاظ على مركز تنافسي في الأسواق الأوروبية، والتوسع في مناطق النمو العالي.
وتعمل مؤسسة البترول على تطوير أصولها الحالية، مع التركيز على التميز التشغيلي، وتوسيع الرقعة الجغرافية لعمليات الاستكشاف، ولا سيما بعد اكتشافات بحرية وتجارية مهمة في السنوات الأخيرة.

إنتاج النفط في الكويت
حققت شركة نفط الكويت -الذراع التنفيذية للمؤسسة- إنجازًا لافتًا تَمثَّل في بلوغ الطاقة الإنتاجية المستدامة للنفط الخام 2.59 مليون برميل يوميًا، للمرة الأولى منذ 7 سنوات، مدعومة بتحسينات تقنية في حقول جنوب الرتقة وأم نقا.
كما ارتفع إنتاج النفط الخام الثقيل إلى 95 ألف برميل يوميًا، نتيجة تعزيز كفاءة عمليات حقن البخار، وتحديث البنية التحتية للمزج والمعالجة في مصفاة الزور.
وفي إطار جهود رفع كفاءة التشغيل، أنجزت الشركة 498 بئرًا جديدة، و2,107 عملية صيانة، ما ساعد على تقليص عدد الآبار المغلقة بنسبة تفوق 60%، وأضاف نحو 10 آلاف برميل يوميًا للإنتاج المحلي.
قفزة في إنتاج الغاز
سجلت شركة نفط الكويت أعلى معدل تاريخي لإنتاج الغاز غير المصاحب، بلغ 683 مليون قدم مكعبة قياسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بمتوسط سنوي بلغ 637 مليون قدم مكعبة، متجاوزة الهدف السنوي.
كما عزّزت الشركة مرونة التشغيل من خلال ربط خطوط الغاز عالية الضغط، وتقليل الفاقد الناتج عن الحرق بمعدل 18 مليون قدم مكعبة يوميًا، ما ساعد على رفع إنتاج النفط إلى 270 ألف برميل يوميًا.
ويأتي هذا الأداء في إطار الالتزام الصارم بالمعايير البيئية، إذ حافظت الشركة على معدل حرق للغاز لا يتجاوز 0.51%، مقابل الحدّ الأقصى المسموح به، البالغ 0.80%.

اكتشافات بحرية جديدة
شهد عام 2024 اكتشافات بحرية مهمة، من أبرزها حقل النوخذة الذي تُقدَّر احتياطاته بنحو 2.1 مليار برميل من النفط الخفيف و5.1 تريليون قدم مكعبة من الغاز، وهو أول حقل بحري يُكتشف بكميات تجارية.
وفي أوائل 2025، أُعلن اكتشاف حقل الجليعة باحتياطات تُقدَّر بـ800 مليون برميل من النفط و600 مليار قدم مكعبة من الغاز، مع استمرار أعمال الحفر في آبار جديدة مثل "جليعة-3" و"جزة-1"، بما يعزز احتياطي البلاد واستقرار الإمدادات.
تكامل بين الإنتاج والتكرير
سعت مؤسسة البترول الكويتية إلى تعزيز تكامل عملياتها عبر تطوير خليط الخام الكويتي الثقيل، بمزج خام جنوب الرتقة مع خام أم نقا، ليتلاءم مع متطلبات التكرير في مصفاة الزور، مما أسهم في تعزيز هوامش التكرير ورفع الربحية.
وقد نُفّذ اختبار ميداني ناجح بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية، وشركة كيبك، في إطار سعي المؤسسة إلى تعظيم القيمة المضافة وتوفير مرونة تشغيلية أعلى بين القطاعات المختلفة.

وفي إطار برامج الاستخلاص المعزز، طبّقت مؤسسة البترول الكويتية تقنيات حقن البوليمر والمياه في مكامن متعددة، ما أسهم في رفع معامل الاستخلاص إلى 34% في بعض المناطق، وتحقيق زيادة محتملة في إنتاج النفط بنسبة 4.5%.
كما أظهرت دراسات في حقل بحرة إمكانات عالية لتقليل إنتاج المياه وتحسين ضغط المكمن، بما يدعم التوجّه نحو استخراج مستدام وذي كفاءة بيئية عالية.
توسُّع خارجي متسارع
خارج حدود الكويت، تُواصل مؤسسة البترول الكويتية عبر ذراعها الخارجية "الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية" (KUFPEC) تعزيز وجودها الدولي في 5 قارات، وحققت في عام 2024 إيرادات بلغت 1.47 مليار دولار، بصافي أرباح 737 مليون دولار.
وشهدت المؤسسة نجاحًا في مصر عبر اكتشافات جديدة في خليج السويس، إلى جانب قفزة إنتاجية في كندا من الغاز الصخري، إذ ارتفع الإنتاج إلى 25,927 برميل نفط مكافئ يوميًا، مع تسجيل 6.2 مليون ساعة عمل دون إصابات.
كما فازت الشركة بامتيازين رئيسين في إندونيسيا ضمن جولة عطاءات 2024، دلالةً على التزامها بالنمو في جنوب شرق آسيا، بينما رفعت في أستراليا الطاقة اليومية لمصنع الغاز المحلي إلى 210 ملايين قدم مكعبة.
المنطقة المقسومة
حققت عمليات الخفجي والوفرة المشتركة -ضمن المنطقة المقسومة مع السعودية- نتائج إيجابية، إذ بلغ متوسط إنتاج النفط الخام في الخفجي 128 ألف برميل يوميًا، مقابل 77,520 برميلًا يوميًا في الوفرة.
وتُواصل المؤسسة تنفيذ مشروع تطوير حقل الدرة، الذي بلغت نسبة إنجاز تصميماته الهندسية 99.5%، بما يُمثّل تطورًا مهمًا في الاستغلال المشترك للموارد البحرية في الخليج.

الخلاصة:
بهذه الإستراتيجية الشاملة، تمضي مؤسسة البترول الكويتية في مسار طموح لتعزيز أمن الطاقة وتنويع مصادر الدخل، مستندة إلى شبكة من الشراكات العالمية، وتكامل داخلي بين قطاعات الاستكشاف والإنتاج والتكرير، مع التزام صارم بالابتكار والاستدامة البيئية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: