يسابق قطاع النفط والغاز في أوروغواي الزمن من أجل وضع البلاد على خريطة الهيدروكربونات الإقليمية والعالمية، عبر تسريع إجراءات التنقيب عن الوقودين الإستراتيجيين قبالة السواحل، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي مقدمة مشروعات النفط والغاز التي تحظى باهتمام الحكومة مشروعا "إريا أوف -1" (AREA OFF-1) و"إريا أوف -3" (AREA OFF-3)؛ إذ تظهَر مؤشرات واعدة على وجود موارد هيدروكربونية في المربع الأول، بينما ما تزال أعمال المسح الزلزالي جارية في المربع الثاني.
ولعقود من الزمن تخطط أوروغواي لاكتشاف موارد نفط وغاز، واستحوذت مزاداتها السابقة على اهتمام شركات طاقة كبرى أمثال "بي بي" النفطية البريطانية وتوتال إنرجي الفرنسية.
لكن طيلة تاريخها لم تحفر أوروغواي سوى 3 آبار استكشافية فقط، 2 منهما في عام 1967، والثالثة حُفِرت في عام 2027، لكن الآبار الثلاث كانت كلّها جافة.
وخلال القرن الحالي، أنجزت الشركات اختبارات مسح زلزالية ثنائية الأبعاد في 13 ألف كيلومتر مربع إلى جانب اختبارات مسح زلزالية ثلاثية الأبعاد في 41 ألف كيلومتر مربع
وحتى الآن تستورد الدولة الواقعة في أميركا اللاتينية جميع احتياجاتها من النفط والغاز بالشراء الفوري في السوق، ولا تملك احتياطيات هيدروكربونية مؤكدة.
التجهيز للحفر
بينما تتواصل مساعي استكشافات النفط والغاز في أوروغواي، تمضي شركة تشالينجر إنرجي غروب (Challenger Energy Group) -واختصارها "سي إي جي" (CEG)- قدمًا نحو تنفيذ خطط تستهدف تجهيز أصولها للحفر في البلاد.
وأكدت الشركة -الواقع مقرّها في جزيرة مان، جزيرة في البحر الإيرلندي بين بريطانيا و إيرلندا- وجود إمكانات نفطية في المربع "إريا أوف -1"، مضيفةً أن هناك استعدادات جارية لإطلاق حملة الاستحواذ الزلزالي ثلاثي الأبعاد في المربع "إريا أوف -3" قبل قرار الحفر.
ويشير مصطلح الاستحواذ الزلزالي ثلاثي الأبعاد (3D seismic acquisition) إلى أسلوب جيوفيزيائي يُستعمَل لإنشاء صورة مفصلة لطبقات الأرض تحت السطحية بوساطة موجات زلزالية.
ونظرًا إلى الاهتمام الذي تحظى به أوروغواي، يتطلع العديد من المشغّلين الذين يمتلكون تراخيص استكشاف في البلاد إلى تنفيذ حملات الاستحواذ الزلزالي خلال الموسم المقبل في أواخر عام 2025 وأوائل عام 2026.
وتشتمل الحملات المذكورة على حملة مخطط لها في المربع "إريا أوف -1" المشغّل بوساطة شركتي شيفرون الأميركية بنسبة 60%، وتشالينجر إنرجي غروب بنسبة 40%، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ونتيجة الاهتمام بالتنقيب عن المواد الهيدروكربونية البحرية، تعقد وزارة البيئة في أوروغواي مشاورات مكثفة قبيل إصدار التراخيص البيئية، إلى جانب مشاورات منفصلة مع شركات تنفيذ أعمال المسح الزلزالي الراغبة في الحصول على تراخيص.
استصدار التراخيص
وفق شركة تشالينجر إنرجي غروب، أُجريت مشاورات مع شركة تي جي إس (TGS) في شهر فبراير/شباط (2025)، وشركة فيريديان (Viridian) في مايو/أيار الماضي، ومن المقرر إجراء مشاورات إضافية نهائية حاليًا لكلّ المتقدمين المتبقين للحصول على تراخيص، في أواخر شهر يوليو/تموز الجاري.
ومن المتوقع إصدار التراخيص في شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول؛ ما سيمكّن من إطلاق حملة الاستحواذ الزلزالي الخاصة بمربع "إريا أوف-1" خلال الربع الرابع من العام الجاري.
وتزعم تشالينجر إنرجي غروب أن الأعمال التحضرية لبدء الحملة في هذا الإطار الزمني جارية على قدم وساق، كما أنها تحرز تقدمًا ملحوظًا، مشيرةً في الوقت ذاته إلى التقدم الذي تحرزه عملية استصدار التراخيص البيئية في أوروغواي.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة تشالنجر إنرجي إيتان أوليل: "نحقق تقدمًا كبيرًا في أوروغواي، وبالنسبة لمشروع (إريا أوف -1)، فإننا نواصل العمل على بدء المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد في الربع الرابع، وهو عنصر ذو قيمة مضافة كبيرة للأعمال الجيوتقنية، ولا غنى عنه كذلك لدعم أيّ قرار مستقبلي بشأن حفر البئر".
مشروع "إريا أوف -3"
إلى جانب مشروع "إريا أوف -1"، كشفت "تشالينجر إنرجي غروب" تفاصيل محدَّثة بشأن مشروع "إريا أوف -3"، التي تُعدّ فيه المشغّل الأوحد بحصّة نسبتها 100%، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وشهد المشروع مؤخرًا عملية إعادة معالجة لبيانات مسح زلزالي ثلاثية الأبعاد شملت 1250 كيلومترًا، إلى جانب دراسات جيوتقنية مختلفة، ودراسة التسربات الدقيقة لقاع البحر، ومسح قاع البحر باستعمال جهاز صدى الصوت متعدد الحِزم.
وتنخرط الشركة حاليًا في تنفيذ المرحلة التالية من التقييم، بما في ذلك رسم الخرائط وتفسير البيانات، لبناء محفظة من العملاء المحتملين قبل تنفيذ عملية التحليل الحجمي، التي تمثّل عملية تقنية مماثلة سبق أن نُفِّذت على مشروع "إريا أوف-1".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.تحضيرات استكشافات النفط والغاز في أوروغواي، من أوفشور إنرجي
2.تاريخ النفط والغاز في أوروغواي، من أرغوس ميديا
