يستعد حقل نفط في أفريقيا لمرحلة جديدة مع إطلاق العنان لبدء حفر أولى آباره، في إطار الاستفادة من احتياطياته بعد حالة من "الجمود" استمرت لما يقرب من 30 عامًا.
وتستهدف شركة أكراك بتروليوم (التابعة لشركة ريكس إنترناشيونال هولدينغ السنغافورية) إعادة تطوير حقل "سيمي" البحري -الواقع قبالة سواحل بنين- عبر برنامج حفر 3 آبار على مدار 100 يوم.
وفي أغسطس/آب 2025 الجاري، بدأت الشركة المطورة وحلفاؤها حفر البئر الأولى في الحقل، ضمن إطار خطة لإعادة إحياء موارد الموقع المكتشف منذ ما يزيد على 55 عامًا.
ووقّعت أكراك عقود التطوير خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، بوصفها مشغّل الحقل بحصّة 76%، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
بدء حفر أولى آبار حقل سيمي
أعلنت شركة أكراك بدء حفر أولى آبار حقل سيمي، في المربع 1 قبالة سواحل بنين في غرب أفريقيا، إذ تحفر الشركة 3 آبار لإعادة تطوير الحقل تدريجيًا، خلال ما يزيد على 3 أشهر، تمهّد من خلالها للمرحلة الثانية من التطوير.
وتشمل خطة الحفر:
- حفر بئرين إنتاجيتين في التكوين إتش 6 (H6).
- حفر بئر تقييمية أكثر عمقًا في الخزانين "إتش 7 و8".
ويبدو أن هذه الخطوة تأخرت لمدة شهر، إذ تضمنت خطة التطوير بدء الحفر في يوليو/تموز الماضي.
واستعمل المطورون المنصة "غيرد" ذاتية الرفع التابعة لشركة "بور Borr" في عملية حفر البئر الجديدة، وهي منصة من طراز "جاك أب" الفئة 400، ويُقدَّر عمرها بـ7 سنوات منذ بنائها.

ويمكن للمنصة أن تعمل في عمق مائي 400 قدم، بأقصى قدرة للحفر على عمق 30 ألف قدم.
خطة الحفر
يستمر حفر الآبار الـ3 في حقل سيمي لمدة 100 يومًا، تنتهي خلال النصف الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل (الربع الرابع من العام الجاري).
وتتوَّج هذه المرحلة من الحفر بوصول وحدتين: الأولى للإنتاج المتنقل والثانية للتخزين والتفريغ العائم، وفق معلومات نشرها موقع أوفشور إنرجي.
وبعد تثبيت الوحدتين قبالة سواحل الدولة الأفريقية، يُخطط لربط وحدة الإنتاج المتنقلة بالآبار الجاري حفرها، تمهيدًا لبدء الإنتاج خلال الربع الأخير من العام.
وفي مرحلة لاحقة لبدء الإنتاج، يعمل المطورون على جمع بيانات إضافية لتحليلها ومطابقتها مع بيانات المسح الزلزالي، التي توصَّل إليها مطورون سابقون عام 2007.
وتهدف خطوة إعادة تقييم البيانات إلى تعزيز خطة تطوير الحقل، وبحث فرص إنتاج أكثر عمقًا.
وأكد مدير عام شركة أكراك بتروليوم، نائب الرئيس التنفيذي لشركة ريكس "ستيف مور"، أن إعادة تطوير حقل سيمي شهدت تضافُر الجهود مع حكومة بنين، وشركة أوكتوغون المحلية للاستكشاف والإنتاج.
وتتمتع "أكراك" بحصّة 76%، وحكومة بنين 15%، وشركة أوكتوغون 9%، في المربع 1.
وأضاف "مور" أن هذه الجهود مهّدت لإعادة إحياء الحقل، وتزويد بنين بإمدادات النفط بعد سنوات طويلة من توقُّف الإنتاج.

إعادة إحياء حقل سيمي
تُمثِّل إعادة إحياء حقل سيمي بارقة أمل جديدة، سواء لدولة بنين الواقعة غرب أفريقيا، أو الشركات المطورة.
وكان إنتاج الخام من الحقل قد توقَّف منذ عام 1998 (أي ما يقرب من 3 عقود)، ويُعزى ذلك إلى انخفاض أسعار النفط آنذاك، ومشكلات تتعلق بتزايد كميات المياه المصاحبة لعملية الاستخراج.
واكتُشف حقل سيمي لأول مرة عام 1969 من قبل شركة يونيون أويل، وتولّت تطويره شركة "ساغا بتروليوم".
وأنتج الحقل 22 مليون برميل نفط، على مدار 18 عامًا (من 1982 حتى توقُّف الإنتاج).
وبدأت عملية إعادة إحياء تطوير الحقل نهاية عام 2023، مع توقيع شركة "أكراك بتروليوم" عقد التشغيل والاتفاق حول حصص تقاسم الإنتاج.
وفي أبريل/نيسان الماضي، شهد خطة إعادة التطوير تقدمًا جديدًا مع توقيع عقود توريد الوحدتين "المتنقلة، والمخصصة للتخزين والتفريغ"، بالإضافة إلى توقيع عقد منصة الحفر ذاتية الرفع "غيرد".
وتتوقع شركة أكراك معدلات إنتاج أولية بـ15 ألف برميل يوميًا، بعد وصول الوحدتين وربطهما بالآبار الجاري حفرها في المربع 1، الواقع في مياه بعمق يتراوح بين 20 و30 مترًا.
ويضم الحقل موارد مؤكدة تُقدَّر بنحو 11.4 مليون برميل، واحتياطيات مؤكدة ومحتملة تعادل 10.9 مليون برميل، واحتياطيات مؤكدة ومحتملة وممكنة تصل إلى 13.6 مليون برميل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..