أخبار عاجلة
يحياوي يناقش أطروحة عن الهجرة -
ميسي مهدد بالإيقاف في الدورى الأمريكي.. تفاصيل -

كلاكيت ثالث مرة.. تفاصيل انسحاب واشنطن من اليونسكو

كلاكيت ثالث مرة.. تفاصيل انسحاب واشنطن من اليونسكو
كلاكيت ثالث مرة.. تفاصيل انسحاب واشنطن من اليونسكو

 

في خطوة أعادت التوتر إلى أروقة الدبلوماسية الثقافية، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 22 يوليو 2025، عزمها الانسحاب مجددًا من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في قرار يعكس تصاعد التوجهات الانعزالية داخل واشنطن، ويثير مخاوف من تراجع الحضور الأميركي في مؤسسات النظام الدولي متعدد الأطراف.

 


ما هي اليونسكو؟

تأسست منظمة اليونسكو عام 1945، ومقرها في باريس، وهي إحدى أقدم وكالات الأمم المتحدة، وتعمل على تعزيز السلم العالمي من خلال التعاون الدولي في مجالات التعليم، والثقافة، والعلوم، وحرية التعبير.

من بين أبرز مهامها:

قائمة التراث العالمي، التي تكرم وتحمي مواقع ذات قيمة إنسانية بارزة.

دعم التعليم الشامل والمساواة الجندرية.

حماية حرية الصحافة وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

تعزيز التعدد الثقافي والحوار بين الشعوب.


تضم المنظمة 194 دولة عضوًا، من بينها فلسطين التي انضمت عام 2011، ما أثار في حينه غضب الولايات المتحدة وإسرائيل.

 


العلاقات الأميركية – اليونسكو: تاريخ مضطرب

رغم أن الولايات المتحدة كانت من الأعضاء المؤسسين لليونسكو، فإن علاقاتها بالمنظمة لطالما اتسمت بالتقلبات.

1984: انسحبت إدارة الرئيس رونالد ريغان، متهمة المنظمة بـ "التحيّز الإيديولوجي ضد الغرب" و"البيروقراطية الزائدة".

2003: عادت واشنطن في عهد جورج بوش الابن، ضمن مساعٍ لإعادة بناء صورتها العالمية بعد غزو العراق.

2011: علّقت إدارة أوباما تمويلها (22% من ميزانية المنظمة) إثر قبول عضوية فلسطين.

2017: انسحبت إدارة ترامب، متذرعة بـ "التحيّز المستمر ضد إسرائيل" و"المتأخرات المالية".

2023: عادت واشنطن إلى المنظمة خلال ولاية جو بايدن، ودفعت أكثر من 600 مليون دولار من المتأخرات، في محاولة لاحتواء النفوذ الصيني المتزايد داخل المنظمة.

 

 

الأزمة الراهنة: لماذا تهدد واشنطن بالانسحاب مجددًا؟

أعادت إدارة ترامب في يوليو 2025 إصدار قرار بالانسحاب من اليونسكو، على أن يصبح نافذًا في نهاية 2026. وفي بيان رسمي، وصفت وزارة الخارجية الأميركية المنظمة بأنها: "تروج لأجندات اجتماعية وثقافية مثيرة للانقسام، وتنخرط في ممارسات معادية لإسرائيل، ولا تعكس القيم والمصالح الأميركية."

 

ويُدرج هذا الموقف ضمن إطار أوسع من السياسة الخارجية الترامبية، التي تقوم على أولوية السيادة الأميركية وتقليص الانخراط في الهيئات الدولية، خصوصًا تلك التي يُنظر إليها على أنها تخالف "القيم المحافظة" أو تعارض السياسات الإسرائيلية.

 


الأبعاد والتداعيات المحتملة

المجال التأثير المحتمل

التمويل:خسارة مساهمة مالية أميركية تُمثّل نحو 8% من الميزانية العامة، رغم تنوّع مصادر التمويل الأخرى.
النفوذ الدولي: تقليص تأثير واشنطن في ملفات ثقافية وتقنية حساسة مثل أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والتعليم الرقمي.
الفراغ الاستراتيجي: يفسح المجال أمام دول كالصين وروسيا والبرازيل لتعزيز حضورها داخل المنظمة ومبادراتها العالمية.
رمزية الانسحاب:يُقرأ كرسالة سلبية تجاه التعددية، ويثير استياء حلفاء رئيسيين مثل فرنسا وكندا واليابان.


رغم الانسحاب، فإن المواقع الأميركية المدرجة على قائمة التراث العالمي لن تُزال، لكنها قد لا تتلقى الدعم الفني أو الترويج الدولي المعهود.

 


اليونسكو ترد بحذر

في أول رد فعل، عبّرت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، عن "أسفها" للقرار الأميركي، مشددة على أن المنظمة ستواصل عملها بالتعاون مع بقية الأعضاء لتعزيز الحوار الثقافي والتكنولوجي، و"الحفاظ على استقلاليتها عن النزاعات السياسية الضيقة".

فرنسا، بصفتها الدولة المضيفة لمقر اليونسكو، وصفت القرار بأنه "انتكاسة للتعددية الثقافية"، بينما دعت دول أوروبية أخرى واشنطن لإعادة النظر في موقفها.


في النهاية تُظهر الأزمة الراهنة بين واشنطن واليونسكو طبيعة التعارض المتزايد بين النظام الدولي المتعدد الأطراف، وبين المدرسة القومية الشعبوية التي تتبناها إدارة ترامب. في لحظة عالمية تشهد تصاعد التوترات الجيوسياسية والسباق التكنولوجي، فإن انسحاب الولايات المتحدة من منصة رئيسية كاليونسكو قد يُضعف قدرتها على صياغة المعايير الدولية، لا سيما في ملفات المستقبل.

لكنها في المقابل، تُمثّل رسالة داخلية موجهة إلى قاعدة سياسية محافظة ترى في منظمات الأمم المتحدة أدوات لـ "العولمة الليبرالية" لا تخدم المصالح الأميركية المباشرة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق قتيلان في تجدد غارات الاحتلال الإسرائيلي على جنوب لبنان
التالى تراجع جديد في الذهب والنفط.. شركة كندية تكتشف ...