تترقّب حقول النفط والغاز في الجزائر دعمًا تقنيًا من الصين، ولا سيما مع أهميتها بالنسبة لاقتصاد الدولة، وفي ظل ما تشهده العلاقات الجزائرية-الصينية بمجال الطاقة من تطور لافت.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)؛ فإن وزير المحروقات والمناجم الجزائري محمد عرقاب، استقبل، في 29 سبتمبر/أيلول 2025، نائب رئيس شركة "جيريه" الصينية لهندسة النفط والغاز جياسون زهان ليو، والوفد المرافق له.
ويمثل اللقاء -الذي عُقد في مقر الوزارة- فرصة لمناقشة سبل تعزيز التعاون بين الشركة الصينية ومجمع سوناطراك، خصوصًا في مجالات تطوير حقول النفط والغاز في الجزائر، وتعزيز قدرات معالجة وضغط الغاز الطبيعي المنتج داخل البلاد.
وتؤكّد هذه التحركات أن الدولة الواقعة بشمال أفريقيا تسعى إلى استقدام أحدث الخبرات الدولية لدعم قطاع المحروقات، بما يعزز القدرة التنافسية لحقول النفط والغاز في الجزائر، ويضمن استدامة الإنتاج في مواجهة الطلب المتزايد محليًا وعالميًا.
تعاون جزائري-صيني في تطوير الحقول
تناولت المباحثات بين الجانبين الوضع الحالي للتعاون القائم بين شركة "جيريه" الصينية وسوناطراك الجزائرية، بالإضافة إلى استعراض المشروعات الجارية التي تنفذها الشركة في الجزائر بمجالات الهندسة والتوريد والبناء وتطوير الحقول النفطية.
وأكد وزير الدولة محمد عرقاب، أن بلاده ترى في التعاون مع "جيريه" فرصة مهمة بالنظر إلى إمكاناتها التقنية وخبراتها في استغلال ومعالجة المحروقات، داعيًا الشركة إلى توسيع أنشطتها داخل السوق الجزائرية.

كما شدد الوزير على ضرورة تكثيف التبادلات بين "جيريه" وسوناطراك، بما يشمل المشاركة الفعّالة في المناقصات الدولية المقبلة لمشروعات الاستكشاف والتطوير، التي تستهدف رفع كفاءة إنتاج حقول النفط والغاز في الجزائر.
من جانبه، عبّر نائب رئيس "جيريه" جياسون زهان ليو، عن الاهتمام الكبير الذي توليه شركته بتعزيز وجودها في الجزائر، مشيرًا إلى أن خطط التوسع تستند إلى العلاقات المتميزة بين البلدين، ولا سيما في قطاع المحروقات.
وأكد ليو أن الشركة الصينية مستعدة لتوسيع استثماراتها في الجزائر والمساهمة بتطوير صناعة الطاقة بالاعتماد على أحدث التكنولوجيات، بما يحقق قيمة مضافة لحقول النفط والغاز في الجزائر على المدى البعيد، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
إمكانات شركة جيريه الصينية
تُعد شركة "جيريه أويل آند غاز" لهندسة الحقول فرعًا مملوكًا بالكامل لمجموعة "جيريه" الصينية، التي تأسست عام 1999 في مدينة ينتاي بمقاطعة شاندونغ، وتضم أكثر من 9 آلاف موظف يعملون بأكثر من 70 دولة حول العالم.
وتتمتع الشركة بخبرة واسعة في مجالات الهندسة والتوريد والبناء (EPC)، إلى جانب تطوير البنى التحتية لخطوط الأنابيب؛ ما يجعلها شريكًا تقنيًا مهمًا لمشروعات حقول النفط والغاز في الجزائر، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

كما تتخصص الشركة الصينية في تصنيع المعدات النفطية والغازية، وإنشاء محطات التسييل والضغط، ومعالجة وضغط الغاز الطبيعي، وهو ما يتوافق مع أولويات الجزائر في تطوير قدرات المعالجة ورفع كفاءة استغلال الموارد.
ومن شأن خبرات الشركة الصينية العالمية أن تجعلها مؤهلة للمساهمة بفاعلية بتطوير حقول النفط والغاز في الجزائر، بما ينسجم مع توجهات الدولة لتعزيز حضور الاستثمارات الأجنبية ذات البعد التكنولوجي في قطاع المحروقات.
وتفتح الشراكة بين سوناطراك و"جيريه" الصينية الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون، تستهدف رفع كفاءة حقول النفط والغاز في الجزائر، وضمان استدامة الإنتاج عبر الاستفادة من أحدث التقنيات العالمية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..