تعتزم شركة ستيلانتس التخلي عن برنامج تطوير تقنية خلايا الوقود الهيدروجينية في أوروبا، متوقعة عدم البدء في اعتماد المركبات التجارية الخفيفة العاملة بالهيدروجين قبل نهاية العقد الجاري.
وأعلنت الشركة أنها لن تمضي قدمًا في خطط إنتاج شاحنات برو وان (Pro One) العاملة بالهيدروجين، التي كان من المقرر بناؤها في مصنعها الواقع في مدينتي هوردين الفرنسية وغليفيس البولندية هذا الصيف، وفق بيان رسمي حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على نسخةٍ منه.
ويأتي قرار ستيلانتس بشأن برنامج تطوير تقنية خلايا الوقود الهيدروجينية في أعقاب مراجعة استراتيجيتها للآفاق على المدى المتوسط لاعتماد الهيدروجين بقطاع المركبات التجارية الخفيفة في أوروبا.
وعزت الشركة القرار المذكور إلى 3 عوامل رئيسة، هي: التوافر المحدود للبنية التحتية للتزويد بوقود الهيدروجين، ومتطلبات الإنفاق الرأسمالي المرتفعة لتوسيع نطاق الإنتاج، وغياب الحوافز الشرائية القوية للمستهلكين لدفع الطلب قبل نهاية العقد الحالي.
وقبل أقل من أسبوع، أعلنت ستيلانتس تعليق برنامجها للسيارات الكهربائية العاملة بخلايا الوقود (FCEV) في المملكة المتحدة، كما صُنعت إصدارات السيارات ذات القيادة اليمنى المخصصة للسوق البريطانية في فرنسا وبولندا.
وتمثّل سياسة المجموعة الحالية انحرافًا واضحًا عن إستراتيجيتها السابقة؛ ففي أبريل/نيسان (2024)، توقَّع رئيس برنامج الهيدروجين في الشركة جان ميشيل بيليغ أن تلامس حصة سوق شاحنات الهيدروجين 40%.
مستقبل سمبيو مثار شك
يثير قرار شركة ستيلانتس وقف برنامج تقنية خلايا الوقود الهيدروجينية وإرجاء إطلاق المركبات الهيدروجينية هذا العام، تساؤلات بشأن مستقبل شركة سمبيو (Symbio) لإنتاج الهيدروجين التابعة لها.
وتصنع ستيلانتس المركبات التجارية تحت العلامات التجارية سيتروين وفيات بروفيشنال وأوبل وبيجو ورام وفوكسهول.
وعزت الشركة القرار إلى محدودية توافر البنية التحتية لإعادة التزود بوقود الهيدروجين، والمتطلبات الرأسمالية، مع الحاجة إلى تقديم تحفيزات شرائية سخية للعملاء.
وأوضح مدير تشغيل العمليات في أوروبا الموسعة لدى ستيلانتس جين فيليب إمباراتو بقوله: "سوق الهيدروجين ما تزال قطاعًا متخصصًا، ولا توجد آفاق للاستدامة الاقتصادية على المدى المتوسط"، في بيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال مورّدو قطع غيار السيارات، إن قرار الشركة يُعد مفاجأة، وسيكون له تداعيات "تشغيلية ومالية خطيرة" بالنسبة لشركة سمبيو، وهي مشروع مشرته استحوذت فيه ستيلانتس على حصة من الأسهم في عام 2023.
وتُعدّ ستيلانتس العميل الرئيس لشركة سمبيو، وتمثّل قرابة 80% من حجم أعمالها، وفق ما قالته شركة فورفيا (Forvia) المتخصصة في توريد قطع غيار السيارات ببيان.
وقالت شركة ميشلان (Michelin) الفرنسية متعددة الجنسيات التي تنشط في مجال تصنيع إطارات السيارات: "يكمن القلق الرئيس لدينا في التأثير الذي سيخلّفه قرار ستيلانتس بالموظفين في سمبيو، سواءً في فرنسا أو بالخارج".
وتُوظف سمبيو ما يزيد على 650 شخصًا، وفق أرقام منشورة في موقعها الإلكتروني.
وعام 2023، افتتحت الشركة مصنعًا كبيرًا في شرق فرنسا، إضافةً إلى مصنعٍ جديد في ولاية كاليفورنيا الأميركية.
وقالت ستيلانتس، إنها شرعت في إجراء مناقشات مع المساهمين في سمبيو بهدف تقييم التداعيات الحالية على السوق والمحافظة على أفضل المصالح للمشروع المشترك، بما يتوافق مع التزامات الأطراف المعنية.
خيارات مسؤولة
قال مدير تشغيل العمليات في أوروبا الموسعة لدى ستيلانتس جين فيليب إمباراتو، إن شركة ستيلانتس يتعين عليها أن "تستقر على خياراتٍ مسؤولة وواضحة كي تضمن أن تنافسيتنا تلبي توقعات عملائنا".
وكان من المقرر أن يبدأ الإنتاج التسلسلي لمجموعة شاحنات برو وان (Pro One) الجديدة من ستيلانتس صيفًا في هورداين بفرنسا وغليفيس في بولندا.
وأكدت الشركة أن القرار لن يؤثّر مطلقًا بالقوى العاملة في مواقع الإنتاج التابعة لها، مضيفةً أن كل أنشطة الأبحاث والتطوير التي تركّز على على تقنية الهيدروجين سُيعاد توجيهها إلى مشروعات أخرى.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.برنامج ستيلانتس لتطوير تقنية خلايا الوقود الهيدروجينية في أوروبا، من موقع الشركة
2. برنامج ستيلانتس للسيارات الكهربائية العاملة بخلايا الوقود في بريطانيا، من موقع "إلكترايف"
