يسعى كثيرون إلى الحصول على بشرة سمراء خلال الصيف، فيعرضون أنفسهم بشكل مفرط لأشعة الشمس دون حماية، أو يلجؤون إلى مستحضرات توهم بنتائج سريعة، لكن هذه الممارسات تعرض البشرة لمخاطر متعددة، ما يجعل الوقاية ضرورية للحفاظ على صحة الجلد وجماله.
في وقت يبحث البعض عن بشرة سمراء جذابة قد تتحول هذه الرغبة إلى معاناة حقيقية، خاصة عندما تؤدي الممارسات الخاطئة إلى حروق جلدية، أو تصبغات دائمة، أو حتى مضاعفات صحية أكثر خطورة، ما يخلّف آثارًا نفسية سلبية ويُفقد الشخص الثقة في مظهره.
حروق بسبب الشمس
خديجة، شابة في الثلاثينات من العمر، قالت إنها كانت تسعى إلى الحصول على بشرة سمراء جذابة خلال الصيف فتعرّضت لأشعة الشمس لساعات طويلة دون استخدام واقٍ مناسب، ما أدى إلى حروق جلدية مؤلمة وظهور بقع داكنة على بشرتها، ما أثر على مظهرها وثقتها في نفسها، وكانت تجهل خطورة التعرض المفرط للشمس.
وأوضحت المتحدثة ذاتها أن النصائح الطبية والوقاية مهمة جداً للحفاظ على صحة الجلد، ونصحت الجميع بعدم المجازفة بصحة البشرة من أجل مظهر مؤقت قد يسبب مشاكل طويلة الأمد، مؤكدة أن التعرض المعتدل واستخدام وسائل الحماية هو السبيل الأمثل للحصول على بشرة صحية.
وتابعت خديجة بأنها لجأت إلى أخصائي في أمراض الجلد، وصف لها كريمات مهدئة ومرطبة، مع توصية بتجنب التعرض المباشر للشمس لفترات طويلة، ما ساعدها تدريجياً على تحسن بشرتها وعودة لونها الطبيعي، مشددة على أهمية الالتزام بالوقاية للحفاظ على صحة الجلد مستقبلاً.
احتياطات وقائية
إلهام فرح، أخصائية في أمراض وجراحة الجلد والشعر والأظافر، نبّهت إلى خطورة استخدام بعض مستحضرات التسمير التي تُستعمل بهدف تسريع اسمرار البشرة خلال الصيف، مؤكدة أن “هذه المنتجات تجذب الأشعة الشمسية وتضاعف تأثيرها على الجلد، ما يؤدي إلى حروق متفاوتة الخطورة، ويرفع احتمالات الإصابة بسرطان الجلد، خاصة بفعل التعرض لأشعة UVA وUVB”.
وأوصت الأخصائية، في تصريح لهسبريس، بـ”استعمال واقيات شمسية مناسبة للوجه والجسم، مع تفادي الأنواع الزيتية التي تعزز امتصاص الحرارة وتزيد من احتمالات الإصابة بالحروق، ولاسيما عند استخدام منتجات موجهة للتسمير السريع، قد تترك آثارًا جلدية مزمنة يصعب علاجها”.
وشددت المتخصصة ذاتها على “أهمية تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة، خاصة بين منتصف النهار والثالثة زوالًا”، داعية إلى “اعتماد وسائل وقائية بسيطة، كالمظلات والقبعات والملابس القطنية، لتفادي أضرار الحرارة المرتفعة في الفضاءات المفتوحة”.
وحذرت فرح من الإهمال بعد السباحة، مؤكدة أن “بقاء الجسم مبللًا لفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى ظهور الفطريات الجلدية، وهو ما يستدعي الاستحمام الفوري بعد الخروج من البحر، وتجفيف الجلد جيدًا للوقاية من هذه المضاعفات”.
وختمت إلهام فرح توضيحاتها بالتأكيد على أن “بعض الالتهابات الجلدية قد تمتد إلى فروة الرأس، مسببة مشاكل متكررة في الشعر، ما يفرض الحذر والالتزام بالتعليمات الوقائية طيلة فترة الصيف”.