أعلنت شركة قطر للطاقة توقيع صفقة مع شركة ميسير الألمانية، بخطوة تُعدّ نادرة في الأسواق العربية والعالمية، وتعكس الدور الريادي للدوحة في قطاع الغازات الصناعية.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن اتفاقية البيع والشراء طويلة الأمد تتضمن تصدير 100 مليون قدم مكعبة سنويًا من غاز الهيليوم إلى الأسواق العالمية، لتكون أول عقد مباشر طويل الأمد بين الجانبين.
ووُقِّعَت الاتفاقية في المقرّ الرئيس لشركة قطر للطاقة بالدوحة، تحت رعاية وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة المهندس سعد بن شريدة الكعبي، وبحضور الرئيس التنفيذي العالمي لشركة ميسير، بيرند أوليتس.
وأكد الكعبي خلال الحفل، أن شركته ملتزمة بتوفير موارد موثوقة من الهيليوم عالي الجودة للأسواق الدولية، مشيدًا بسمعة شركة ميسير العالمية، ودورها البارز بصفتها موردًا رئيسًا لهذه المادة المهمة في صناعات متقدمة.
إنتاج قطر من غاز الهيليوم
تشكّل الاتفاقية الجديدة أول تعاون مباشر طويل الأمد بين قطر للطاقة وشركة ميسير -أكبر شركة خاصة في مجال الغازات الصناعية على مستوى العالم، ومقرّها في ألمانيا-، ما يعكس أهمية هذه الشراكة الإستراتيجية.
وأشار وزير الطاقة إلى أن الاتفاقية تعزز مكانة بلاده بوصفها أحد أكبر منتجي الهيليوم عالميًا، مع التزامها الدائم بتأمين إمدادات مستقرة للأسواق الصناعية المتطورة التي تعتمد على هذه المادة في صناعاتها الحيوية.
من جانبه، أعرب الرئيس التنفيذي لشركة ميسير بيرند أوليتس، عن تطلُّعه إلى تعزيز التعاون مع قطر للطاقة، مؤكدًا أن هذه الشراكة ستدعم قدرة الشركة على تلبية احتياجات عملائها من الهيليوم عالي الجودة، الذي يُعدّ عنصرًا أساسيًا في تقنيات متقدمة.
ويُستعمل الهيليوم على نطاق واسع في قطاعات متعددة، أبرزها أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، وتصنيع أشباه الموصلات، والحوسبة الكمية، والألياف الضوئية، واستكشاف الفضاء، ما يعزز أهمية الاتفاقية في دعم هذه الصناعات.
وتعكس هذه الخطوة التزام قطر بتنويع استثماراتها في مجال الطاقة، وعدم الاقتصار على صادرات الغاز الطبيعي المسال، بل التوسع نحو منتجات متخصصة تُحقق قيمة مضافة عالية للأسواق العالمية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ما هو غاز الهيليوم؟
يُعدّ الهيليوم غازًا خفيفًا وخاملًا، ليس له لون أو رائحة، ويُصنّف ثاني أكثر العناصر وفرة في الكون بعد الهيدروجين، إذ تمنحه هذه الخصائص مكانة مميزة في الأسواق العالمية للطاقة.
ويتميز هذا الغاز بخواصّ فريدة تجعله غير قادر على التفاعل الكيميائي مع المواد الأخرى، وهو ما جعله عنصرًا رئيسًا في العديد من التطبيقات الصناعية والتكنولوجية المتقدمة، التي تعتمد على نقاوته واستقراره بدرجة كبيرة.
وتكمن أهمية الهيليوم في قدرته الفريدة على البقاء في حالته السائلة عند درجات حرارة تقترب من الصفر المطلق (-269 درجة مئوية)، ما يجعله مثاليًا لتبريد المغناطيسات فائقة التوصيل المستعمَلة في أجهزة الرنين المغناطيسي الحديثة.
ولا يقتصر دوره على المجال الطبي فقط، إذ يدخل أيضًا في صناعة أشباه الموصلات، والألياف البصرية، إضافة إلى التطبيقات الفضائية والبحثية، ما يجعل الطلب العالمي على هذا الغاز في تزايُد مستمر خلال السنوات الأخيرة.
وتستخرج قطر للطاقة الهيليوم خلال عمليات إنتاج الغاز الطبيعي المسال، حيث يُفصَل ويُنقّى عبر منشآت متطورة في مدينة رأس لفان الصناعية، التي تُعدّ من بين الأضخم عالميًا، ما يضمن استدامة الإنتاج وكفاءته على المدى الطويل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..