السيارات الكهربائية في بريطانيا.. نقاط الشحن أبرز التحديات (تقرير)

يواجه التحول إلى السيارات الكهربائية في بريطانيا تحديات نقاط الشحن، التي تتمركز بصورة غير متساوية في أنحاد البلاد.

وبحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أوقفت حكومة حزب المحافظين دعمها للسيارات الكهربائية، قبل 3 سنوات، وأشادت بنجاحها في "إطلاق ثورة السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة".

تجدر الإشارة إلى أن هذه الثورة لم تتحقق، فقد أدى تراجع المبيعات إلى دعم سوق السيارات الكهربائية في بريطانيا من خلال شراء أساطيل السيارات بدلًا من الطلب الخاص.

ومع تعرُّض أهداف الحياد الكربوني للخطر، تعهَّد حزب العمال بتخصيص 650 مليون جنيه إسترليني (858.16 مليون دولار) لإعادة دعم مشتريات السيارات العاملة بالبطاريات.

(الجنيه الإسترليني = 1.32 دولارًا أميركيًا)

برنامج منحة السيارات الكهربائية في بريطانيا

يُدعم برنامج منحة السيارات الكهربائية في بريطانيا بتمويل حكومي قدره 650 مليون جنيه إسترليني، ومن المقرر أن يستمر حتى عامي 2028 و2029.

وسيتمكّن العملاء من شراء سيارة كهربائية جديدة بسعر مخفّض، شريطة أن يكون سعرها أقل من 37 ألف جنيه إسترليني، وأن تلبي المعايير البيئية.

بموجب هذا البرنامج، سيعتمد تقييم السيارات التي يقترحها المصنّعون على مدى خضرة عمليات إنتاجها.

وستتأهل السيارات الأكثر خضرة للحصول على خصم كامل قدره 3,750 جنيهًا إسترلينيًا، بينما ستحصل السيارات الأخرى التي تُعدّ أقل صداقة للبيئة على حسم أصغر يصل إلى 1,500 جنيه إسترليني، وقد تُستبعد السيارات الأخرى من الأهلية.

وسيُقتطع الحسم تلقائيًا من سعر شراء السيارات الكهربائية المؤهلة، ويمكن للشركة المصنّعة استرداد هذا المبلغ من وزارة الخزانة، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.

لذلك يتعيّن على شركات صناعة السيارات إثبات التزامها بـ"أهداف علمية" لخفض انبعاثات الكربون، بما يتماشى مع أهداف الحياد الكربوني. وسيُعيد هذا البرنامج إحياء نظام الإعانات النقدية الذي كان متاحًا سابقًا لمشتري السيارات الكهربائية في بريطانيا قبل أن يُلغيه حزب المحافظين عام 2022.

ومع استمرار المخاوف بشأن البنية التحتية للشحن، وتأثير ذلك في سوق السيارات المستعملة، وتهديد الشركات المصنّعة باتخاذ إجراءات قانونية، قد تفشل عودة برنامج منح السيارات الكهربائية في بريطانيا فشلًا ذريعًا.

مشكلة البنية التحتية العامة للشحن

في وقت سابق من هذا العام، ذكرت لجنة الحسابات العامة أن العدد "غير المتساوي" لنقاط الشحن على الطرق السريعة وفي المناطق الإقليمية يُعرّض التحول إلى السيارات الكهربائية للخطر.

ووجدت اللجنة أن نقاط الشحن "لم تُوزّع بالتساوي في جميع أنحاء البلاد"، حيث يقع نصفها تقريبًا في لندن وجنوب شرق البلاد.

وخلصت مراجعة لبرنامج المنح الحكومية السابق إلى أنه بحلول عام 2021، كانت السوق قد "نضجت"، ولم يعد السعر المُقدّم هو العائق الرئيس أمام إقبال الناس على السيارات.

وذكرت اللجنة: "تركزت مخاوف المستهلكين بشكل متزايد على قدرتهم على شحن السيارات الكهربائية في بريطانيا، بعيدًا عن المخاوف المتعلقة بسعر الشراء المُقدّم للسيارات".

مشكلة مواقع شحن السيارات

وجدت دراسة استقصائية حكومية أُجريت بين عامي 2017 و2019 أن 40% من المشاركين ذكروا أن مواقع شحن السيارات تُمثّل المشكلة الرئيسة للسيارات الكهربائية، بينما أشار 8% فقط إلى التكلفة العامة.

في المقابل، أشارت الحكومة إلى أن التكاليف تُمثّل العائق الأكبر الذي يمنع غالبية السائقين من التحول إلى السيارات الكهربائية.

وصرّحت وزيرة النقل البريطانية، هايدي ألكسندر، بأنه مع وجود 82 ألف نقطة شحن عامة قيد التشغيل، فإن المملكة المتحدة قد "أنشأت البنية التحتية التي تحتاج إليها الأُسَر للانتقال بثقة".

ووفقًا لجمعية السيارات البريطانية "إيه إيه" (Automobile Association)، يقول واحد من كل 5 سائقين، إنه "لن يشتري" سيارة كهربائية "أبدًا".

وصرّحت الشريكة لدى شركة خدمات التدقيق والضرائب والاستشارات "آر إس إم" RSM، شينا ماكغينيس، بأن "هناك حاجة ماسّة إلى مزيد من الاستثمار في بناء البنية التحتية" اللازمة لجعل السيارات الكهربائية بديلًا عمليًا لسيارات البنزين والديزل.

وأضافت: "تحتاج الحكومة إلى الاستثمار في تحويل شبكة الكهرباء لتحقيق ثورة صناعية خضراء حقيقية".

وأوضحت: "تتطلب بنية تحتية بهذا الحجم نظام إيرادات بديلًا لتوسيع شبكة الشحن، وتحسين سعة الشبكة، وضمان وصول عادل في جميع المناطق الحضرية والريفية".

هذا الأسبوع، أعلنت الحكومة إضافة 17 ألف محطة شحن عامة إلى شبكة المملكة المتحدة خلال العام الماضي.

بدورها، قالت وزيرة الطرق البريطانية، ليزلي غرينوود: "إن الحكومة تساعد في تقليص قلق المسافة المقطوعة".

وقال متحدث باسم وزارة النقل: "نحن نفي بالتزامنا بجعل امتلاك سيارة كهربائية أسهل وأقل تكلفة من أيّ وقت مضى".

وزادت نقاط الشحن العامة في المملكة المتحدة بنسبة 27% خلال العام الماضي، ليصل عددها إلى أكثر من 82 ألفًا، أي نقطة شحن واحدة تُضاف كل نصف ساعة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..