شهدت سلطنة عمان خطوة نوعية في مسيرة التحول الطاقي، مع توقيع اتفاقية لتطوير أول محطة طاقة شمسية على مستوى المرافق مزودة بنظام تخزين بالبطاريات، ضمن المرحلة الثالثة من مشروع عبري للطاقة الشمسية بمحافظة الظاهرة.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الاتفاقية وُقِّعت -اليوم الإثنين 22 سبتمبر/أيلول 2025- بين شركة نماء لشراء الطاقة والمياه وائتلاف شركات تقوده "مصدر" الإماراتية.
وتبلغ الاستثمارات التي ستُضَخّ في أول محطة طاقة شمسية بنظام تخزين الكهرباء في سلطنة عمان، نحو 115 مليون ريال عماني (299.1 مليون دولار) لتطوير المشروع الذي يمتد على مساحة تقارب 10 ملايين متر مربع.
ويمثّل المشروع إضافة إستراتيجية لمسيرة الطاقة المتجددة في سلطنة عمان، إذ يهدف إلى إنتاج كهرباء نظيفة بقدرة تصل إلى 500 ميغاواط، مع نظام تخزين بسعة 100 ميغاواط/ساعة، بما يغطي احتياجات نحو 33 ألف منزل.
ويُعدّ المشروع إنجازًا ينسجم مع أهداف رؤية "عُمان 2040" للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، فيما يعزز ثقة المستثمرين في البيئة الوطنية، ويكرّس مكانة الدولة بوصفها مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة.
أول محطة شمسية بنظام تخزين البطاريات في سلطنة عمان
تمثّل أول محطة شمسية بنظام تخزين البطاريات في سلطنة عمان محطة فارقة لقطاع الطاقة في البلاد، إذ يجمع المشروع بين محطة شمسية كهروضوئية ونظام تخزين متكامل، بما يعزز مرونة إدارة الأحمال وضمان استقرار الشبكة الكهربائية على مدار الساعة.
وأوضح وزير الطاقة والمعادن سالم العوفي أن المشروع يعكس التزام الحكومة بتعزيز مساهمة الطاقة المتجددة لتصل إلى 30% من إجمالي الإنتاج بحلول 2030، بما يترجم تطلعات رؤية "عُمان 2040" لتحقيق مستقبل مستدام ومتوازن.
وأشار إلى أن المشروع سيقلل الانبعاثات الكربونية بنحو 505 آلاف طن سنويًا، ما يعزز جهود سلطنة عمان في مواجهة التغير المناخي، ويضعها في موقع متقدم إقليميًا بمجال الطاقة النظيفة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة نماء لشراء الطاقة والمياه، أحمد العبري، أن المشروع يجسّد التعاون بين القطاعين العام والخاص، ويوفر نموذجًا عمليًا للانتقال نحو اقتصاد أكثر استدامة يعتمد على تنويع مصادر الطاقة.
وأضاف أن شركته تمكنت خلال 15 عامًا من التعاقد مع 26 محطة للكهرباء وتحلية المياه، واستقطاب استثمارات أجنبية تجاوزت 11 مليار دولار، مع خطط مستقبلية لجلب 5 مليارات دولار إضافية.
ولفت إلى أن "نماء" تسعى إلى إضافة سعات متجددة تصل إلى 9 غيغاواط بحلول 2030، بما يعزز مكانة سلطنة عمان بوصفها وجهة استثمارية للطاقة، ويسهم في رفع كفاءة إنتاج الكهرباء وضمان أمن الإمدادات.
ويؤكد المشروع أن سلطنة عمان تتحرك بخطى ثابتة نحو المستقبل، من خلال الاستثمار في حلول تقنية مبتكرة تسهم في تعزيز التنافسية الاقتصادية والاجتماعية، وتحقق أهداف التنمية المستدامة على المدى الطويل.
استثمارات الطاقة المتجددة في سلطنة عمان
أكد الرئيس التنفيذي لشركة مصدر الإماراتية محمد جميل الرمحي أن المشروع سيسهم في تلبية احتياجات سلطنة عمان الحالية من الطاقة، وتوفير فرص عمل جديدة، إضافة إلى تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء مستقبلًا.
وأوضح أن المشروع يمثّل نموذجًا للتعاون الإقليمي في تطوير مشروعات الطاقة المتجددة، ويعكس ثقة المستثمرين العالميين في السوق العمانية، بما يعزز من تدفُّق الاستثمارات الدولية للقطاع، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وشدد الرئيس التنفيذي لتحوّل الطاقة في نماء، عبد الله الصوافي، على أن المشروع يعكس إستراتيجية الشركة لقيادة التحول الطاقي، مع استهداف رفع مساهمة الطاقة المتجددة إلى أكثر من 60% من السعات المتعاقَد عليها بحلول 2030.
وأشار إلى أن سلطنة عمان تعمل على بناء شراكات دولية إستراتيجية لتسريع وتيرة التحول الطاقي، مع التركيز على تعزيز التكامل بين مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأنظمة الحديثة لتخزين الكهرباء.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة أوكيو للطاقة البديلة غالب المعمري، إن المشروع يرسّخ مكانة شركته بصفتها ذراعًا وطنية رئيسة في قيادة التحول نحو مصادر نظيفة ومستدامة للطاقة.
وأشارت رئيسة مجلس إدارة "شركاء الخضراء" الشيخة هند بنت سهيل بهوان إلى أن المشروع يحقق نقلة نوعية في مسار التنمية الاقتصادية والبيئية المستدامة، ويعزز من دور عمان في الريادة الإقليمية للطاقة المتجددة.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة كوريا ميدلاند باور لي يونغ جو، إن التعاون في مشروع "عبري-المرحلة الثالثة" يجسّد التزام عمان بالتحول الطاقي، ويوفر منصة للتكامل مع الشركاء الدوليين لتحقيق مستهدفات "رؤية 2040".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
