أخبار عاجلة
قرارات الكثيري تثير غضب تنظيم نقابي -
جامعة "برينستون" تُلغي رسومًا دراسية -
أخوماش يعود بعد 10 أشهر من الغياب -
الحرارة تهدّد أمن الطاقة النووية بأوروبا -

الهند ترد على سياسة ترامب بتعزيز التحالف مع روسيا والتقارب مع الصين

الهند ترد على سياسة ترامب بتعزيز التحالف مع روسيا والتقارب مع الصين
الهند ترد على سياسة ترامب بتعزيز التحالف مع روسيا والتقارب مع الصين

في خطوة تحمل أبعادًا إستراتيجية في خضم تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة وجّه رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، دعوة رسمية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة الهند في وقت لاحق من هذا العام، وذلك لحضور القمة السنوية بين البلدين. الدعوة جاءت خلال اتصال هاتفي جرى بين الزعيمين، ناقشا خلاله تطورات العلاقات الثنائية والوضع في أوكرانيا، بحسب بيان صادر عن الحكومة الهندية.

وتأتي هذه الخطوة في سياق توتر متزايد مع واشنطن عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الصادرات الهندية إلى السوق الأميركية، ما اعتبرته وزارة الخارجية الهندية “أمرًا مؤسفًا للغاية”، خاصة أن دولًا أخرى تستورد النفط من روسيا دون أن تتعرض لإجراءات مماثلة. وقد تزامنت هذه الخطوة مع تعثر المفاوضات التجارية بين البلدين، التي كانت تقترب من مراحلها النهائية.

الهجوم الكلامي الذي شنه ترامب على الهند في الأسابيع الأخيرة، ووصفه اقتصادها بأنه “ميت” و”محاط بحواجز تجارية فظيعة”، شكّل صدمة للمؤسسة الدبلوماسية الهندية، التي سارعت إلى التنديد بهذه التصريحات. وبحسب ما أفادت به مصادر هندية مطّلعة فإن مودي أبلغ ترامب خلال اتصال هاتفي في يونيو بأن وقف إطلاق النار مع باكستان تم باتصالات مباشرة بين الطرفين، دون أي وساطة أميركية، ما شكّل نقطة تحول في العلاقات الثنائية.

الرد الهندي لم يقتصر على التصريحات، بل رافقه تعزيز للتقارب مع موسكو، تمثل في توقيع اتفاقيات شراكة جديدة في مجالات التكنولوجيا والفضاء والمعادن النادرة والأسمدة والنقل. كما التقى مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال بالرئيس بوتين على هامش اجتماع مستشاري الأمن القومي لدول “بريكس” في سان بطرسبرغ. وتزامن ذلك مع اتصالات بين مودي والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا تناولت فرض الرسوم الأميركية على صادرات بلديهما، في ما بدا تنسيقًا بين القوتين الصاعدتين في مواجهة السياسات التجارية الأميركية.

ورغم الجهود التي تبذلها إدارة ترامب للظهور بمظهر الحازم في ملف النفط الروسي يشير مراقبون إلى أن الهند لن تتنازل بسهولة عن علاقتها التاريخية مع موسكو. فبحسب دبلوماسيين هنود فإن روسيا تمثل شريكًا موثوقًا للهند منذ عقود، وقد وقفت إلى جانبها في لحظات مفصلية، على خلاف الولايات المتحدة التي كانت في مراحل سابقة أقرب إلى باكستان.

الأزمة الأخيرة دفعت مودي إلى إعادة تقييم مسار التقارب مع واشنطن، والانفتاح مجددًا على بكين، رغم الحساسية المستمرة بين البلدين منذ الاشتباك الحدودي عام 2020. ومن المقرر أن يقوم مودي بزيارة رسمية إلى الصين هذا الشهر، هي الأولى منذ سبع سنوات، للقاء الرئيس شي جين بينغ على هامش قمة أمنية إقليمية.

في واشنطن قلل المتحدث باسم وزارة الخارجية من وقع التوترات، مشيرًا إلى أن الهند تبقى شريكًا إستراتيجيًا، رغم الخلافات في بعض الملفات. غير أن أصواتًا من داخل الإدارة الأميركية نفسها، ومنها ليندسي فورد، المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي، حذرت من أن السياسات الحالية قد تكون لها تبعات طويلة الأمد، بما في ذلك دفع الهند مجددًا نحو روسيا والصين.

وفي حين تتواصل اللقاءات على مستوى الخبراء لمحاولة إنقاذ الاتفاق التجاري يرى مراقبون أن المرحلة الحالية تشهد تراجعًا غير مسبوق في الثقة المتبادلة بين الطرفين. وما كان يُبنى على مدى عقود من تقارب إستراتيجي قد يتعرض لانتكاسة ما لم تُعالج الخلافات الراهنة بعقلانية توازن بين المصالح التجارية والاعتبارات الجيوسياسية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق موانئ دبي العالمية توسّع طاقتها الاستيعابية للمركبات في ميناء جبل علي لتلبية الطلب المتزايد
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة