كثيرون هم نجوم الفن أو الرياضة وحتى بعض الشخصيات السياسية البارزة والذائعة الصيت، من يتعرضون من حين لآخر ومن خلف الستار للدعايات الكاذبة والتشهير المغرض وتلفيق التهم الباطلة والجاهزة من قبيل حيازة المخدرات أو الاغتصاب وحوادث أخرى كثيرة مماثلة، سواء من طرف الحساد والخصوم أو بعض الجهات المعادية لأسباب متعددة، بهدف الإساءة إليهم ومحاولة تحطيم معنوياتهم وتدمير مستقبلهم، مما يجعلهم يدفعون ضريبة الشهرة غاليا. ومن بين هؤلاء نجد الدولي المغربي أشرف حكيمي، الذي سطع نجمه في سماء كرة القدم العالمية بشكل لافت.
فعلى بعد أيام قليلة من الكشف عن اسم اللاعب الفائز بجائزة “الكرة الذهبية” التي يوجد الدولي المغربي ونجم نادي باريس سان جيرمان الفرنسي أشرف حكيمي ضمن أبرز المرشحين لنيلها إلى جانب زميله في ذات النادي “عثمان ديمبيلي” الحامل للجنسية الفرنسية، عادت الصحافة الفرنسية من جديد لإثارة قضية اتهام حكيمي باغتصاب إحدى الفتيات، مؤكدة أن التحقيقات باتت على وشك نهايتها، للمرور إلى المحاكمة، وهي ذات القضية التي سبق أن تطرقت إليها منذ أزيد من سنتين…
حيث كشفت إحدى الصحف الفرنسية صباح يوم الجمعة فاتح غشت 2025 عن مطالبة النيابة العامة في مدينة “نانتير” الفرنسية بإحالة الدولي المغربي ولاعب باريس سان جيرمان رسميا إلى المحكمة الجنائية لمتابعته بتهمة الاغتصاب، التي تعود أحداثها إلى شهر فبراير 2023 عندما اتهمته شابة فرنسية تبلغ من العمر 24 سنة بالاعتداء الجنسي عليها. مدعية أنه أرسل لها سيارة خاصة لتقلها إلى بيته، وهناك حاول إرغامها على علاقة جنسية دون رضاها، مما جعلها تلوذ بالفرار وتبعث برسالة استغاثة رقمية إلى صديقتها التي جاءت على وجه السرعة لنجدتها. ثم قامت لاحقا بتقديم شكاية للشرطة حول ما تعرضت إليه من محاولة اغتصاب.
وهي التهمة التي ظل النجم حكيمي ينفيها باستمرار، معتبرا أن الأمر لا يعدو أن يكون مؤامرة خسيسة ومحاولة ابتزاز دنيئة ومكشوفة، إذ سبق له التصريح حول قضية الاغتصاب المفتعلة بأنه “عندما تحقق النجاح، تصبح فريسة سهلة للبعض، هناك من حاول ابتزازي، وقد تعاملنا مع الأمر بالقانون” كما لم يفت محاميته أن وصفت طلبات النيابة العامة بغير المفهومة وغير المنطقية، مشيرة إلى أن الخبرات النفسية تكشف تناقضات صارخة في رواية الشابة المشتكية. ورغم ما عرفه الملف من تطورات، وفي انتظار أن يقرر قاضي التحقيق لاحقا ما إذا كان سيقبل طلب الإحالة للمحاكمة أم لا، ظل ناديه الفرنسي وأصدقاؤه وفي مقدمتهم النجم “كيليان مبابي” متمسكين بدعمه وثقتهم في العدالة، التي ستعمل لا محالة على إنصافه.
وليس وحده نادي باريس سان جيرمان من هب لدعم نجمه المغربي حكيمي في هذه المحنة، إذ فضلا عن انتفاضة الجماهير المغربية عبر منصات التواصل الاجتماعي، منددة بهذا التصرف الأرعن في حق لا عب عرف بدماثة أخلاقه وسلوكه الحسن، سارع نشطاء فرنسيون في خطوة تضامنية معه إلى إطلاق حملة رقمية كبرى تحت عنوان “جميعا متحدون من أجل أشرف حكيمي” تهدف إلى التصدي لما وصفوه محاولة ممنهجة لتشويه سمعته، معتبرين أن مبادرتهم جاءت كرد فعل تلقائي على ما يتعرض إليه من حملة إعلامية وقضائية مشبوهة التوقيت، تستهدف النيل من صورته، خصوصا في ظل تألقه المتواصل واتساع حظوظه في الفوز بالكرة الذهبية وغيرها من الجوائز الكروية العالمية. كما لم يفت النشطاء الموقعين على العريضة الإلكترونية الإعراب عن رفضهم القاطع لمثل هذا “الاستهداف المجاني” في حق نجم رياضي يمثل قدوة للشباب العربي المهاجر في أوروبا، واستغرابهم من تزامن فتح ملف قضائي في وجهه، مما يعد أمرا غير بريء، وأن هناك من يسعى إلى محاولة تدمير مستقبله الواعد…
ففي هذا السياق، دخل نادي المحامين بالمغرب على الخط معربا عن “قلقه البالغ” حيال ما وصفه ب”انتهاكات جسيمة للحقوق الإجرائية المكفولة ضمن شروط المحاكمة العادلة”. حيث أكد في بيانه الصادر يوم السبت 2 غشت 2025 أن المسطرة القضائية المعتمدة جرت في ظل “ضغط إعلامي شديد” مما ساهم في إبعادها بشكل خطير على الضمانات المنصوص عليها في المادة السادسة من الفقرة الأولى من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، والمادة التمهيدية من قانون المسطرة الجنائية الفرنسي، لاسيما على مستوى مقتضيات السرعة والموضوعية وافتراض البراءة.
إضافة إلى أن التحقيق انطلق بناء على تصريح شفهي فقط، في غياب أي شكاية رسمية أو شهادة طبية أو إرادة فورية للتعاون من طرف المشتكية، وهو ما يثير تساؤلات حول صرامة التحليل القضائي المعتمد، وما إلى ذلك من التعليلات الواضحة والموضوعية…
إن حكيمي أبى من أبى وكره من كره سيظل نجما كرويا دائم التألق ولن يفلح المغرضون في إطفائه، كما لن تستطيع الأصوات القذرة إزعاجه أو تثبيط عزيمته، وسيواصل إصراره على شق طريق النجاح بخطى واثقة وثابتة، لأنه يؤمن أشد الإيمان ببراءته من هكذا تهم رخيصة وبالمثل الفرنسي القائل “القافلة تسير والكلاب تنبح”. ولا أدل على ذلك أكثر من الكم الهائل من رسائل التضامن الواردة عليه من نجوم الفن والرياضة وغيرهم، التي ما فتئ يتلقاها على حساباته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي…