أخبار عاجلة
مشاجرة دامية بالأسلحة البيضاء في أشمون -

على طاولة المعارك.. ماذا تبقى من أوراق في أيدي الإيرانيين؟

على طاولة المعارك.. ماذا تبقى من أوراق في أيدي الإيرانيين؟
على طاولة المعارك.. ماذا تبقى من أوراق في أيدي الإيرانيين؟

في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية ضد إيران، تبدو المعركة وكأنها دخلت سباقًا محمومًا مع الزمن. فعلى الرغم من قدرة تل أبيب على الاستمرار عسكريًا لأسابيع، وربما أشهر، إلا أن الضغوط السياسية والشعبية تقيد قدرتها على تحمل حرب طويلة.

 بحسب تحليل لصحيفة الإندبندنت البريطانية، فإن إسرائيل تسعى إلى حسم المعركة قبل أن تنهار الشرعية الدولية الداعمة لها، أو ينقلب المزاج الشعبي الإسرائيلي تحت وطأة الخوف والدمار.

في المقابل، تواجه إيران واحدة من أخطر اللحظات في تاريخها الحديث، إذ لم تعد المواجهة عبر الوكلاء وعلى أطراف الجغرافيا، بل باتت الحرب تضرب قلب العاصمة طهران، لتكشف عن اختلال كبير في موازين القوة، وسط غياب أوراق ردع حقيقية بيد طهران، وتآكل فعاليتها الإقليمية.

إسرائيل تضرب في العمق

منذ 13 يونيو الجاري، كثفت إسرائيل ضرباتها على عصب المشروع النووي الإيراني، مستهدفة العلماء والمنشآت المحصنة ومقار الحرس الثوري، بل وحتى طائرات الشحن الحكومية. تلك الضربات نُفذت باختراق استخباراتي عميق منح إسرائيل تفوقًا نوعيًا واضحًا في إدارة المواجهة، وتحولت سلسلة الاغتيالات النوعية إلى أعنف مواجهة مباشرة بين دولتين تمتلكان أدوات الردع والهجوم، لكن دون توازن حقيقي في القدرات.

إيران ترد

رغم ما بدا من ارتباك في بداية المواجهة، تسعى إيران لاستعادة زمام المبادرة، مستخدمة ترسانة من الأسلحة غير المألوفة، مثل صواريخ "سجيل" و"فتاح" و"خرمشهر-4"، التي تعتبر الأقرب إلى الصواريخ الفرط صوتية. غير أن التساؤلات لا تزال قائمة: هل جاءت تلك الردود متأخرة؟ وهل ما تبقى لدى طهران يكفي لوقف الحرب أو قلب معادلتها؟

الملف النووي والوساطات: نافذة ضيقة للتهدئة

المفارقة أن الملف النووي، الذي كان سببًا في إشعال المواجهة، قد يتحول إلى بوابة للخروج منها. فإيران، التي فتحت قنوات خلفية مع قطر وسلطنة عمان، قد تقترح تجميدًا فوريًا للتخصيب مقابل وقف الضربات، لكن نجاح هذا المسار مرهون بوجود إرادة أمريكية وإسرائيلية حقيقية لتفادي انهيار النظام الإيراني، وهو أمر لم يتأكد حتى الآن.

تراجع فاعلية الوكلاء الإقليميين

التهديد الإيراني بتوسيع رقعة المواجهة إقليميًا لم يعد كما كان. فـ"حزب الله"، والحوثيون، و"الحشد الشعبي"، يواجهون صعوبات لوجستية وتكتيكية تحدّ من قدرتهم على التأثير. ورغم تهديد الحزب بالرد، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أن "إسرائيل فقدت صبرها"، في تلويح واضح بإمكانية توجيه ضربة قاصمة إذا تطورت الأمور.

التحركات الدولية: رسائل مزدوجة

في جنيف، حاول وزراء خارجية الدول الأوروبية إقناع إيران بالعودة إلى طاولة التفاوض بشأن برنامجها النووي. لكن طهران، وفق تصريحات وزير خارجيتها عباس عراقجي، ترفض أي مفاوضات في ظل استمرار الهجمات، وتصر على أن قدراتها الصاروخية غير قابلة للنقاش.

في المقابل، أبدت الولايات المتحدة استعدادًا للحوار، بحسب ما نقلته وسائل إعلام أمريكية، وسط مؤشرات على أن واشنطن توازن بين دعم إسرائيل ومنع انفجار الوضع إقليميًا، بخاصة إذا تصاعدت أعداد الضحايا المدنيين داخل إيران.

الورقة العسكرية الإيرانية: ما تبقى؟

ورغم الضربات الموجعة التي تلقتها طهران، لا تزال إيران تمتلك قدرات هجومية، تشمل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، فضلًا عن القدرة على تهديد القواعد الأمريكية في الخليج، أو إغلاق مضيق هرمز. إلا أن تكلفة هذه الخيارات باتت باهظة، في ظل استعداد غير مسبوق لدى إسرائيل وأمريكا للتعامل مع تلك التهديدات.

الجبهة الداخلية الإسرائيلية: نقطة الضعف الأهم

حتى الآن، لم تدخل إسرائيل في مرحلة استنزاف حقيقي، فجيشها في ذروة الأداء، والاستخبارات تحقق نجاحات مستمرة، والدعم اللوجستي الأمريكي لا ينقطع. لكن نقطة الضعف الأخطر تبقى في الجبهة الداخلية: ضربة نوعية واحدة على مطار أو منشأة حيوية أو مجزرة في عمق المدن الإسرائيلية قد تطيح بتماسك الحكومة وتجبرها على التهدئة.

هل تُغلق نافذة الحسم؟

تل أبيب تعتبر اللحظة الراهنة فرصة ذهبية لتصفية البنية العسكرية الإيرانية، قبل أن تفرض الدبلوماسية واقعًا جديدًا. فهي تسابق الزمن لإتمام "مهمتها" قبل أن تنهار التغطية الدولية، أو يتعب الداخل الإسرائيلي. في المقابل، يبدو أن إيران تواجه خيارًا صعبًا: إما تقديم تنازلات سياسية مؤلمة، أو مواجهة خطر الانهيار الداخلي مع تآكل شرعية النظام، وغياب فعالية شعار "المقاومة" بعد اختفاء دور "الوكلاء".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بث مباشر.. شاهد مباراة جواتيمالا وبنما في كأس الكونكاكاف الذهبية
التالى حضرت احتفالية.. محامي نوال الدجوي يرد على تحدي الخصوم: "الدجوي في كامل قواها العقلية