ما زالت التحديات تطارد ما سيكون أكبر مشروع هيدروجين أزرق في العالم، بسبب قانون صدّق عليه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإنهاء حافز ضريبي مهم مبكرًا.
ويستهدف المشروع -المقرر إنشاؤه داخل مصفاة باي تاون في ولاية تكساس- إنتاج مليار قدم مكعبة (نحو 2400 طن) يوميًا من الهيدروجين الأزرق، علاوة على إنتاج الأمونيا، بحسب متابعات قطاع الهيدروجين العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وهدّد الرئيس التنفيذي للشركة المطورة -وهي إكسون موبيل الأميركية- بعدم اتخاذ قرار الاستثمار النهائي للمشروع الذي وصفه بالمُعقّد في ظل مخاوف بشأن وتيرة تطور سوق الهيدروجين.
وتلك ليست المرة الأولى التي تهدد فيها إكسون موبيل بإلغاء المشروع؛ إذ حذّرت في فبراير/شباط (2024) من اتخاذ الخطوة في حالة إنهاء العمل بالائتمان الضريبي.
كما خسرت الشركة منحة من وزارة الطاقة بقيمة 331 مليون دولار في نهاية مايو/أيار (2025) لصالح مصنع أولفينات داخل المصفاة نفسها.
تطورات أكبر مشروع هيدروجين أزرق في العالم
تحوم الشكوك حول مستقبل أكبر مشروع هيدروجين أزرق في العالم، الذي كان بدء تشغيله مقررًا في الأصل خلال عام 2028؛ بسبب التطورات السياسية الأخيرة.
وتقرَّر إنهاء الائتمان الضريبي "45 في" (45V) الخاص بإنتاج الهيدروجين النظيف قبل موعده في إطار القانون الكبير الجميل الذي صدَّق عليه الرئيس دونالد ترمب في يوليو/تموز الماضي (2025).
ويتميز ذلك الائتمان بأنه أكثر ربحية للمنتجين؛ إذ يمنح دولارًا واحدًا عن إنتاج كيلوغرام واحد من الهيدروجين ما دام ينتج أقل من 1.4 كيلوغرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.

وثمة ائتمان ضريبي آخر وهو "45 كيو" (45Q) الخاص باحتجاز الكربون وتخزينه، والذي يمنح 75 سنتًا عن كيلوغرام من الهيدروجين.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة لتفاصيل القضية، أقرّ الرئيس السابق جو بايدن الائتمان في عام 2022 في إطار قانون خفض التضخم، لكن قرار الإنهاء الذي وقّعه الرئيس الحالي ترمب يستهدف التخلص ممّا وصفه بـ"تشوهات السوق والتكاليف المفروضة على دافعي الضرائب".
في ضوء ذلك الوضع الجديد، أعرب الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل دارين وودز عن "خيبة الأمل"؛ إذ أصبح يتعين على المشروعات الراغبة في الحصول على الحافز الضريبي بدء أعمال البناء قبل 31 ديسمبر/كانون الأول (2027) بدلًا من 31 ديسمبر/كانون الأول (2032).
ورغم أنه ما زال بالإمكان بدء المشروع في موعده المقرر، أعرب وودز عن قلقه إزاء تطور سوق الهيدروجين الأوسع نطاقًا، وهو أمر حاسم للدعم بعيدًا عن أموال الحكومة.
وفي ضوء ذلك، هدَّد بأن إكسون موبيل لن تتخذ قرار الاستثمار النهائي لأكبر مشروع هيدروجين أزرق في العالم ما لم تدبر اتفاقيات شراء كافية.
وأبرمت شركة الطاقة اتفاقيات مبدئية مع العديد من المشترين المحتملين داخل السوق الأميركية وفي أوروبا وآسيا، ومنها مع شركة ماروبيني اليابانية (Marubeni) في مايو/أيار الماضي (2025)، ومع شركة ترامو (Trammo) في مطلع العام الجاري أيضًا.
لكن –بحسب وودز- سيكون ثمة معاناة لخفض سعر الهيدروجين الأزرق (حتى مع الحصول على دعم) إلى مستوى سعر الهيدروجين الرمادي.
ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الفروق بين أنواع الهيدروجين حسب طريقة الإنتاج:
أزمة الهيدروجين الأزرق في أميركا
يقول الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل دارين وودز، إن العملاقة الأميركية لن تمضي قدمًا بتطوير أكبر مشروع هيدروجين أزرق في العالم ما لم ترَ طريقًا يؤدي بالنهاية لإقامة مشروع تُحرِّكه السوق.
ولتقييم ذلك الإمكان، تعمل الشركة من أجل تحديد ما إذا ما كان الجمع بين الحوافز الضريبية "45 في" و"45 كيو" سيقدّم الدعم المطلوب لتحفيز سوق الهيدروجين منخفض الكربون الأوسع نطاقًا.
وعمومًا، رجّح وودز أن تتأخر مشروعات الهيدروجين لدى شركة إكسون لما بعد الجداول الزمنية المقررة سابقًا.
وحتى تاريخه، قال الرئيس التنفيذي، إن مشروع باي تاون للهيدروجين الأزرق أحرز تقدمًا متفاوتًا، مشيرًا إلى أنه معقّد ويتطلب تطويرًا متزامنًا للعرض والطلب والسياسات.
يُشار هنا إلى أن شركة تحليلات واستشارات الطاقة "وود ماكنزي" (Wood Mackenzie) قد توقعت اتخاذ قرار الاستثمار النهائي لـ3 مشروعات هيدروجين أزرق ضخمة في أميركا خلال العام الجاري (2025).
وبغضّ النظر عن الحافز الضريبي، ترى أن الهيدروجين الأزرق محط اهتمام رئيس في أميركا بسبب موارد الغاز الطبيعي الوفيرة والسمات الجيولوجية الداعمة لتقنية احتجاز ثاني أكسيد الكربون.
كما ذكر مجلس الهيدروجين العالمي أن 85% من سعة إنتاج الهيدروجين المحجوزة للعملاء في أميركا الشمالية كانت من نصيب الهيدروجين الأزرق، وتستحوذ الولايات المتحدة على ثلثي تلك النسبة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: