أخبار عاجلة
تنسيق يجلي مغاربة بالديار المقدسة -

الشاحنات العاملة بالغاز المسال في الهند تتأرجح بين الأهداف البيئية والحسابات الاقتصادية

الشاحنات العاملة بالغاز المسال في الهند تتأرجح بين الأهداف البيئية والحسابات الاقتصادية
الشاحنات العاملة بالغاز المسال في الهند تتأرجح بين الأهداف البيئية والحسابات الاقتصادية

تتجه الأنظار إلى الشاحنات العاملة بالغاز المسال في الهند، لتكون خيارًا بديلًا للشاحنات العاملة بالديزل، في خطوة تستهدف تحسين جودة الهواء والحد من الانبعاثات الكربونية.

وتشكّل الشاحنات المتوسطة والثقيلة نحو 45% من انبعاثات قطاع النقل البري في الهند، رغم أنها لا تمثّل سوى 3% من إجمالي عدد المركبات؛ ما يضعها في صلب إستراتيجيات مكافحة التلوث.

ونتيجة لذلك، ترى البلاد فرصة في التحول إلى الشاحنات العاملة بالغاز المسال، إلا أن هذه الخطوة لا تخلو من التحديات، أبرزها البنية التحتية المحدودة، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وأظهر التقرير ضرورة إجراء تحليل متعمق للمزايا والعيوب الخاصة بالتحول إلى هذه الشاحنات، وما إذا كان التقدم نحو شاحنات كهربائية بالكامل بدلًا من الغاز المسال هو الخيار الأنسب.

جدوى الشاحنات العاملة بالغاز المسال في الهند

في خطوة لتعزيز استعمال الشاحنات العاملة بالغاز المسال في الهند، أطلقت الحكومة سياسة جديدة في سبتمبر/أيلول (2024) تهدف إلى استبدال الشاحنات العاملة بالغاز المسال بثلث نظيرتها العاملة بالديزل على مدى السنوات الـ5 إلى الـ7 المقبلة.

وتأتي هذه المبادرة في وقت تسعى فيه الهند لتحقيق هدف تبني شاحنات خالية الانبعاثات بحلول عام 2050، إذ من المتوقع أن يصل عدد الشاحنات على الطرق إلى 17 مليون شاحنة، مقارنة بـ4 ملايين عام 2022.

ووفقًا لدراسة من مركز الأبحاث "نيتي آيوغ"، فإن تحويل 10% من الشاحنات الجديدة من الديزل إلى الغاز المسال بحلول 2032 قد يوفّر 1.5 مليار دولار من فاتورة واردات الوقود، بالإضافة إلى تقليل الانبعاثات.

وتستند الدراسة إلى أبحاث أوروبية أظهرت انخفاضًا بمتوسط 8% في الانبعاثات بين الشاحنات العاملة بالديزل وتلك العاملة بالغاز المسال.

وبحسب التقرير الصادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي، تبدو الشاحنات العاملة بالغاز المسال في الهند خيارًا مناسبًا للنقل البري لمسافات طويلة، لكن التحديات المرتبطة بتطبيق هذه التقنية في السياق الهندي تتطلّب تحليلًا دقيقًا لمدى جدوى هذا الخيار على المدى الطويل.

إحدى الشاحنات العاملة بالغاز المسال في الهند
شاحنة تعمل بالغاز المسال - الصورة من بلو إنرجي موتورز

تحديات الشاحنات العاملة بالغاز المسال في الهند

أبرز التقرير مجموعة من التحديات التي تواجه اعتماد الشاحنات العاملة بالغاز المسال في الهند، من بينها:

  • تزايد الاعتماد على الواردات رغم التوقعات بتوفير 1.5 مليار دولار من واردات الوقود عبر تحويل الشاحنات إلى الغاز المسال.
  • هناك نقص كبير في عدد الشركات المصنعة لهذه الشاحنات، فضلًا عن محطات توزيع الوقود، كما أن الهند تفتقر إلى منشآت الإسالة اللازمة.
  • حدّدت البلاد خطة لإنشاء 1000 محطة للتزود بالوقود بحلول 2030، لكن الفجوة بين عدد المحطات والشاحنات الفعلية على الطرق قد تؤدي إلى مشكلة في الأصول العالقة.
  • تقلب أسعار الغاز المسال قد يؤدي إلى زيادات كبيرة في التكاليف التشغيلية، إلى جانب العيوب الفنية.

ووفقًا لبعض الدراسات، تقلل الشاحنات العاملة بالغاز المسال من الانبعاثات الكربونية بنسبة تتراوح بين 28 و30% مقارنة بالديزل، إلا أن هذه النسبة تتآكل عند الأخذ في الحسبان بقية غازات الدفيئة، موضحة أن انبعاثات أكسيد النيتروجين من هذه الشاحنات قد تصل إلى 2 إلى 5 أضعاف ما تطلقه شاحنات الديزل.

وعند النظر إلى دورة الحياة الكاملة للغاز المسال، بدءًا من الإنتاج ووصولًا إلى النقل، فإن انبعاثات الميثان الناتجة عن استعماله قد ترفع بصورة كبيرة إجمالي الانبعاثات، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة

إحدى الشاحنات العاملة بالغاز المسال في الهند
شاحنة تعمل بالغاز المسال - الصورة من بلو إنرجي موتورز

الشاحنات العاملة بالغاز المسال في الهند مقابل الكهربائية

من الناحية التقنية، توفّر الشاحنات العاملة بالغاز المسال في الهند ميزة واضحة على الشاحنات الكهربائية، وهي سرعة التزود بالوقود ومدى أطول للقيادة، غير أن هذه المزايا تقابلها تكاليف تشغيلية مرتفعة، وانخفاض في كفاءة استهلاك الوقود.

وسلط التقرير الضوء على أن كلا الخيارين في مراحل تجريبية بقطاع الشحن لمسافات طويلة، ولفهم المسار الأفضل للنمو في السوق الهندية، لا بد من دراسة معايير الأداء والبنية التحتية وتكاليف التشغيل وسرعة التوسع.

ويرى التقرير أنه من المفيد استكشاف الشاحنات العاملة بالغاز المسال في بعض القطاعات كونها حلًا انتقاليًا، مؤكدًا أن التركيز على تبني الشاحنات الكهربائية واستعمال الهيدروجين سيكون أكثر توافقًا مع رؤية الهند طويلة المدى لبناء قطاع خالٍ من الانبعاثات بحلول 2050.

وأشاد التقرير بجهود الحكومة في تعزيز الشاحنات الكهربائية بما يتماشى مع هذه الأهداف، فضلًا عن إطلاق برنامج تجريبي لمدة عامَيْن حتى السنة المالية 2024-2025 بقيمة 58 مليون دولار لاختبار استعمال الهيدروجين الأخضر في قطاع النقل، بما في ذلك الحافلات والشاحنات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. تقييم الشاحنات العاملة بالغاز المسال في الهند من معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مرموش يحمل آمال جوارديولا للصعود للمركز الثالث في الدوري الإنجليزي
التالى مدرب صن داونز يتحدى الأهلي: قادرون على التأهل إلى النهائي من القاهرة