أكد الكاتب والباحث السياسي الإيراني، محمد خاطبي، أن إيران تملك القدرة على إغلاق مضيق هرمز، لكنها تدرك أن هذا القرار بالغ الحساسية، وله تبعات إقليمية ودولية معقدة، مشيرا إلى أن هذا الخيار لا يزال مطروحًا في طهران، إلا أن اتخاذ القرار النهائي بشأنه يعود إلى المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وقال خاطبي في مداخلة مع قناة "النيل للأخبار": " هناك تيارا داخل إيران يطالب بإغلاق المضيق ردا على التصعيد الأمريكي والإسرائيلي، والتقارير أشارت إلى موافقة البرلمان الإيراني مبدئيا على هذا التوجه، إلا أن طهران تحسب حسابا دقيقا لعواقب هذا الخيار، خاصة أن المتضررين الأوائل سيكونون أصدقاء إيران في الإقليم والعالم، مثل الصين ودول أوروبية تعتمد على شحنات الطاقة التي تمر عبر المضيق".
وأضاف: "أسعار التأمين على السفن في المنطقة ارتفعت بالفعل، ووقعت حوادث عدة في المضيق خلال الفترة الماضية، ما يزيد من حساسية هذا الملف لكنه شدد على أن إيران لا ترغب في عزل نفسها أو الدخول في مواجهة شاملة تؤثر على علاقتها مع شركائها الدوليين".
وتابع: "الولايات المتحدة ستتضرر أكثر من غيرها إذا استمرت في الضغط على طهران، خصوصا أن إيران، كدولة في قلب الشرق الأوسط، تمتلك أوراق قوة كثيرة يمكن استخدامها في أي لحظة، سواء في المضيق أو خارجه".
وحول الخيارات المتاحة أمام إيران قال خاطبي: "إيران قد تواصل استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ ضد إسرائيل بوتيرة مدروسة، والترسانة العسكرية الإيرانية لم تستخدم سوى جزئيا حتى الآن، ما يمنح إيران قدرة على الاستمرار في المواجهة على المدى الطويل".
وأكمل: "هناك أيضا خيار آخر يتمثل في انسحاب إيران من معاهدة عدم الانتشار النووي، وطهران لم تعد ترى سببا يدفعها للاستمرار في التزاماتها النووية في ظل استمرار الاستهداف الإسرائيلي للمواقع النووية الإيرانية، دون ردع دولي حاسم".
وفيما يخص المفاوضات مع الولايات المتحدة، شدد الباحث السياسي على أن إيران لا ترى أي جدوى من العودة إلى طاولة التفاوض في الظروف الحالية، مشيرا إلى أن إسرائيل هي التي نسفت المفاوضات السابقة عبر اعتداءاتها المتكررة على المنشآت النووية الإيرانية، وأن طهران لن تدخل في مفاوضات مباشرة مع واشنطن ما لم تتغير الشروط بشكل جوهري.