يواجه مشروع مزرعة رياح عالمي تهديدات بوقف أعمال البناء؛ ما يعكس حالة الضبابية التي تغلف صناعة الرياح العالمية، ودورها في تسريع جهود إزالة الانبعاثات تحقيقًا لأهداف الحياد الكربوني.
وأعلنت شركة الطاقة النرويجية إكوينور أنها ستضطر إلى إنهاء مشروع طاقة رياح بحرية بنيويورك في غضون أيام قلائل ما لم تعدِل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن أمرها التنفيذي بإيقاف البناء في المشروع.
وتوقفت أعمال البناء في مزرعة إمباير ويند (Empire Wind) منذ شهر أبريل/نيسان الماضي، حينما أصدر وزير الداخلية الأميركي دوغ بورغوم أوامره إلى مكتب إدارة طاقة المحيطات (Bureau of Ocean Energy Management) بوقف بناء المشروع، مبررًا توجيهاته بأنه يحتاج إلى مراجعة إضافية؛ نظرًا إلى أن الإدارة الأميركية السابقة تسرعت في منح الضوء الأخضر للمضي قدمًا في بناء المزرعة.
لكن وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خضعت إكوينور لتدقيقات صارمة على مدى 7 أعوام من عملية استصدار التراخيص، قبل بدء بناء مزرعة إمباير ويند في عام 2024، وقد اكتمل المشروع بمعدل الثلث تقريبًا.
موقف ترمب العدائي
توشك شركة الطاقة النرويجية إكوينور على إنهاء مشروع مزرعة الرياح البحرية إمباير ويند، البالغة سعتها 810 ميغاواط والواقعة قبالة سواحل جزيرة لونغ آيلاند، نتيجة الإرجاءات السابقة التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، المعروف بموقفه المناهض لطاقة الرياح.
ولطالما أظهر ترامب نزعة عدائية تجاه مشروعات الطاقة المتجددة، لا سيما طاقة الرياح البحرية، ووقع سلسلة من الأوامر التنفيذية التي تستهدف تعزيز استعمال مصادر الوقود الأحفوري في أميركا.
ففي أول يوم له في البيت الأبيض خلال ولايته الثانية -على سبيل المثال- وقع ترمب أمرًا تنفيذيًا يقضي بوقف مؤقت لمبيعات تأجير طاقة الرياح البحرية في المياه الفيدرالية، كما يوقف إصدار الموافقات والتصاريح والقروض لجميع مشروعات طاقة الرياح.
وبناءً عليه، أصدرت الإدارة الأميركية توجيهاتها إلى إكوينور بوقف بناء مزرعة رياح إمباير ويند الحاصلة على التراخيص كافّة، في إعلان وُصِف في شهر أبريل/نيسان المنصرم بأنه "إشارة مرعبة بالنسبة إلى أي طرف يستثمر في السوق الأميركية".
وأمر وزير الداخلية دوغ بورغوم مكتب إدارة طاقة المحيطات في الولايات المتحدة بمنع إكوينور من مواصلة بناء المشروع، زاعمًا أن هناك حاجة إلى المزيد من الوقت لتقييم الموافقات السابقة التي حصل عليها المشروع في عهد جو بايدن.
وقال بورغوم إن الموافقات الخاصة بمشروع مزرعة رياح إمباير ويند قد "توالت عبر الإدارات السابقة دون تحليل أو مشاورات كافية بين الوكالات المعنية فيما يتعلق بالآثار المحتملة من المشروع"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
تصريحات غير دقيقة
تفتقر تصريحات بورغوم للدقة؛ إذ خضعت مزرعة رياح إمباير ويند لسنوات من التقييمات المعيارية والموافقات قبل حصولها على الضوء الأخضر لبدء البناء.
ولا يُعد قرار وقف المشروع سوى جزء من قرارات عديدة اتُّخذت منذ عودة الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض، وإعلانه العزم على التخلي عن أي جهود تستهدف تغير المناخ أو الطاقة النظيفة.
وقالت رئيسة شركة "إكوينور رينيوابولز أميركاز" مولي موريس، إن إكوينور قد استثمرت ما يزيد على 2.5 مليار دولار أميركي في المشروع، مضيفة أن هذا "كان موقفًا عاجلًا وغير مستدام"، وفق تصريحات أدلت بها إلى وكالة أسوشيتد برس.
وأشارت موريس إلى أن المشروع يكلّف الشركة 50 مليون دولار أميركي أسبوعيًا مع وجود 11 سفينة في وضع الاستعداد، مضيفة: "إذا لم يتحقق تقدم ملموس نحو التوصل إلى حل في غضون أيام، فستضطر إكوينور إلى إنهاء المشروع".
وتابعت: "يتعلّق الأمر باحترام التعاقدات والاستثمارات المالية التي ضُخت في الولايات المتحدة؛ وقد يشكّل التوقف عن مشروع في منتصف مرحلة تنفيذه، سابقة خطيرة".
موقف داعم لإكوينور
نظرًا إلى أن موقع مزرعة رياح إمباير ويند يقع قبالة سواحل لونغ آيلاند، في ولاية نيويورك، ربما تجد إكوينور نفسها مدعومةً بوساطة الإجراءات القانونية التي يتخذها المحامون العموميون من 17 ولاية بالإضافة إلى واشنطن دي سي، الذين يطعنون في الأمر التنفيذي الصادر من قِبل ترمب، الذي يوقف التراخيص والموافقات والقروض لكل مشروعات طاقة الرياح في البلاد.
ومع ذلك فإنه نظرًا إلى إهدار الملايين من الدولارات أسبوعيًا نتيجة تأخر البناء، ينفد الوقت أمام شركة إكوينور.
وتبني إكوينور مزرعة رياح إمباير ويند لتوليد الكهرباء النظيفة في عام 2026، التي تخطط الشركة لإتاحتها إلى ما يزيد على 500 ألف منزل في نيويورك.
يُذكر أنه في مارس/آذار (2017)، أنجزت الشركة عقد الإيجار الفيدرالي للمشروع في بداية ولاية ترمب الأولى، ووافق مكتب إدارة طاقة المحيطات على خطة البناء والتشغيل في فبراير/شباط (2024)، وبدأ البناء في ذاك العام.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.مزرعة رياح إمباير ويند تواجه تهديدات بسبب دونالد ترامب من موقع "رينيو إيكونومي".
2.تبني إكوينور المزرعة لتوليد الكهرباء النظيفة في عام ٢٠٢٦ من "ياهو نيوز" نقلاً عن "أسوشيتد برس".
