على خلفية الحرائق المستمرة هذا الصيف بمناطق مغربية، خاصة في شمال البلاد وفي الواحات، نادى نشطاء البيئة بإطلاق “حملة تشجير وطنية” واسعة لاستدراك الضرر.
وترى الفعاليات البيئية ذاتها أن أثر كل شجرة مغروسة “كبير” على المدى البعيد في سياق يشهد فيه الغطاء الغابوي المغربي تحديات مناخية وأخرى بشرية متزايدة.
أيوب كرير، رئيس جمعية أوكسجين للبيئة والصحة، شدد على أن إطلاق حملة للتشجير مطلبٌ من المطالب الملحة في الوقت الحالي، نظرًا للتحديات الكبيرة التي تواجه النطاق الغابوي في المغرب، الذي لم يعد كما كان في الماضي بسبب التغيرات البيئية والتدخلات البشرية.
وقال كرير في تصريح لهسبريس: “يتم تدمير آلاف الهكتارات من الغابات سنويًا، سواء عبر القطع العشوائي للأشجار أو الحرائق. ورغم المجهودات، خاصة عبر طائرات كنادير، لإخماد الحرائق، لكنها تبقى غير كافية لمواجهة حجم الكوارث الغابوية، مما يستدعي توسيع استخدام التقنيات الحديثة في هذا المجال”.
وأضاف: “كما أن المنظومة الغابوية بحاجة إلى تدخل جماعي يشمل الجماعات المحلية والهيئات المعنية، ويجب إعادة تدبير القطاع من قبل الوزارة المكلفة بالبيئة لضمان تنظيم أفضل وحماية فعالة للغابات”.
وزاد: “من الضروري إعادة النظر في حملات التشجير، بحيث تصبح متواصلة ومنتظمة مثل التجارب الناجحة في الصين والهند، ويفضل أن تكون أسبوعية، مع التركيز على تجديد مساحات واسعة من الغطاء الغابوي لضمان استدامة الموارد الطبيعية”.
من جهته، طالب رشيد فسيح، رئيس جمعية “بييزاج لحماية البيئة” بأكادير مختص في الشأن البيئي، بإطلاق حملات تشجير واسعة بالمغرب حفاظا على النسيج الغابوي المتضرر.
وصرح فسيح لهسبريس بأن تغير المناخ والحرائق يشكلان تهديدا مباشرا للغطاء الغابوي في المغرب، ما يستدعي تحركا عاجلا للحفاظ على هذه الموارد الحيوية.
وقال إن “التراجع في مساحة الغطاء الغابوي بالمغرب لا يعود فقط إلى العوامل الطبيعية، بل أيضا إلى التمدد العمراني والبناء، والجفاف، وتغير المناخ، ما يضاعف الضغط على الغابات ويزيد الحاجة إلى استراتيجيات حماية فعّالة”، مناديا بترسيخ ثقافة غرس الأشجار مقابل اقتلاعها لأهداف البناء.
وزاد: “هناك التزامات دولية على المغرب في هذا المجال؛ إذ يجب أن تأخذ حملات التشجير في الحسبان حماية الكائنات الحية كافة، وليس الإنسان فقط، لضمان استدامة النظام البيئي”.
كما دعم فسيح الحملات التشجيرية، خاصة في المناطق الحضرية والمحيط الحضري، مع تأكيده أن الغابات المحترقة يمكن أن تعود إلى الحياة مع الوقت إذا تمت متابعة التدخلات البيئية بشكل علمي ومنهجي.