الاربعاء 25 يونية 2025 | 08:51 مساءً
مبيعات المنازل الجديدة في أمريكا
تراجعت مبيعات المنازل الجديدة للأسرة الواحدة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر مايو بأكبر وتيرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، مدفوعة بارتفاع معدلات الرهن العقاري وتزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي، وهو ما ساهم في تراجع الطلب ودفع المعروض من المنازل غير المباعة في السوق إلى أعلى مستوياته منذ أواخر عام 2007.
مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية
أظهر التقرير الصادر عن وزارة التجارة الأمريكية، أن هذا التراجع، الذي جاء أكبر من التوقعات، يُضاف إلى مؤشرات ضعف بناء المساكن خلال الشهر ذاته، بالإضافة إلى ركود مبيعات المنازل القائمة، مما يشير إلى أن قطاع الإسكان سيكون عبئًا سلبيًا على الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني من عام 2025، بعد أن سجّل تأثيرًا محايدًا في الفترة من يناير حتى مارس.
وأدى تراكم المخزون وارتفاع تكاليف البناء، لا سيما نتيجة للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على واردات أساسية مثل الخشب والصلب والألمنيوم، إلى الحد من قدرة شركات البناء على إطلاق مشاريع جديدة، ما دفعها لتقديم حوافز متنوعة، من بينها تخفيض الأسعار، بغرض جذب المشترين.
السوق العقاري الأمريكي
في هذا السياق، قالت نانسي فاندن هوتن، كبيرة الاقتصاديين في "أوكسفورد إيكونوميكس": "رغم أن حوافز شركات البناء قد تحول دون حدوث انخفاض حاد في مبيعات المنازل الجديدة، إلا أننا لا نتوقع تحسنًا كبيرًا في هذه المبيعات خلال الأشهر المقبلة، في ظل استمرار ارتفاع معدلات الرهن العقاري وتباطؤ سوق العمل".
وأوضح مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة أن مبيعات المنازل الجديدة تراجعت بنسبة 13.7% في مايو، لتصل إلى معدل سنوي معدّل موسمياً يبلغ 623 ألف وحدة، وهو أدنى مستوى يتم تسجيله منذ سبعة أشهر، وأكبر انخفاض منذ يونيو 2022، وتمت مراجعة بيانات أبريل لتسجل 722 ألف وحدة بدلاً من 743 ألفًا كما أُعلن سابقًا.
وتوقع محللون اقتصاديون، تراجع المبيعات إلى 693 ألف وحدة. وتُشكل مبيعات المنازل الجديدة نحو 13.4% من إجمالي مبيعات المنازل في الولايات المتحدة، وتُحسب هذه المبيعات عند توقيع عقود الشراء، مما يجعلها عرضة لتقلبات شهرية كبيرة ومراجعات لاحقة، وفقًا لاستطلاع أجرته وكالة "رويترز".
وسجّلت المبيعات تراجعًا سنويًا بنسبة 6.3% مقارنةً بمايو من العام الماضي، وكان الانخفاض في الأساس بين المنازل التي اكتمل بناؤها، وهو ما علّقت عليه فيرونيكا كلارك، الخبيرة الاقتصادية في "سيتي غروب"، بقولها: "من المرجح أن يستمر هذا الاتجاه، حيث تواصل شركات البناء تصريف مخزونها القائم، بينما تظل المبيعات للمنازل غير المبنية ضعيفة للغاية، ما يشير إلى نقص في الدعم المستقبلي لقطاع البناء".
وعلى مستوى التوزيع الجغرافي، انخفضت المبيعات بنسبة 21.0% في الجنوب، وهي المنطقة الأكثر كثافة سكانية في البلاد، كما تراجعت بنسبة 5.4% في الغرب، و7.1% في الغرب الأوسط. بالمقابل، سجّلت المنطقة الشمالية الشرقية ارتفاعًا بنسبة 32.1%.
ارتفاع تكاليف الاقتراض يزيد الضغط على السوق
تواصل معدلات الرهن العقاري ارتفاعها بالتوازي مع صعود عائدات سندات الخزانة الأمريكية، مدفوعة بحالة عدم اليقين الاقتصادي المرتبطة بالرسوم الجمركية المفروضة. وفي هذا الإطار، قال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، خلال شهادته أمام المشرعين يوم الثلاثاء، إن الرسوم الجمركية الشاملة قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم خلال الصيف، مؤكدًا أن البنك المركزي لا يرى مبررًا للتعجل في استئناف خفض أسعار الفائدة.
وقد شهدت أسواق الأسهم في وول ستريت ارتفاعًا على خلفية تراجع التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، فيما ارتفع الدولار مقابل سلة من العملات، وسجّلت عائدات السندات الأمريكية طويلة الأجل ارتفاعًا طفيفًا.
أسعار الفائدة الفيدرالية
كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد أبقى الأسبوع الماضي على سعر الفائدة الأساسي عند نطاق يتراوح بين 4.25% و4.50%، وهو المستوى المعتمد منذ ديسمبر/كانون الأول.
وأظهرت بيانات "فريدي ماك" أن متوسط سعر الفائدة على الرهن العقاري الثابت لمدة 30 عامًا ظل أقل قليلاً من 7% خلال مايو، كما كشفت بيانات حكومية صدرت الأسبوع الماضي عن انخفاض تصاريح بناء المنازل الجديدة للأسرة الواحدة إلى أدنى مستوى لها منذ عامين، نتيجة لتراكم المخزون وارتفاع تكاليف البناء المتأثرة بالرسوم الجمركية.
وأشار استطلاع للرابطة الوطنية لبناة المنازل (NAHB) نُشر الأسبوع الماضي إلى تراجع الثقة بين شركات البناء إلى أدنى مستوياتها منذ عامين ونصف، في يونيو، كما أظهر ارتفاعًا في نسبة الشركات التي لجأت إلى خفض الأسعار بهدف تقليل فائض المعروض، وتوقعت الرابطة انخفاضًا في وتيرة بناء المنازل خلال العام.
ويتوقع خبراء اقتصاديون انكماش الاستثمار السكني في الربع الثاني من عام 2025، وهو ما يشمل بناء المنازل والمبيعات، وذلك بعد تراجع طفيف سُجّل في الربع الأول.
أعلى مخزون منذ 2007 وتباطؤ في أسعار المنازل
ارتفع عدد المنازل غير المباعة المعروضة في السوق إلى 507 آلاف وحدة في مايو، مقارنة بـ500 ألف وحدة في أبريل، وهو أعلى مستوى يُسجل منذ أكتوبر 2007. كما بلغ عدد المنازل المكتملة المعروضة للبيع أعلى مستوى منذ يوليو 2009.
وبحسب وتيرة المبيعات المسجلة في مايو، فإن تصريف المعروض الحالي سيستغرق نحو 9.8 أشهر، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2022، مقارنة بـ8.3 أشهر في أبريل.
وساعدت وفرة المعروض على إبطاء وتيرة تضخم أسعار المنازل الجديدة، حيث ارتفع متوسط سعر بيع المنزل بنسبة 3.0% ليبلغ 426,600 دولار، مقارنة بالشهر ذاته من العام السابق.
وفي هذا السياق، قال ستيفن ستانلي، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في "سانتاندير كابيتال ماركتس": "تاريخيًا، كانت مخزونات المنازل الجديدة المكتملة تعادل نحو 1.6 شهر من المعروض، إلا أن هذا الرقم ارتفع في مايو إلى 2.3 شهر، وهو الأعلى منذ عام 2011، وأتوقع أن يكون نشاط البناء السكني ضعيفًا في الربع الحالي، وربما خلال فصل الصيف أيضًا".
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
