"الإيسيسكو" توثق إسهامات الفارابي

كشفت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، أمس الاثنين، عن إصدار جديد يرصد إسهامات العالم المسلم محمد أبو النصر الفارابي في مجالات المنطق والفلسفة والفن، وذلك بحضور غفير لرؤساء الجامعات في الدول الإسلامية، والأساتذة المدرسين والباحثين ومسؤولين رفيعين في قطاعات التعليم العالي.

ونظمّت “الإيسيسكو” حفل الإطلاق الرسمي لهذا الإصدار، الذي يحمل عنوان “الفارابي وإسهاماته عبر التاريخ الإنساني”، ضمن أشغال المنتدى السادس لرؤساء الجامعات في العالم الإسلامي، الذي افتتح اليوم بمقرها بالرباط، بتنظيم مشترك بينها وهيئة التعليم العالي في باكستان.

وقال محمد بن سالم المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة: “وقع اختيارنا على أبو النصر الفارابي ليكون محور هذا الإصدار، لما له من مكانة استثنائية في تاريخ الفكر العالمي؛ إذ جمع بين الفلسفة والمنطق، الموسيقى والسياسة”.

وأضاف المالك، في كلمته خلال الحفل، أن الفارابي “خلّف إرثا علميا خالدا، ما تزال مؤلفاته تطرق أبواب الأكاديميات ومراكز البحث حتى يومنا هذا”، موضحا أنه رغم تعدد أبعاد فكره، “فإن الكتاب جهز بأربعة محاور أساسية”.

المحور الأول، وفق المدير العام للإيسيسكو، عنون بـ”الفارابي وتأثيره في الفلسفة الإنسانية”، وفيه يبرز “كيف أسهم في بلورة رؤية فلسلفية شاملة”.

أما المحور الثاني، وهو “نظريات في فلسفة العلوم والسياسة”، فيكشف “عن عمق إسهاماته (الفارابي) في تصور الدولة الفاضلة ونقله للنماذج السياسية السائدة في عصره”.

ويتطرّق المحور الثالث إلى “فلسفة الموسيقى وجماليتها”؛ حيث “تتجلى قدرته الفريدة في مزج الفن والعلم، والسمو بالذائقة الإسلامية”.

ويهتم المحور الرابع بـ”الدراسات الفارابية المعاصرة”، و”يعرض قراءات حديثة لفكر الفارابي بما يعكس استمرارية تأثيره في العالم المعاصر”، يورد المالك.

وأكد المسؤول ذاته أنهم في الإيسيسكو يؤمنون “بأن هذا العمل ما هو إلا باكورة مشروع طموح نسعى من خلاله إلى إعادة إحياء إرث أعلام العالم الإسلامي عبر سلسلة من المؤتمرات والإصدارت المرجعية”.