يتصدر ملف الطاقة المتجددة في السعودية إستراتيجية المملكة للتحول الوطني، إذ تسعى جاهدة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتبني حلول نظيفة ومستدامة لتوليد الكهرباء.
وتعمل السعودية على إقامة مشروعات عملاقة في الطاقة الشمسية، والهيدروجين الأخضر، وتحلية المياه باستعمال مصادر متجددة، تؤهلها للريادة الإقليمية في مجال تحول الطاقة.
وفي هذا السياق، عُقدت ندوة عبر تقنية الاتصال المرئي -تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- جمعت نخبة من قادة صناعة التكنولوجيا النظيفة، وصانعي السياسات، والمستثمرين، لمناقشة أبرز الفرص والتحديات المرتبطة بتسريع التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.
وتأتي الندوة ضمن مبادرة Cleantech Alliance for KSA، وفي إطار الاستعدادات للمؤتمر المرتقب في سبتمبر/أيلول المقبل.
وتهدف المبادرة -التي تُعدّ من أبرز المنصات الإقليمية المعنية بالتقنيات النظيفة- إلى استكشاف فرص الاستثمار في قطاعات الطاقة الشمسية، والهيدروجين الأخضر، وتخزين الكهرباء، والتنقل المستدام، إلى جانب فهم الأطر التنظيمية الداعمة لتطور هذه القطاعات في المملكة، في سياق "رؤية السعودية 2030".
الريادة في الطاقة النظيفة
أعرب الاقتصادي اللبناني البارز ومؤسس مجلس أعمال الطاقة النظيفة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (CEBC MENA) الدكتور ناصر سعيدي عن تفاؤله الكبير بقدرة السعودية ودول الخليج على تصدُّر مشهد الطاقة النظيفة عالميًا.
وأكد أن المبادرة تمثّل منصة إستراتيجية لتحفيز التوسع في مشروعات الطاقة النظيفة، خاصة مع تصاعد التحديات المناخية وزيادة الحاجة إلى خفض الانبعاثات.
ولفت سعيدي إلى أن المبادرة تأتي في وقت محوري، مشيرًا إلى وجود 5 مجموعات عمل نشطة داخل المجلس، من بينها كفاءة الطاقة والتمويل المناخي والهيدروجين الأخضر والتنقل الكهربائي، مع تركيز خاص على تمكين المرأة في هذا القطاع الحيوي.

من جانبه، أشار نائب الرئيس التنفيذي لشركة أكوا باور ورئيس جمعية صناعة الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط (MESIA ) فاضل موين قاضي إلى أن صناعة الطاقة المتجددة في دول المنطقة، ولا سيما السعودية، تقف على أعتاب طفرة غير مسبوقة.
زيادة القدرات المتجددة
أوضح نائب الرئيس التنفيذي لشركة أكوا باور أن المملكة تستهدف التوسع في مشروعات تحلية المياه بالطاقة الشمسية.
وتوقّع ارتفاع القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 53 غيغاواط -حاليًا- إلى 150 غيغاواط بحلول عام 2030، موضحًا أن السعودية ستستحوذ وحدها على نحو 40% من هذه القدرة نتيجة للنمو في مشروعات الطاقة الشمسية الكهروضوئية.
وأشار قاضي إلى أن موجات الحر الشديدة التي شهدتها المنطقة في 2024 قد رفعت الطلب على الكهرباء إلى مستويات قياسية، ما يعزز أهمية التوسع في مصادر الطاقة النظيفة لتلبية هذه الاحتياجات.
ومن جهته، ركّز الشريك في شركة Pinsent Masons وممثلها في الشرق الأوسط تيم أرمسبي على الجوانب القانونية والتنظيمية، مؤكدًا أن إصلاحات قطاع الكهرباء التي أطلقتها المملكة منذ عام 2021، بما في ذلك قانون الكهرباء الجديد، كانت عاملًا محوريًا في تنشيط الاستثمار وخلق بيئة تنافسية.
تحقيق الحياد الكربوني
أكد أرمسبي أن السعودية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2060، من خلال إستراتيجيتها الطموحة لتوليد 50% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول 2030.
بينما سلّط المدير التنفيذي الإقليمي للشرق الأوسط في شركة Yellow Door Energy هشام الهجيلان الضوء على أهمية المملكة بصفتها سوقًا واعدة لحلول الطاقة الشمسية.

ولفت إلى أن 40% من الطاقة المُنتجة في المملكة تُستهلك في القطاع الصناعي، بينما يُستعمل الباقي في التبريد، ما يفتح المجال واسعًا أمام تطبيق حلول مستدامة وفعالة.
وتُعدّ مبادرة Cleantech Alliance for KSA منصة إستراتيجية لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وعرض أحدث الابتكارات، وتعزز الحوار البنّاء حول التحول الطاقي في السعودية والمنطقة.
ويُتوقع أن يشكّل مؤتمر سبتمبر/أيلول المقبل نقطة تحول مهمة، مع حضور كبار المستثمرين وصنّاع القرار وشركات التكنولوجيا العالمية مثل هواوي وجينكو سولار وأكوا باور، مما يرسّخ مكانة المملكة بصفتها مركزًا إقليميًا للطاقة المتجددة والابتكار المستدام.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..