أصبح مصير سوق الطاقة الشمسية السكنية في أميركا مهددًا، بعد نجاح الرئيس دونالد ترمب والحزب الجمهوري في تمرير "القانون الكبير الجميل" خلال الشهر الماضي.
وتضمّن القانون، الذي أصبح نافذًا منذ 4 يوليو/تموز الماضي، سلسلة من الإصلاحات الضريبية تشمل إلغاء بعض الائتمانات الخاصة بالطاقة المتجددة في الولايات المتحدة.
ومن بين الائتمانات الملغاة، الائتمان الضريبي للاستثمار في أنظمة الطاقة الشمسية السكنية في أميركا، الذي لن يصبح ساريًا بعد عام 2025، بموجب المادة 25 من القانون.
ويتوقع تقرير تحليلي حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن- أن يؤدي هذا الإلغاء إلى ارتفاع تكاليف الطاقة الشمسية على أصحاب المنازل، ما يهدد مستقبل التركيبات المنزلية على المديين القريب والمتوسط.
وبحسب تقديرات التقرير، من المتوقع أن يؤدي "القانون الكبير الجميل" إلى انخفاض معدل تبني الطاقة الشمسية السكنية بنسبة 46% على مستوى الولايات المتحدة حتى عام 2030، مقارنة بالسيناريو الأساس.
ورغم ذلك، فإن مستقبل القطاع على المدى الطويل ما زال يحمل فرصًا واعدة تعتمد على مدى تكييفه مع المتغيرات الجديدة في بيئة الاستثمار الأميركية.
توقعات الطاقة الشمسية السكنية في أميركا
أصبح مستقبل الطاقة الشمسية السكنية في أميركا محاطًا بالتشاؤم، وسط مخاوف من ضعف قدرة الشركات على التكيّف مع نزع الدعم الحكومي، والعمل دون ائتمان ضريبة الاستثمار الذي أوقفه الرئيس دونالد ترمب، بعد 3 سنوات من إقرار جو بايدن له.

وتتوقع شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي أن تمرّ الصناعة بسنوات من الاضطرابات لن ينجو منها العديد من الشركات، لكن الفرص على المدى الطويل ما زالت قائمة.
فعلى سبيل المثال، تشير بيانات مكتب الإحصاء الأميركي إلى أن عدد المنازل المملوكة لأسرة واحدة قد يصل إلى 92 مليون منزل بحلول عام 2050.
وباستثناء المنازل غير المناسبة لتركيب الطاقة الشمسية عليها، فهناك فرصة لتركيبها الألواح على أكثر من 70 مليون منزل خلال السنوات الـ25 المقبلة.
وبافتراض أن متوسط أحجام الأنظمة سيتضاعف بحلول عام 2050، فإن سوق الطاقة الشمسية السكنية في أميركا سيظل مستعدًا لاستقبال 1494 غيغاواط خلال هذه المدة.
وتتجاوز هذه القدرة المحتملة سعة توليد الكهرباء -الحالية- في الولايات المتحدة من جميع المحطات العاملة بكل المصادر، البالغة 1300 غيغاواط، بحسب تقديرات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
سيناريوهات متشائمة للطاقة الشمسية 2030
تعتمد وود ماكنزي سيناريوهين لتوقُّع مستقبل تبنّي الطاقة الشمسية السكنية في ظل الآثار المحتملة للقانون الكبير الجميل (One Big Beautiful Bill Act) وتقديرات العناصر التحليلية الأخرى المؤثّرة في القطاع.
وتشير البيانات إلى أن تركيبات الطاقة الشمسية السكنية في أميركا لم تتجاوز 7.5% من المنازل المناسبة المملوكة على مستوى البلاد حتى نهاية 2024.
وكان السيناريو الأساس لوود ماكنزي (للربع الثاني من 2025) يتوقع نمو سوق الطاقة الشمسية السكنية بمتوسط سنوي 9% خلال السنوات الـ5 المقبلة، ليصل معدل التبنّي إلى 13% من إجمالي المنازل الأميركية بحلول عام 2030.
ولم يأخذ هذا السيناريو تأثيرات القانون الكبير الجميل في حسابه لنشره قبل إقراره بأسابيع، ما دفع شركة الأبحاث لإدخال تعديلات عليه بالخفض مع افتراض عدم تأهُّل أيّ مشروع للحصول على الائتمانات الضريبية بعد عام 2025، سواء كان مملوكًا للعميل أو لطرف ثالث.
كما افترضت تعديلات السيناريو نتائج متشائمة أخرى، مثل تباطؤ نمو أسعار التجزئة، وعدم خفض أسعار الفائدة بحلول عام 2030، إضافة إلى نتائج أكثر تشاؤمًا لسياسات الولايات.

واستنادًا إلى هذه المدخلات التحليلية الجديدة، يتوقع هذا السيناريو انخفاض سعة الطاقة الشمسية المنزلية بنسبة 46% مقارنة بتوقعات الحالة الأساسية حتى عام 2030، ما يشكّل ضربة موجعة للقطاع.
ولا تتوقع وود ماكنزي تعديلًا كبيرًا في توقعاتها للربع الثالث المقرر نشرها في سبتمبر/أيلول المقبل.
ورغم أن بعض مواد "القانون الكبير الجميل" سمحت لمشروعات الطاقة الشمسية المملوكة لطرف ثالث بالتأهل للحصول على ائتمان ضريبي بعد عام 2025، فإن الأمر التنفيذي الصادر بعد إقرار القانون يُلقي بظلال من الشك في عدد المشروعات التي يمكنها الاستمرار في التأهل.
ومن المتوقع خروج بعض الشركات من القطاع لعدم قدرتها على تحمُّل ارتفاع التكاليف وانتهاء الدعم الحكومي، ما يستلزم من الشركات الباقية تنويع مصادر دخلها وخفض إنفاقها حتى تستطيع التكيف على المدى الطويل، إذ ما يزال القطاع السكني يحمل فرصًا لإضافة 150 غيغاواط بحلول عام 2050.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
مستقبل الطاقة الشمسية السكنية في أميركا، من وود ماكنزي