تزداد سوق السيارات الكهربائية والهجينة في الصين اشتعالًا، بعدما اكتظت حلبة المنافسة بالكثير من العلامات التجارية، ما كان له بالغ الأثر في معدلات الإنتاج ومستويات الأسعار والأرباح.
ويخشى محللون من المنافسة بين الشركات وبعضها بعضًا، ووفرة الطرازات المنتجة، التي قد تؤدي إلى ركود السوق وتراجع الأسعار.
ويُقدّر عدد المتنافسين في سوق السيارات الكهربائية والهجينة الصينية بنحو 129 علامة تجارية حاليًا، لكن التوقعات حول مستقبل استمرار هذه العلامات كانت مفاجئة، وفق تقديرات شركة استشارات أميركية تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
ولم تشفع أرقام المبيعات المرتفعة لسوق بكين؛ إذ يبدو أن التحديات تتصاعد تدريجيًا، سواء في السوق المحلية واتهامات بيع السيارات الجديدة بوصفها مستعملة، أو خارجيًا وسط تضييقات الرئيس الأميركي والرسوم الجمركية التي فرضها.
السيارات الكهربائية والهجينة في الصين
تُشير التوقعات إلى أن السيارات الكهربائية والهجينة في الصين تستعد لحرب شرسة، في ظل تسارع وتيرة انتشار العلامات التجارية.
ولا تنتظر العلامات التجارية الـ129 المصير ذاته بحلول نهاية العقد الجاري في 2030؛ إذ قد تؤدي ظروف المنافسة وانخفاض الأسعار إلى دمج بعض الشركات في كيان واحد، وإزاحة شركات أخرى من السوق تمامًا وتخارجها.

وقد تنتهي سوق السيارات الكهربائية والهجينة في الصين إلى الاكتفاء بـ15 علامة تجارية فقط بحلول نهاية العقد، حسب تقديرات شركة أليكس بارتنرز الأميركية للاستشارات.
وربطت شركة الاستشارات ذلك بقدرة الشركات على الاستمرار من الجوانب المالية، في ظل اشتعال المنافسة وتراجع الأسعار، وفق ما نقلته رويترز.
وتوقعت الشركة متوسط مبيعات يصل إلى 1.02 مليون سيارة سنويًا لكل شركة من العلامات التجارية الـ15 (التي لم يذكرها التقرير).
الدعم وحرب الأسعار
انفتحت أكبر أسواق السيارات العالمية على طرازات متنوعة وفائض إنتاجي كبير؛ ما أدى إلى نشوب "حرب أسعار" وتراجع أرباح المصنعين.
ولم تنجح سوى شركتين من العلامات التجارية المدرجة في البورصة، في تحقيق أرباح سنوية على مدار العام، هما: "بي واي دي"، و"لي أوتو".
ومن جانب آخر، واجهت الأرباح ضغوطًا مع تراجع معدل الطاقة الإنتاجية للمصانع العام الماضي إلى النصف بمتوسط 50%، مسجلًا أدنى مستوياته منذ عقد.
ويؤدي الدعم الحكومي لصناعة السيارات الصينية -خاصة للوحدات الكهربائية والهجينة- دورًا مهمًا في استمرار الصناعة، وتعزيز قدرتها العالمية على المنافسة.

وتوقع مسؤول قسم السيارات في فرع شركة "أليكس بارتنرز" الآسيوي، ستيفن داير، أن يعمل الدعم -خاصة من الحكومات المحلية- على إبطاء وتيرة اندماج الشركات والعلامات التجارية.
وتركز الحكومات المحلية دعمها على الشركات المتعثرة، لاعتبارات تتعلّق بمعدلات التوظيف وانتظام سلاسل التوريد وتعزيز الاقتصاد الإقليمي.
وطالبت الهيئات الصينية المعنية منتجي السيارات الكهربائية والهجينة بوقف حرب الأسعار الدائرة بين الأطراف ذات الصلة؛ لكن ستيفن داير توقع استمرار المنافسة السعرية في ظل استمرار الدعم المقدم للتأمين والتمويل.
وتلقّى المنتجون مؤخرًا اتهامات بالتسبب في بيانات وهمية لمبيعات السيارات في بكين، بتسجيل السيارات بشكل مزدوج بصفتها وحدات جديدة تُباع في السوق المحلية، ثم إعادة بيعها في أسواق عالمية بوصفها "مستعملة"، رغم أن عداداتها لم تسجل مسافات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: