الكاثوليكية , مرّ شهر على انتخاب البابا ليو الرابع عشر كأول أمريكي يعتلي الكرسي البابوي في تاريخ الكنيسة ، وسط ترقب عالمي لطريقته في إدارة شؤون الفاتيكان. وعلى عكس سلفه البابا فرنسيس، الذي باشر خطوات إصلاحية سريعة عقب انتخابه عام 2013، يظهر ليو نهجًا أكثر حذرًا وترويًا.
فحتى الآن، لم يُقدم البابا الجديد، المعروف باسمه المدني الكاردينال روبرت بريفوست، على تغييرات بارزة في مناصب الفاتيكان، كما لم يُعلن عن رحلات خارجية أو مقر إقامته الرسمي. وبينما كان فرنسيس قد أعلن باكرًا رفضه الإقامة في القصر الرسولي، يبدو أن ليو يميل إلى التفكير مليًّا قبل اتخاذ قرارات رمزية أو إدارية.
ويعلّق القس مارك فرنسيس، صديق البابا منذ عقود: “ليو يتبع نهج فرنسيس من حيث الأهداف، لكنه يختلف في الأسلوب؛ فهو أكثر هدوءًا وتأنيًا، ويعتمد على الإصغاء قبل التصرف.”

ملفات شائكة بانتظار الحسم من بابا الكنيسة الكاثوليكية : أزمة مالية وتحديات اجتماعية
رغم انطلاقته الهادئة، لا تخلو فترة البابا ليو الأولى من تحديات معقدة. من أبرز هذه التحديات الأزمة المالية في الفاتيكان، حيث تشير تقارير رسمية إلى عجز يقدر بـ83 مليون يورو، فضلًا عن فجوة كبيرة في صندوق التقاعد تصل إلى 631 مليون يورو وفقًا لأرقام 2022، وقد تكون تفاقمت منذ ذلك الحين.
وتواجه الكنيسة أيضًا مشكلات تتعلق بتراجع أعداد المؤمنين في أوروبا، واستمرار الفضائح الجنسية المرتبطة برجال دين، إلى جانب قضايا لاهوتية حساسة مثل دور المرأة ومكانة المثليين داخل الكنيسة. هذه القضايا كانت محل نقاش حاد خلال فترة البابا فرنسيس، الذي أثار الجدل عندما سمح بمباركة الأزواج المثليين وفتح المجال أمام المطلقين لتلقي المناولة.
لكن حتى الآن، لم يُبدِ البابا ليو أي نية في اتخاذ مواقف مثيرة للجدل، وفضّل الحديث عن السلام ووقف الحروب، لا سيما في غزة وأوكرانيا، مكرّرًا نداءات سلفه في هذا الشأن.

نهج الإصغاء لا المفاجآت: رحلات مرتقبة وتصريحات محسوبة
من الواضح أن البابا ليو يتبع أسلوبًا يتميز بالاستماع العميق والانضباط في التواصل. القس أنتوني بيزو، زميله في جامعة فيلانوفا، يقول: “أسلوب ليو قائم على الإصغاء أولًا، ثم اتخاذ قرارات مدروسة بناءً على فهم شامل.”
وفي خطوة تعكس هذا التوجه، التزم البابا في خطاباته الأولى بقراءة نصوص مكتوبة، متجنبًا التصريحات العفوية التي اشتهر بها فرنسيس. وتقول مصادر قريبة من الفاتيكان إن البابا قد يختار الإقامة في الشقق البابوية بالقصر الرسولي بعد الانتهاء من ترميمها.

أولى رحلات بابا الكنيسة الكاثوليكية
أما بشأن أولى رحلاته الخارجية، فيُرجَّح أن تكون إلى تركيا في نوفمبر المقبل، لحضور الاحتفال بمرور 1700 عام على انعقاد أول مجمع كنسي، بدعوة من البطريرك برثلماوس.
خلاصة القول، " target="_blank">البابا ليو الرابع عشر يبدو كمن يختار السير بخطى بطيئة لكن ثابتة، في عالم مليء بالتحولات والتحديات. وبينما تترقب الكنيسة والعالم خطواته القادمة، يبدو أن أول بابا أمريكي يعوّل على الإصغاء العميق والتأني المدروس بدلًا من إثارة المفاجآت.