تلقّت أهداف الحياد الكربوني العالمية صدمة جديدة من مصرف شهير، أعلن انسحابه من تحالف المصارف من أجل الحياد الكربوني (NZBA) الذي يستهدف خفض الانبعاثات تحقيقًا لأهداف المناخ بحلول عام 2050.
وبذلك، يلحق مصرف باركليز البريطاني بركب نظرائه العالميين، مثل "إتش إس بي سي" و"جيه بي مورغان" و"سيتي غروب" و"بنك أوف أميركا" و"مورغان ستانلي" و"غولدمان ساكس"، وآخرين.
ويستهدف التحالف الذي انطلق في أبريل/نيسان من عام 2021، مساعدة المصارف في قيادة جهود مكافحة تغير المناخ وتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، عبر إطلاق العنان للفرص المتاحة وإبراز التقدم المُحرَز في تطوير وتنفيذ إستراتيجيات الحياد الكربوني التي تستهدف تمويل تحول الطاقة.
وتطلب الذراع التمويلية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة من الأعضاء ضمان أن تؤدي أنشطة الإقراض والاستثمار وداخل أسواق رأس المال إلى تحقيق هدف الحياد الكربوني في 2050 أو قبل ذلك.
وقال المصرف في بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن الانسحاب جاء بعد دراسة متأنية، لأن انشقاق معظم المصارف العالمية عن التحالف يجعله غير مناسب لأداء الدور الذي تأسَّس من أجله.
تحالف المصارف من أجل الحياد الكربوني
يعكس قرار بنك باركليز من تحالف المصارف من أجل الحياد الكربوني حالة الانسحاب الجماعي لأبرز أسماء القطاع من المبادرة المناخية.
وكان أعضاء التحالف يشكلون أكثر من 40% من الأصول المصرفية العالمية، لكن عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السلطة في يناير/كانون الثاني (2025) غذّت المعنويات المناهضة لاستثمارات الطاقة المتجددة.
وكانت البداية مع انسحاب 6 مصارف أميركية ثم مؤسسات أخرى في كندا، وكان "إتش إس بي سي" أول مصرف بريطاني وأوروبي يلحق بركب المنسحبين العالميين، أعقبه انسحاب الأخير "باركليز" أمس الجمعة (الأول من أغسطس/آب 2025).

وفي بيانه، قال مصرف باركليز، إن الانسحاب من تحالف المصارف من أجل الحياد الكربوني جاء بعد إمعان النظر، مشيرًا إلى أن التحالف لم يعد يمتلك البنية الكافية من الأعضاء بما يدعم التحول المنشود بعد انسحاب معظم المصارف العالمية.
ورغم الانسحاب، أكد المصرف البريطاني التزامه بهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، كما أبقى على هدف حشد تريليون دولار من التمويلات المستدامة والمرتبطة بتحول الطاقة وذلك بحلول عام 2050.
ويرى المصرف أن تمويل أنشطة الاستدامة والتحول فرصة تجارية مهمة؛ إذ أسفرت عن تحقيق إيرادات بقيمة نصف مليار جنيه إسترليني (663 مليون دولار أميركيًا) خلال العام الماضي (2024)، كما أكد مواصلة العمل مع العملاء للمساعدة في إزالة الكربون، مع التركيز على ضمان أمن الطاقة.
(الجنيه الإسترليني = 1.3 دولارًا).
من جانبه، قال متحدث باسم التحالف، إن المجموعة التابعة للأمم المتحدة ستُواصل دعم أعضائها في قيادة الطريق المناخي عبر إزالة العقبات التي تحول دون توفير الاستثمار اللازم لتحقيق الحياد الكربوني.
كما وعد بأن يبقى التركيز منصبًّا على تحقيق الرؤية المستقبلية التي وافقت عليها بالإجماع المصارف الأعضاء قبل عدّة أشهر.
وبعد موافقة بقية الأعضاء، طرح التحالف إستراتيجية جديدة تركّز على تقديم المصارف للدعم المالي اللازم لتحوُّل الطاقة بدلًا من وضع الأهداف، كما أعفت الأعضاء من الالتزام بمواءمة حافظة أعمالهم مع هدف إبقاء درجة حرارة الأرض عند 1.5 مئوية.
ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز المعلومات عن اتفاق باريس للمناخ:
هدف الحياد الكربوني في قطاع المصارف
أثار قرار مصرف باركليز بالانسحاب من تحالف المصارف من أجل الحياد الكربوني غضب جماعات الدفاع عن البيئة ومسؤولين من داخل القطاع.
وكان رئيس مصرف "ستاندرد تشارترد" (Standard Chartered) بيل وينترز قد وجّه انتقادات لموجة الانسحابات العالمية، قائلًا، إنّ تخلّي تلك المصارف عن التزاماتها المناخية وسط تزايد الضغط السياسي مدعاة للعار.
كما قال، إن ثمة شركات لحقت بركب حماية المناخ عندما كان الهدف مواكبًا للعصر، إلّا أنها تراجعت أو التزمت الصمت فيما بعد، وفق تصريحاته التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
بدورها، قالت المديرة في منظمة "شير أكش" المناخية (ShareAction) جين مارتين، إن انسحاب باركليز مُحبط بشكل لا يُصدَّق، وخطوة في الاتجاه الخاطئ، إذ يأتي في وقت تتزايد فيه أخطار ظاهرة تغير المناخ.
وعلى غرار ما قاله "باركليز"، وعدت المصارف المنسحبة سابقًا بمساعدة عملائها في التحول من أجل التكيف مع اقتصاد المستقبل منخفض الانبعاثات.
وفي معرض تبريرها للخطوة، أكدت أن هدف الحياد الكربوني غير قابل للتحقيق إذا لم تكن البيئة الاقتصادية المحيطة مواتية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- بيان مصرف باركليز عن الانسحاب من تحالف المصارف من أجل الحياد الكربوني
- تصريحات ومعلومات إضافية من تقرير وكالة بلومبرغ