شهدت واردات أفريقيا من الألواح الشمسية طفرة قياسية خلال 12 شهرًا، حيث امتدّت من بؤر تقليدية، مثل جنوب أفريقيا ومصر إلى عشرات الدول الأخرى، مع استمرار اعتماد القارة على الاستيراد بسبب محدودية التصنيع المحلي.
وأوضح تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- أن واردات القارة من الألواح الشمسية الصينية ارتفعت إلى 15.032 غيغاواط خلال المدة من يونيو/حزيران 2024 إلى يونيو/حزيران 2025، أي بزيادة 60% على نحو 9.379 غيغاواط في الـ12 شهرًا السابقة.
وظلّت جنوب أفريقيا أكبر مستورد للألواح الشمسية خلال الأشهر الـ12 المنتهية في يونيو/حزيران 2025.
وعلى مدار العامين الماضيين، تضاعفت الواردات من خارج جنوب أفريقيا -تقريبًا- 3 مرات، من 3.734 غيغاواط في 12 شهرًا حتى نهاية يونيو/حزيران 2023 إلى 11.248 غيغاواط في 12 شهرًا حتى نهاية يونيو/حزيران 2025.
وعلى مدى أكثر من عقدين، أدّت الطاقة الشمسية في أفريقيا دورًا مهمًا في دعم المدارس والمستشفيات بالمناطق الريفية، إضافة إلى إنارة الشوارع وضخ المياه وتشغيل الشبكات الصغيرة.
طفرة في واردات أفريقيا من الألواح الشمسية الصينية
توزعت طفرة واردات أفريقيا من الألواح الشمسية على دول القارة بأكملها، وسجلت 20 دولة رقمًا قياسيًا في وارداتها خلال عام واحد حتى نهاية يونيو/حزيران 2025.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفع عدد الدول المستوردة لأكثر من 100 ميغاواط من 15 إلى 25، بحسب التقرير الصادر عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة إمبر.
وحتى الآن، ما تزال جنوب أفريقيا ومصر الدولتين اللتين تملكان قدرات مركبة من الطاقة الشمسية تقاس بالغيغاواط، وهو واقع قد يتغيّر قريبًا.
وتأتي أغلب الألواح الشمسية إلى القارة من الصين، التي استحوذت على نحو 80% من الإنتاج العالمي في 2024.
ومنذ يناير/كانون الثاني حتى نهاية يوليو/تموز، بلغ إجمالي صادرات الصين من الألواح الشمسية 141.51 غيغاواط، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم ذلك، بدأت بوادر التصنيع المحلي تظهر في عدّة دول أفريقية، حيث ضاعف المغرب قدرته الإنتاجية إلى نحو 1 غيغاواط سنويًا، وتملك جنوب أفريقيا قدرة مشابهة.
وثمة طفرة مرتقبة ستشهدها مصر قريبًا مع استعدادها لتشغيل 3 مشروعات على نطاق الغيغاواط، من بينها "إيليت سولار" في منطقة السخنة بطاقة 3 غيغاواط، الذي يُتوقع انطلاقه في سبتمبر/أيلول 2025، و"صن ريف سولار" بطاقة 2 غيغاواط في 2026، و"مصدر" بطاقة 4 غيغاواط، لكن لم يُعلن تاريخ بدء التشغيل.
وخلال العام الماضي، وصلت سعة توليد الكهرباء المتجددة في أفريقيا إلى 66.9 غيغاواط، ارتفاعًا من 62.7 غيغاواط في العام السابق له، كما يوضح الرسم البياني أدناه:
واردات أفريقيا من الألواح الشمسية قد تقلّل الاعتماد على النفط
رغم ارتفاع واردات أفريقيا من الألواح الشمسية، فإنها تشكّل جزءًا ضئيلًا مقارنة بواردات النفط، بحسب ما جاء في التقرير.
وأظهر أن قيمة واردات النفط المكرر تتراوح بين 30 و107 أضعاف قيمة واردات الألواح الشمسية لدى أكبر 10 مستوردين، ما عدا الجزائر.
وأضاف التقرير أن العديد من هذه الألواح سيحلّ محلّ مولدات الديزل، ومن ثم سيحدّ من واردات النفط.
وكشف بحث أجرته وود ماكنزي في 2022 أن قدرة مولدات الديزل في 17 دولة تفوق قدرة محطات الكهرباء المتصلة بالشبكة، منها 28 غيغاواط في نيجيريا و10 غيغاواط في غانا و8 غيغاواط في كينيا.
وفي الأشهر الـ12 المنتهية في يونيو/حزيران (2025)، وصلت واردات الألواح الشمسية في هذه البلدان إلى 1.7 غيغاواط لنيجيريا، و0.3 غيغاواط لغانا، و0.5 غيغاواط لكينيا.
فعلى سبيل المثال، يمكن تعويض تكلفة استيراد الديزل في غضون 6 أشهر بنيجيريا، إذ يباع لوح شمسي بقدرة 420 واط بقرابة 60 دولارًا، وينتج نحو 550 كيلوواط/ساعة سنويًا، بينما المبلغ نفسه من الديزل يولّد 275 كيلوواط/ساعة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومع ارتفاع أسعار الديزل في العديد من الدول الأفريقية الأخرى، يصبح زمن استرداد تكلفة الألواح أقصر بكثير.
وأشار التقرير إلى أن التحول إلى الطاقة الشمسية يوفر إمدادات كهرباء مستقرة وموثوقة، لا سيما أن القارة تعاني من فقر الطاقة، ويعيش أكثر من 500 مليون شخص دون كهرباء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
- واردات أفريقيا من الألواح الشمسية، من إمبر
- رسم بياني عن سعة توليد الكهرباء المتجددة في أفريقيا، من وحدة أبحاث الطاقة
