تسهم تقنيتا الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات في أستراليا في تعزيز التحول نحو الطاقة الخضراء، التي تعمل على الحدّ من انبعاثات الكربون.
وحسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يبدو التحول نحو الطاقة النظيفة في أستراليا مُشتّتًا بعض الشيء، على أقل تقدير.
ويعود ذلك إلى أن تكاليف النقل في ارتفاع مُطّرد، والمشروعات مُتأخّرة عن مواعيدها، حيث لم يحقق أيّ مشروع كبير لطاقة الرياح الإغلاق المالي حتى الآن في عام 2025.
وما يزال قطاع المنازل قويًا، فقد ضمنت الزيادة الكبيرة في فواتير الكهرباء استمرار رواج الطاقة الشمسية على الأسطح، على الرغم من مخاوف "التشبع"، حيث يُثبت الخصم الفيدرالي على تخزين البطاريات في أستراليا للقطاع المنزلي نجاحًا باهرًا.
الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات في أستراليا
تبدو تقنيتا الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات في أستراليا الخيار الأمثل على نطاق المرافق، نظرًا لانخفاض تكاليفهما (خصوصًا تخزين البطاريات)، وسهولة نشرهما النسبية، وإدراك أنهما، معًا، يُلبّيان احتياجات المستهلكين الصناعيين الكبار تقريبًا.
لذلك، لن يجرؤ سوى عدد قليل من مطوري المشروعات الآن على بناء مشروع للطاقة الشمسية فقط، نظرًا لأن نمو الطاقة الشمسية على الأسطح يضمن أن تكون الأسعار سلبية للعديد من ساعات النهار.
وتتمثل المفاجأة الكبرى في أنه لا يوجد حتى الآن أيّ مشروع هجين للبطاريات والطاقة الشمسية واسع النطاق قيد التشغيل على الشبكة الرئيسة.
يأتي ذلك على الرغم من أن مشروع كوندردين للبطاريات والطاقة الشمسية في شبكة ولاية أستراليا الغربية المنفصلة قد ترك بصمته، حيث نقل إنتاج الطاقة الشمسية إلى ذروة المساء، وحتى في بعض الأحيان بعد منتصف الليل.

مشروعات الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات الهجينة
هناك العديد من مشروعات الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات الهجينة قيد الإنشاء الآن، بما في ذلك في فولهام بولاية فيكتوريا وكورن بارك في نيو ساوث ويلز.
ومن المرجّح بناء أكبرها جميعًا بالقرب من غلادستون في كوينزلاند، ما يوفر كهرباء ثابتة لأكبر مستهلك للطاقة في الولاية، وهو مصهر الألمنيوم ومصافي غلادستون المملوكة لشركة "ريو تينتو" (Rio Tinto).
وقال المدير التجاري لدى شركة إيديفاي إنرجي (Edify Energy)، لاكلان مارتن: "إن العقد الذي وقّعته مع "ريو تينتو" لتطوير مشروع الطاقة الشمسية والبطاريات في منطقتي سموكي كريك وجوثري غاب هو الأكبر من نوعه على الإطلاق".
اتفاقية تقاسم الإيرادات
قال المدير التجاري لدى شركة إيديفاي إنرجي، لاكلان مارتن: "إنها ليست اتفاقية شراء كهرباء (PPA)، بل اتفاقية تقاسم إيرادات".
وأضاف "ومن ثم، ستستفيد شركة "ريو" من قيمة ساعات الميغاواط المُولّدة، أو المبيعة، أو المُهجّرة، ومن أي إيرادات إضافية أخرى" من نظام "الخدمات المساعدة للتحكم في التردد" أو خدمات الشبكة الأخرى.
بدورها، أوضحت ريو تينتو -على الرغم من الإشارات المتضاربة من حكومة ولاية الحزب الوطني الليبرالي الجديدة- أن مستقبل أصولها في غلادستون يعتمد على قدرتها على الانتقال من الفحم إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وقد وقّعت ريو تينتو عقدين ضخمين مع مشروع بونغابان المُقترح لطاقة الرياح بقدرة 1.4 غيغاواط، ومشروع أبر كاليوبي للطاقة الشمسية بقدرة 1.2 غيغاواط، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار مارتن إلى أن "هناك العديد من الأسباب التي تجعل استعمال بطارية شمسية هجينة مقترنة بالتيار المستمر خيارًا منطقيًا".
وأردف: "أحدها أنها تُمكّن مشروع الطاقة الشمسية من تجنُّب تكاليف الطاقة، لأن البطارية المُزوّدة بمحولات توليد الكهرباء من الشبكة يُمكنها توفير هذه الخدمة الأساسية للشبكة".
وتابع: "أما السبب الواضح فهو القدرة على تخزين إنتاج الطاقة الشمسية، خصوصًا عندما تكون الأسعار سلبية، وإرساله إلى الشبكة -أو إلى العميل عبر عقد- في ذروة المساء".

برنامج الاستثمار في القدرات
أشار المدير التجاري لدى شركة إيديفاي إنرجي، لاكلان مارتن، إلى أن أنظمة الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات الهجينة تتمتع بمكانة جيدة تؤهلها للمنافسة في برنامج الحكومة الفيدرالية للاستثمار في القدرات، الذي تمّ توسيعه مؤخرًا إلى 40 غيغاواط، ويتعين تخصيصه بحلول عام 2027.
وقال مارتن: "إذا كنت تعتقد أن بطاريتك قادرة على تغطية نفقاتها واستعادة إيراداتها بصفتها مشروعًا مستقلًا، فإن ما يتبقى لك هو مزرعة طاقة شمسية مستقلة عمليًا، لا تتطلب أيّ تكاليف ربط أو تكاليف عاكسات، ويمكنك المنافسة في هذه المزادات".
وأشار -بحسب ما يُبرز عقد شركة "إيديفاي" مع "ريو تينتو"- إلى حدوث تحول ملحوظ في السوق بعيدًا عن اتفاقيات شراء الكهرباء البسيطة القائمة على مبدأ "خذ أو ادفع" التي كانت تُقدّمها الطاقة الشمسية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..