أكد الدكتور حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق، أن الحروب لا تُقاس بحجم الدمار أو عدد الضحايا، بل بمدى تحقيق الأهداف الاستراتيجية.
وقال النمنم في مقابلة مع برنامج "السادسة" المذاع على قناة "الحياة": "إسرائيل، رغم ما أحدثته من تدمير واسع في قطاع غزة، لم تحقق نصرا حقيقيا، لأنها فشلت في بلوغ أهدافها الرئيسية من العملية العسكرية".
وأضاف: "الهدف الأول لإسرائيل كان دفع الفلسطينيين إلى الهجرة خارج القطاع، وقد فشلت في ذلك نتيجة الموقف الحاسم للدولة المصرية، التي رفضت هذا المخطط وأعلنت موقفها السيادي بوضوح، كما وقف الأردن في نفس الخندق، وتلقى هذا الرفض دعمًا دوليًا واسعا".
وتابع: "الهدف الثاني، فتمثّل في القضاء التام على حركة حماس، وهو ما لم يتحقق أيضا، إذ أن إسرائيل ربما أضعفت قدرات الحركة، لكنها لم تتمكن من تصفيتها أو إنهائها، وهو ما يجعل الادعاء بتحقيق نصر في غزة غير واقعي".
وأوضح: "الضحايا في غزة تجاوزوا 55 ألفًا، إلا أن العالم لم يعد يتوقف كثيرًا عند أرقام الضحايا أو حجم الدمار، سواء في غزة أو في مناطق أخرى كالسودان، حيث يعاني المدنيون من ويلات حرب أهلية وأوبئة، دون أن يثير ذلك اهتمامًا دوليا كافيا".
وواصل: "الحرب ستظل مفتوحة إلى أن يشعر الطرفان بالانهاك أو يقتنع الطرفين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات".
وذكر: "الحروب المعاصرة، خاصة تلك التي تدور عبر الطائرات المسيرة أو العمليات خارج الحدود، تطول دون حسم، حيث لم تعد الأطراف المتصارعة تسعى لاحتلال عواصم أو مدن، وإنما لإحداث خسائر متبادلة بهدف الضغط السياسي أو كسب الوقت".
وواصل: "إسرائيل تستفيد حاليًا من الصراع مع إيران عبر تشتيت الانتباه العالمي عن الحرب في غزة، والعالم بدأ يتجاهل مأساة الفلسطينيين، وتحولت أنظار الإعلام والجمهور إلى المواجهة بين تل أبيب وطهران".
واختتم: "الصراع بين إيران وإسرائيل سيظل مفتوحا، ما لم يقتنع الطرفان بضرورة الجلوس إلى طاولة التفاوض، وهو احتمال لا يبدو وارد في الوقت الراهن، في ظل التناقض العميق بين الأيديولوجيتين الإيرانية والإسرائيلية".
