مُنعت شحنة من النفط السوداني من دخول مواني الإمارات العربية المتحدة، في أول خطوة لتنفيذ الحظر الذي أعلنته الدولة الخليجية في مطلع شهر أغسطس/آب الجاري.
ووفق التفاصيل لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لم تتمكن سفينة واحدة على الأقل محملة بالخام السوداني من الرسو، ما قد يضطرها إلى تفريغ حمولتها في سنغافورة.
وهذا يعني أن الحظر الذي فرضته الإمارات على وصول الشحنات القادمة من السودان إلى المواني، بدأ يؤثر في تدفقات النفط.
ومن شأن الحظر أن يؤدي إلى اضطرابات في أنماط تجارة النفط العالمية، ما أجبر التجار على إعادة هيكلة مسارات الشحن سريعًا، وإيجاد أسواق بديلة لصادرات النفط السوداني.
ناقلة نفط عالقة في البحر
وفق التفاصيل لدى منصة الطاقة المتخصصة، تنتظر الناقلة "بولا" (Pola)، وهي ناقلة من طراز ناقلات السويس (سويزماكس) تحمل 80 ألف طن (568 ألف برميل) من خام "مزيج دار" من جنوب السودان، قرب ميناء الفجيرة، دون تفريغ حمولتها منذ وصولها قبل أسبوع من مرسى بشاير، بالقرب من بورتسودان.
السفينة -التي رست آخر مرة قبالة سواحل صحار بسلطنة عمان، على بُعد نحو 100 كيلومتر من الفجيرة- مُستأجرة من مجموعة فيتول (Vitol)، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ عن تجار في السوق.
وقطع السودان علاقاته مع الإمارات، متهمًا إياها بتسليح قوات الدعم السريع -شبه العسكرية- التي تخوض حربًا استمرت عامَيْن ضد الحكومة المدعومة من الجيش.
وكانت الإمارات قد منعت موانيها من تداول الشحنات المتجهة إلى بورتسودان أو القادمة منه في وقت سابق من شهر أغسطس/آب الجاري، وفقًا لتوجيه من مجموعة مواني أبوظبي.
وقد يُعاد توجيه شحنة "بولا" نحو مضيق سنغافورة، وفقًا لتجار مطلعين على السوق، كما تضم المراكز في جنوب شرق آسيا مرافق لتزويد السفن بالوقود.
ويُعد نفط دار من درجات النفط الخام منخفضة الكبريت، ويُنتج في جنوب السودان، ويُشحن عبر السودان المجاور.

صادرات النفط السوداني إلى الإمارات
خلال الشهرَيْن الماضيين، جرى تسليم شحنات مزيج دار إلى 4 وجهات فقط، وفقًا لبيانات شركة كبلر التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة؛ وكانت هذه الوجهات هي الإمارات وسنغافورة وماليزيا وإيطاليا.
وقبل الحظر، كان ما يقرب من 40-45% من صادرات النفط السوداني تتدفق عادةً إلى مصافي الإمارات؛ وقد جعل هذا التركيز الصناعة عرضة بصفة خاصة لتغييرات السياسات.
وتتميز درجات النفط الخام السودانية بخصائص جودة محددة جعلت مصافي الإمارات وجهات معالجة طبيعية.
وفي يونيو/حزيران 2025، استقبلت الإمارات 71.67 ألف برميل يوميًا من النفط السوداني، من إجمالي صادرات بلغت 185.73 ألف برميل يوميًا.
واستوردت الدولة الخليجية نحو 32.26 ألف برميل يوميًا من الخام السوداني، من إجمالي 147.52 ألف برميل يوميًا؛ في حين لم تستقبل أي شحنات منذ بداية شهر أغسطس/آب الجاري، وفق البيانات التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وطبّق التجار إستراتيجيات متعددة للتكيف مع الإغلاق المفاجئ لسوق الإمارات أمام النفط السوداني:
- محور السوق الآسيوية: يُعاد توجيه كميات كبيرة من النفط الخام، كانت مخصصة سابقًا لمصافي النفط الإماراتية، إلى مصافي النفط الصينية المستقلة، التي أبدت استعدادها لاستيعاب براميل سودانية إضافية.
- فرص البحر الأبيض المتوسط: زادت مصافي النفط الأوروبية، خاصة في إيطاليا واليونان، من مشترياتها من النفط السوداني، إذ تجعل الخصومات السعرية هذه البراميل أكثر جاذبية.
- عمليات المزج: يمزج بعض التجار النفط السوداني مع خامات أخرى في البحر، لإنتاج منتجات جديدة بوثائق مختلفة.
- حلول التخزين: ازداد التخزين العائم، إذ يحتفظ التجار بالبضائع في أثناء التفاوض على وجهات جديدة.
وأدت هذه التعديلات إلى إعادة ترتيب معقدة لتدفقات النفط الخام العالمية، مع آثار جانبية في أسعار الشحن وفروق الأسعار الإقليمية، بحسب ما أفادت به منصة "ديسكفري ألارت" (Discovery Alert).
صادرات السودان من النفط في 2025
منذ بداية عام 2025، سجلت صادرات السودان وجنوبه من النفط أعلى مستوياتها في شهر يونيو/حزيران، بإجمالي 185.73 ألف برميل يوميًا، في حين بلغ أدنى مستوى نحو 64.31 ألف برميل يوميًا في فبراير/شباط.
وحتى الوقت الحالي من شهر أغسطس/آب الجاري، بلغ إجمالي صادرات النفط نحو 164.75 ألف برميل يوميًا، ارتفاعًا من 147.52 ألف برميل يوميًا في شهر يوليو/تموز بأكمله، بحسب البيانات التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ويوضح الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إجمالي صادرات السودان وجنوبه من النفط منذ يناير/كانون الثاني 2023 حتى تقديرات شهر أغسطس/آب 2025:
وتأتي ماليزيا في مقدمة أكبر الدول المستوردة للنفط السوداني في عام 2025، بإجمالي 453.52 ألف برميل يوميًا، حتى الوقت الحالي من شهر أغسطس/آب الجاري.
وجاءت الإمارات في المرتبة الثانية، بإجمالي 237.4 ألف برميل يوميًا، ثم إيطاليا في المرتبة الثالثة بنحو 109.07 ألف برميل يوميًا.
واحتلت سنغافورة المرتبة الرابعة في قائمة أكبر الدول المستوردة للنفط السوداني، بإجمالي 79.44 ألف برميل يوميًا، في حين جاءت الصين في المرتبة الخامسة بنحو 21.43 ألف برميل يوميًا.
ويوضح الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أكبر الدول المستوردة للنفط السوداني في عام 2025:
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- حظر شحنة من النفط السوداني من دخول الإمارات، من وكالة بلومبرغ
- معلومات إضافية عن الطرق البديلة لشحنات النفط السوداني، من منصة "ديسكفري ألارت"