
تجددت تنبيهات المنظمة الديمقراطية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لوضع المندوبية، منتقدة هذه المرة إقدامَ الإدارة المركزية خلال الأيام الأخيرة على إصدار قرارات تنقيل وصفتها بـ”العقابية”، مسّت موظفين (بعضهم من ذوي الإعاقة) في ظروف أثارت استياء واسعا داخل أوساط العاملين بالمندوبية، حسب ما توفر لهسبريس من معطيات.
وورد ضمن “بيان نقابي” مطول توصلت به هسبريس من المكتب الوطني لنقابة موظفي القطاع التابعة لـ”ODT”، التي تعد النقابة “الأكثر تمثيلية” في اللجان متساوية الأعضاء، أن “إقدام الإدارة على اتخاذ هذه القرارات العقابية يُذكّرنا بسنوات الرصاص القطاعي، وبالحنين إلى زمن التسلط وانتهاك حقوق الموظفين”، وفق توصيفها.
وبحسب المعطيات المتوفرة بخصوص المندوبية التي يتحل مسؤوليتها مصطفى الكثيري، فقد تم “تنقيل مجموعة من الموظفين بشكل عقابي”، خصّ البيان بالذكر منهم موظفا ظل يشتغل لسنوات بمدينة تارجيست تم تنقيله إلى جماعة غفساي بعيدا عن أسرته، في قرار اعتبرته النقابة “مجحفا بالنظر إلى بُعد المنطقة عن محل إقامته الأصلية وعدم مراعاة ظروفه الاجتماعية”.
كما جرى تنقيل موظف من ذوي الإعاقة من جماعة غفساي إلى جماعة ميسور، مبرزة أن ذلك “تم دون اعتبار لوضعه الاجتماعي كربّ أسرة ولا لظروفه الصحية باعتباره من ذوي الاحتياجات الخاصة، لينضاف هذا التنقيل التعسفي للعقوبة الإدارية التوبيخ الصادرة في حقه قبل ذلك بوقت قصير، والتي صدرت دون تمكينه من حق الدفاع ولا عرضه على هيئة المجلس التأديبي، بل اتخذت فقط اعتمادا على سردية الرئيسة المباشرة بنيابة تاونات”، بتعبير البيان.
وحسب مصادر مطلعة من داخل القطاع، فإن “حالة احتقان داخلي متزايد” تسود المندوبية، منددة باستمرار “رفض متكرر لطلبات الرخص الإدارية (الكونجي)”، بالإضافة إلى “فرض تنظيم أنشطة وندوات دون توفير أي موارد مالية أو لوجستية مرافقة وكافية”.
وأشار بيان المنظمة النقابية إلى “استمرار الإدارة المركزية في رفض طلبات الاستفادة من الرخص الإدارية التي يتقدم بها موظفو القطاع بداعي تخليد الذكريات والمناسبات الوطنية خلال الصيف الجاري، مع أن قطاعات استراتيجية وحيوية بالدولة تخصص شهراً كعطلة لموظفيها تقديرا منها لحقهم في التمتع بالرخص الإدارية السنوية باعتبارها من الحقوق الأساسية للموظف العمومي”.
ورغم منشور رئيس الحكومة الداعي إلى “تفعيل الحوار الاجتماعي القطاعي”، إلا أن النقابيين يؤكدون أن “قطاع قدماء المقاومين مازال يعيش وضعا مشحونا، زادتْه هذه التنقيلات المثيرة للجدل تأزيما، خاصة في ظل المعاناة النفسية والمهنية التي يعيشها عدد من الموظفين في مختلف الأقاليم”، موردين أنهم “يُحرمون من الاستفادة من رخصهم السنوية، على اعتبار أن جل أسابيع السنة تعرف إصدار مذكرات جديدة خاصة بتخليد الذكريات المحلية والوطنية”.