في ظل التحولات الاقتصادية العالمية وتغير أنماط الإنفاق والاستثمار، بدأت خريطة الرفاهية تعيد تشكيل ملامحها، ليس فقط من حيث الوجهات السياحية أو أسواق العقارات الفاخرة، بل أيضًا في ترتيب المدن الأكثر جذبًا وغلاءً للأثرياء. وبينما كانت مدن مثل لندن ونيويورك تتصدر تقليديًا قوائم الأغنى، تشهد السنوات الأخيرة صعود وجهات جديدة تنافس على لقب "عاصمة الرفاهية"، مدفوعة بعوامل تشمل الأمان الضريبي، جودة الحياة، وفرص الاستثمار.
وفقًا لأحدث تقارير الثروة العالمية، شهدت بعض المدن التقليدية تراجعًا في تصنيفها بين الأغنى، بينما تقدمت مدن كانت حتى وقت قريب خارج دائرة الضوء. على سبيل المثال، بدأت مدن في آسيا والشرق الأوسط، مثل سنغافورة ودبي، في جذب مزيد من أصحاب الثروات الفائقة، بفضل البنية التحتية الحديثة والبيئة الجاذبة للأعمال والخدمات الرفيعة المستوى.
وجاءت قائمة المدن العشر الأغلى في العالم للأثرياء وفقاً لتقرير 2025 كالآتي:
سنغافورة
لندن
هونغ كونغ
موناكو
زيورخ
شنغهاي
دبي
نيويورك
باريس
ميلانو
ولفت التقرير لتقرير الثروة ونمط الحياة العالمي لعام 2025 الصادر عن بنك «جوليوس باير» السويسري إلى أن تكلفة نمط الحياة الخاص بالأثرياء تراجعت بنسبة 2% عند احتسابها بالدولار الأميركي، وهو ما وصفه بأنه تطوّر لافت، نظراً لأن الأسعار في هذا القطاع كانت ترتفع تاريخياً بمعدل يعادل ضعف متوسط الأسعار العامة للمستهلكين.
وأرجع التقرير هذا التراجع إلى عدد من العوامل، من أبرزها انخفاض أسعار التكنولوجيا في جميع المناطق. في المقابل، سجّلت أسعار تذاكر درجة رجال الأعمال ارتفاعاً حاداً بنسبة 18.2%، كما ارتفعت أسعار الساعات الفاخرة بنسبة 5.6% خلال العام الماضي.
ورغم التحديات، أظهر المسح أن إنفاق الأفراد الأثرياء على مستوى العالم لا يزال في ارتفاع، وإن كان بوتيرة أبطأ مقارنةً بالسنوات السابقة. وسجّلت أوروبا أبطأ معدلات نمو مقارنةً بمنطقة الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وأميركا الشمالية وآسيا والمحيط الهادئ.