نظّمت مكتبة الإسكندرية، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان "الرواية التاريخية"، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، بمشاركة الكاتبة شيماء أحمد غنيم، والكاتبة والإعلامية هبة حسب، والروائية غادة العبسي، وأدار اللقاء الكاتب محمد العبادي.
وجّه العبادي الشكر لمكتبة الإسكندرية على دعمها المتواصل للثقافة وصناعة الوعي، مشيدًا بالبرنامج الثقافي لمعرض الكتاب الدولي هذا العام.
وأكد أن الرواية التاريخية تطورت مع تطور التفكير العلمي حتى أصبحت واحدة من أبرز أنماط الكتابة الأدبية.
من جانبها، استعرضت الكاتبة شيماء غنيم أبرز أعمالها، ومنها رواية "ربع الرز" و"مشربية زهزهان"، مؤكدة أن كتابة الرواية التاريخية بالنسبة لها ليست مجرد هروب من الواقع، بل وسيلة لفهم مشاعر الناس وتوثيق أصواتهم التي لم تحظَ بالاهتمام، بعيدًا عن الاحتفاء الرسمي بالتاريخ.
وقالت:"أشعر أن الرواية التاريخية كائن حي ينبض بالحكايات الشعبية، ويضيء زوايا مظلمة من الذاكرة الجمعية، بعيدًا عن سلطة الرواية الرسمية".
وأضافت أن مشروعها الإبداعي يهدف إلى استعادة حكايات الناس البسطاء، الذين لم يكن لهم صوت في كتب التاريخ التقليدية.
عن رحلتها الأدبية، قالت إنها كانت رحلة صعبة ومشوقة، مؤكدة: "أنا لا ألتزم بالكتب فقط في التحضير لرواياتها، بل أنزل إلى الشارع والحواري، حيث يتحدث الناس عن الزمن، وأستلهم منهم أفكاري".
فيما استعرضت الروائية غادة العبسي مسيرتها الأكاديمية والإبداعية، وأبرز أعمالها رواية "ليلة يلدا"، "الإسكافي الأخضر"، "الفيشاوي"، "سِدرة"، بالإضافة إلى مجموعات قصصية مثل "بيت اللوز" و"حشيشة الملاك"، ورواية "كوتسيكا" التي صدرت عن مركز المحروسة للنشر.
قالت العبسي إن الرواية عمل إبداعي حر لا يخضع للتصنيف الجامد، واستخدام مصطلح "الرواية التاريخية" قد يسيء إلى جوهر هذا الفن.
وأضافت: فالأدب الجيد هو ما يثير فضول القارئ ويدفعه إلى البحث والتدقيق، لا أن يقدّم له الحقيقة جاهزة، مشيرة أنه التاريخ ليس سياسي فقط بل هناك تاريخ اجتماعي واقتصادي وغيرها.
ردا على سؤال طريقة التحضير لكتابة الرواية، أجابت إن الكتابة تتكوّن من شقين: أحدهما واعٍ يتمثل في استدعاء الشخصيات والمكان الجغرافي والعناصر الأساسية الأخرى، والآخر لا واعٍ، يتمثل في اندماج الكاتب الكامل في عالم روايته وتفاعله الوجداني معها.
أما الكاتبة والإعلامية هبة حسب، فأوضحت أنها تميل إلى كتابة الرواية الاجتماعية التي تدور في أزمنة سابقة، مؤكدة أن التاريخ الاجتماعي هو محور اهتمامها، وليس السياسي.
وقالت:"أهتم برصد الطقوس والعادات والتقاليد الشعبية في زمن قديم، دون الانخراط المباشر في السرد السياسي".
واستعرضت أعمالها الأدبية، ومن بينها مجموعة "جامع البنات"، وروايتي "المجموعة أ" و"فريدة وسيدي المظلوم" الصادرتين عن مركز المحروسة.
ردًا على سؤال حول وقوع الأديب في فخ الأسلوب الصحفي التقريري، أوضحت أن العديد من الأدباء احترفوا العمل الصحفي، مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس، دون أن يؤثر ذلك على لغتهم الأدبية أو يضعف من طابعهم الإبداعي في الكتابة الروائية.
وعن البحث والتدقيق في رواياتها، قالت إن فكرة الرواية هي التي تُوجّه الأديب نحو المكان الذي يخدم هذه الفكرة ويعززها.
يُذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يُقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين والعرب، بمشاركة 79 دار نشر مصرية وعربية تقدم أحدث إصداراتها بخصومات مميزة.
وتتضمن فعاليات المعرض أكثر من 215 فعالية ثقافية بمشاركة نحو 800 من المفكرين والمثقفين، إلى جانب أنشطة ثقافية موازية في كل من "بيت السناري" بالسيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.