أكد الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أن الكيان الإسرائيلي يجسد مشروع استيطاني إحلالي يستهدف إزالة الفلسطينيين من أرضهم.
وقال البرغوثي في مقابلة مع قناة "الجزيرة": "المسألة واضحة؛ هذا الكيان الذي يُسمى إسرائيل يجسد مشروع استعمار استيطاني إحلالي ليس فقط استعمارًا استيطانيًا بمعنى قدوم اليهود إلى فلسطين وإنشائهم لكيان يُسمى إسرائيل، بل هو أيضًا إحلالي، بمعنى أنهم يريدون إزالة الوجود الفلسطيني الأصلي من هذه الأرض".
وأضاف: "في مرحلة من المراحل، وتحت توازنات قوى لم تكن بالكامل لصالحهم، أوهموا الناس بأنهم مستعدون لمناقشة إمكانية حل وسط يتيح للفلسطينيين نوعًا من الحكم الذاتي، ولكن تحت السيطرة الإسرائيلية".
وتابع: "أما الآن، فقد ألغوا حتى هذا الادعاء، وليس لديهم أي رغبة أو حاجة لخداع أحد بإمكانية الحل الوسط لقد أعلنوا بشكل واضح أنهم يسعون إلى تنفيذ مشروع استعماري إحلالي، وهدفهم ليس فقط الاستيلاء على الأرض، بل تهويدها وطرد الشعب الفلسطيني منها".
وأوضح: "غزة تتعرض الآن لمجزرة وحشية وحرب تجويع ممنهجة يُقتل الناس بالقصف، ويُقتلون بالتجويع، ويُقتلون بالحرمان من الدواء، وبانتشار الأمراض كما أن الضفة الغربية تعاني حالة من التجويع والانهيار الاقتصادي المقصود، وهو جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى دفع الناس لترك وطنهم".
وأوضح: "ما يجري في المسجد الأقصى يُجسد أمرين أولًا، أن عملية الضم والتهويد لا تخشى ردود الفعل العربية والإسلامية، حيث يتم اقتحام المسجد الأقصى بوقاحة، وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، وأداء صلوات تلمودية فيه، بل ويُعلنون صراحة نيتهم بناء هيكل فوق أرضه".
وواصل: "ثانيًا، لم يكتفوا بتمزيق الاتفاقيات مع السلطة الفلسطينية، بل مزقوا أيضًا اتفاقية وادي عربة مع الأردن، من خلال إلغاء الدور الأردني في الإشراف على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس".
وذكر: "التحدي اليوم لا يواجه الفلسطينيين فقط، بل يواجه كل العرب والمسلمين نحن كشعب فلسطيني نواجه هذا التحدي منذ أكثر من مئة عام، ونناضل يوميًا من أجل البقاء في وطننا كل ما يقوم به نتنياهو والتيار الفاشي المحيط به لن يجبرنا على ترك وطننا".
واختتم: "لكن السؤال الأهم ماذا ستفعل الأمة العربية والإسلامية؟ هل سيتركون الفلسطينيين وحدهم في هذه المعركة التي تمس جوهر الدين الإسلامي وتمس أيضًا المسيحية؟ هل ستقتصر ردود الفعل على البيانات التي لا تعني شيئًا لإسرائيل؟ أم سنسمع عن خطوات فعلية مثل إلغاء اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، أو قطع العلاقات وطرد السفراء وفرض عقوبات؟ هل ستطالب الدول العربية والعالم بفرض عقوبات فورية على من مزقوا القوانين الإنسانية وانتهكوا الشرائع السماوية واعتدوا على كل ما هو إنساني؟".