السفير الإسرائيلي , غيب الموت صباح أمس الفنان القدير لطفي لبيب ، بعد صراع مع المرض تدهورت خلاله حالته الصحية نتيجة نزيف حاد في الحنجرة ناتج عن مضاعفات التهاب رئوي، مما أدخله في وضع حرج خلال الأيام الأخيرة. ومع إعلان وفاته، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء كبير ينعى هذا الفنان الذي ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الدراما والسينما المصرية.

لطفي لبيب يتصدر المشهد بعد الرحيل
منذ لحظة إعلان الوفاة، تصدّر اسم لطفي لبيب منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الجمهور عن حزنه العميق على رحيله بكلمات رثاء مؤثرة ومقاطع من أبرز أعماله. فقد استطاع الفنان الراحل، عبر مسيرة امتدت لعقود، أن يحفر اسمه في قلوب المشاهدين من مختلف الأجيال، بفضل أدائه المتميز وموهبته الفريدة، بالإضافة إلى سلوكياته الراقية داخل الوسط الفني وخارجه.
واستعاد الجمهور سريعًا مشاهد من أدواره الشهيرة، وعلى رأسها شخصية السفير الإسرائيلي “ديفيد كوهين” التي قدّمها في فيلم السفارة في العمارة عام 2005، إلى جانب الزعيم عادل إمام، والتي اعتبرت من أكثر الأدوار جرأة وخصوصية في مسيرته.

السفير الإسرائيلي في فيلم مصري.. ووجهة نظر فنية
لطفي لبيب تحدث عن هذا الدور في حوار سابق ببرنامج “مفاتيح” مع الإعلامي مفيد فوزي، قائلاً إن الفنان عادل إمام هو من رشحه لتلك الشخصية، رغم تحذير البعض له من أن الجمهور قد يكرهه بسببها. وأوضح لبيب:
“قلت هعمله عادي، لأن السفير الإسرائيلي شخص عادي في النهاية.. بياكل ويشرب وبيتجوز، أنا مش بمثل الكيان، بمثل إنسان”.
وأكد أن أهمية الدور كانت جغرافية أكثر منها فنية، في إشارة إلى أن الفيلم ركز على التجاور الصعب بين دولتين متباعدتين سياسيًا، ولكن متلاصقتين مكانيًا. وأضاف أن عادل إمام شدد عليه بألا يقدم الشخصية بطريقة كاريكاتيرية، مثل “تخنيف الصوت” أو المبالغات، بل بواقعية شديدة.
" frameborder="0">
الصحافة الإسرائيلية علّقت.. وشالوم كوهين كان يراقب
اللافت أن تجسيده لشخصية السفير أثار اهتمام الصحافة العبرية، حيث علّقت صحيفة هآرتس في يوليو 2005 على أداء لطفي لبيب، تزامنًا مع تعيين شالوم كوهين سفيرًا فعليًا لإسرائيل في القاهرة. الصحيفة أشارت إلى أن الفيلم ربما يسهم في “تطبيع الوجود الإسرائيلي” في وعي الجمهور، حتى وإن كان عبر السينما فقط.
وتابعت الصحيفة أن السفير كوهين نفسه فضّل عدم التعليق على الفيلم وقتها، لكن الخارجية راقبت ردود الفعل المصرية عن كثب. يُذكر أن كوهين، وهو من أصل تونسي، عاش عزلة دبلوماسية في كل من تونس والقاهرة، واحتاج إلى حماية أمنية مشددة طوال فترة عمله في مصر، رغم السلام الرسمي القائم بين البلدين منذ 1979.