كشف تحقيق أجرته شبكة CNN أن الجيش الأمريكي استنفد جزءًا كبيرًا من مخزونه من صواريخ "ثاد"، حيث أُطلقت صواريخ اعتراضية بقيمة تزيد على 1.2 مليار دولار خلال 12 يومًا فقط من الحرب بين إسرائيل وإيران وأظهر التحقيق أن استهلاك هذه المنظومة الدفاعية يتم بوتيرة أسرع بكثير من معدل إنتاجها.
وذكر التقرير أن إسرائيل، تعرضت في حربها مع إيران، لأكبر هجوم متواصل بالصواريخ الباليستية في تاريخها وهذه الصواريخ، في حال لم يتم اعتراضها، يمكن أن تدمر مباني سكنية كاملة. وقد نجحت إسرائيل، بمساعدة الولايات المتحدة، في اعتراض معظم تلك الصواريخ.
وأضاف التقرير أنه مع بدء إيران في إطلاق صواريخها نحو إسرائيل، دخل نظام "ثاد"، إلى جانب نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "أرو-3" (AO3)، وصواريخ "SM-3" التابعة للبحرية الأمريكية، حيز التنفيذ وفي حين فشلت بعض الأنظمة الأخرى، نجح "ثاد" في اعتراض الصواريخ القادمة خارج الغلاف الجوي للأرض، بفضل الجنود الأمريكيين المتمركزين على الأرض.
وتُفيد المصادر وفقا للتقرير بأن أكثر من 100 صاروخ "ثاد" وربما يصل العدد إلى 150 تم استخدامه خلال الحرب، بينما لم تقم الحكومة الأمريكية إلا بطلب 11 صاروخًا من هذا النوع في العام الماضي، و12 فقط قيد الإنتاج خلال هذا العام ويتوقع أن يرتفع الإنتاج إلى 37 صاروخًا فقط في عام 2026، ما يعني أن إعادة ملء المخزون قد تستغرق سنوات، في حين أن ما تم استخدامه استُنفد خلال أقل من أسبوعين.
وأشار التقرير إلى أن المشكلة ليست فقط في صعوبة الاستبدال، بل تمتد إلى التكلفة الباهظة إذ يبلغ سعر إطلاق صاروخ "ثاد" الواحد نحو 12.7 مليون دولار ويصل طول الصاروخ إلى أكثر من 20 قدمًا، ووزنه إلى نحو 1500 رطل ويستلزم تشغيل هذا النظام المعقد أكثر من 95 متخصصًا من الجيش الأمريكي، ما يجعله من أكثر الأسلحة تطورًا وتعقيدًا في الترسانة الأمريكية.
ويحذر محللون وفقا للتقرير من أن استنزاف المخزون الأمريكي قد ينعكس سلبًا على قدرة الدفاع الجوي في مناطق حيوية أخرى، مثل منطقة آسيا والمحيط الهادئ. إذ تسعى الصين، من منظور عسكري بحت، إلى إنشاء ما يُعرف بـ “فقاعة منع الوصول"، والتي تهدف إلى إبقاء البحرية الأمريكية على مسافة آمنة، خصوصًا في حال نشوب صراع حول تايوان.