مخاطر نشر محطات تخزين الكهرباء بالبطاريات في ساحات المنازل وبجوار محطات الوقود (تقرير)

ينطوي نشر محطات تخزين الكهرباء بالبطاريات في ساحات المنازل وبجوار محطات الوقود على مخاطر عديدة، أهمها اندلاع الحرائق وانبعاث الغازات السامة.

وبحسب تقرير حديث طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يشعر عضو مجلس المدينة، روبرت هولدن، بالقلق من اشتعال النيران في أحد أحياء مدينة نيويورك الـ5.

وقال هولدن: "من غير المنطقي إطلاقًا أن تُقام هذه المحطات الآن في ساحات المنازل، وبجوار محطات الوقود، في جميع أنحاء جزيرة ستاتن".

مقترحات لبناء المزيد من مراكز أنظمة تخزين الكهرباء بالبطاريات

تحدّث عضو مجلس مدينة نيويورك، روبرت هولدن، عن مقترحات لبناء المزيد من مراكز أنظمة تخزين الكهرباء بالبطاريات؛ وهي مواقع تخزين واسعة النطاق تعتمد على بطاريات أيونات الليثيوم نفسها المستعملة في أجهزة الكمبيوتر المحمولة والسيارات الكهربائية.

تجدر الإشارة إلى أن البطاريات تُخزّن بالآلاف في صناديق معدنية كبيرة.

ويزداد انتشار هذه المحطات في جميع أنحاء العالم، إذ رُكبت 1.9 غيغاواط/ساعة في أوروبا العام الماضي وحده، وفقًا لمجموعة "سولار باور يوروب" (SolarPower Europe) الصناعية.

ورغم أن هذا يكفي لتزويد نحو 4 آلاف منزل بالكهرباء، تبرز الحاجة إلى المزيد.

تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2030

يتطلّب تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2030 -أو الاقتراب منه- تحولًا ملحوظًا نحو مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

ويمكن أن تذهب الكهرباء المنتجة من هذه المصادر المتجددة سدًى ما لم تُخزن ثم تُربط في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إليها، مثل تشغيل السكان الأنوار مساءً، وهنا يبرز دور تخزين الكهرباء بالبطاريات.

وقال نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة "سولار باور يوروب"، دريز آكي: "في الوقت الحالي، في الاتحاد الأوروبي، ما نتطلع إليه هو زيادة نشر البطاريات بمقدار 10 أضعاف".

وعلى الرغم من أنه يوجد حاليًا نحو 75 غيغاواط/ساعة من تخزين البطاريات مركّبة في الاتحاد الأوروبي، قال آكي إنه "يجب أن يرتفع هذا الرقم إلى نحو 750 غيغاواط/ساعة بحلول عام 2030".

من ناحيته، قال أستاذ الكيمياء الفيزيائية في جامعة مانشستر البريطانية، روبرت درايف: "إن هناك بدائل لتخزين البطاريات".

وتشمل هذه التقنيات التخزين بالتبريد العميق، حيث تُخزن الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة عن طريق تبريد الهواء وتحويله إلى سائل، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.

وعندما يُترك السائل ليُسخّن، يتمدد مجددًا إلى غاز، ويمكنه تشغيل توربين لتوليد الكهرباء.

وتُضاف إلى ذلك أنظمة الطاقة الكهرومائية الراسخة؛ إذ يُطلق الماء من خزان أعلى إلى آخر أدنى، ما يُشغّل التوربينات.

ووصف البروفيسور درايف كلًا من التبريد العميق والطاقة الكهرومائية بأنهما "أجهزة متخصصة إلى حد ما". ويضيف: "لذا، لمواكبة الانتشار المتزايد لمصادر الطاقة المتجددة، يصعب تجاوز آليات التخزين الكهروكيميائي".

وقال إنه سيتعيّن بناء مزيد من منشآت تخزين الكهرباء بالبطاريات.

مخاطر تخزين الكهرباء بالبطاريات

تُعد تقنية تخزين الكهرباء بالبطاريات بعيدة كل البعد عن الكمال، وتتمثّل المشكلة الأكبر -التي تُقلق المعترضين أكثر من غيرها- في احتمال تعرض المنشآت للحريق.

وفي المملكة المتحدة، استغرق إخماد حريق اندلع في محطة تخزين الكهرباء بالبطاريات بمقاطعة إسيكس في فبراير/شباط الماضي ما يقرب من 24 ساعة.

واستغرق إخماد حريق مماثل في مدينة ليفربول عام 2020، 59 ساعة.

في يناير/كانون الثاني من هذا العام، أدى حريق اندلع في أحد أكبر محطات تخزين الكهرباء بالبطاريات في العالم بشمال ولاية كاليفورنيا إلى إجلاء نحو 1500 شخص وإغلاق طريق سريع.

سبب الحرائق

يُعزى سبب هذه الحرائق إلى عملية تُسمى "المدرج الحراري"، ويمكن أن تنجم عن أحداث تتراوح بين أعطال في الدارات الكهربائية وعيوب في التصنيع، ما يسمح ببدء تفاعلات كيميائية مُنتجة للحرارة داخل البطارية.

ويمكن أن يؤدي هذا إلى انبعاث غازات قابلة للاشتعال (وسامة)، وقد تنفجر بعد ذلك.

وتحتوي محطات تخزين الكهرباء على ملايين خلايا البطاريات التي إذا لم تكن محمية أو متباعدة بما يكفي، تسمح للحرائق بالانتشار بسرعة.

وعند اندلاع الحرائق، قد تنطلق الملوثات في الهواء والماء، وعلى الرغم من أن مراجعة حديثة لحرائق تخزين الكهرباء بالبطاريات واسعة النطاق في الولايات المتحدة منذ عام 2012 وجدت أن الانبعاثات تقتصر إلى حد كبير على المنطقة المجاورة مباشرة للحريق.

وعادةً ما تُخزَّن البطاريات في صفوف من الصناديق المعدنية داخل منشآت التخزين.

وفي المملكة المتحدة، يُعارض السكان المحليون حاليًا تركيب بطاريات تخزين الكهرباء بالبطاريات المُقترح من قِبل شركة بلاكفورد رينيوابلز (Blackford Renewables) في قرية روثيانورمان بمقاطعة أبردينشاير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

"نلعب بالنار": مخاوف مستمرة بشأن تخزين الكهرباء بالبطاريات"، من هيئة الإذاعة البريطانية.