أفادت توقعات محيّنة صادرة عن مصالح المديرية العامة للأرصاد الجوية بأن يستمر الطقس الحار إلى حار نسبيا خلال الأيام التي تَلي بعد غد الجمعة، مؤكدة في السياق أن حصيلة أمس الثلاثاء أسفرت عن تصدّر مناطق في جهة سوس لدرجات حرارة فاقت المعدلات.
ومنذ أمس الثلاثاء، تعيش المملكة موجة حر جديدة “بفعل امتداد المنخفض الحراري الصحراوي نحو المناطق الداخلية والوسطى”؛ فيما “يُرتقب استمرار هذه الموجة الحارة إلى غاية الجمعة، مع درجات حرارة مرتفعة بالسهول الداخلية الشمالية والوسطى وهضاب الفوسفاط وأولماس والجنوب الشرقي وداخل الأقاليم الجنوبية”.
“الحرارة القصوى” ستتراوح، وفق معطيات رسمية توفرت لهسبريس، ما بين 42 و47 درجة في بعض المناطق، و39 إلى 43 درجة في أخرى، “أعلى من معدلاتها المعتادة بـ5 إلى 10 درجات”.
تمدد جغرافي واسع
بالنسبة للتوزيع الجغرافي، أكد الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية المغربية، أن “هذه الموجة الحرارية تبيّن توزيعا واسعا يشمل مناطق متنوعة من الجنوب الشرقي وداخل الأقاليم الجنوبية وسوس إلى السهول الداخلية والوسطى، مرورا بمناطق الأطلس، وصولا إلى داخل الغرب والشاوية”.
هذا “التمدد الجغرافي الواسع يعكس امتدادا لهذه الموجة، خاصة أن درجات الحرارة المتوقعة (40 إلى 47 درجة مئوية) تتجاوز المعدلات الموسمية المعتادة لهذه الفترة بنحو 5 إلى 10 درجات مئوية”، تابع المتحدث لهسبريس شارحا.
وأضاف الحسين يوعابد: “رغم أن فترة منتصف يوليوز إلى منتصف غشت تُعد عادة من الفترات الأشد حرارة في الصيف بالمغرب، وهو ما يطلق عليها بفترة “السّْمايم” التي تبدأ عادة في 25 يوليوز من كل عام؛ فإن شدة هذه القِيم وانتشارها الجغرافي الكبير يؤكدان طابعا مبكرا لهذه الموجة”.
سوس ذروةُ الحرارة
حسب أحدث المعطيات المتوفرة لدى هسبريس من المديرية العامة للأرصاد الجوية، فقد “تميَّز يوم أمس الثلاثاء (15 يوليوز) ببداية موجة حر لافتة بالوسط والجنوب، حيث تجاوزت درجات الحرارة عتبة 40 درجة مئوية في تسع مدن مغربية على الأقل”.
وسُجلت الذروة في منطقة سوس بـ46 درجة مئوية في كل من تارودانت وأكادير المسيرة، متجاوزة معدلاتها المعتادة بفارق يتراوح بين 10 درجات و17 درجة.
وجاءت في المرتبة الثانية كل من مدينتيْ بني ملال والسمارة بـ44 درجة. كما سجلت ثلاث مدن 41 درجة (مراكش، فاس-سايس، سيدي سليمان)؛ بينما بلغت الحرارة 40 درجة بوجدة وسطات، بفارق يتراوح بين 7 و10 درجات فوق المعدل الطبيعي. وحسب المصدر الرسمي ذاته، فإن هذا “الامتداد الواسع للحرارة يعكس اتساع الموجة التي ميزت يوم أمس”.
توقعات محيَّنة
في نهاية هذا الأسبوع وبداية الأسبوع المقبل، ترتقب “الأرصاد” انخفاضا نسبيا في الحرارة وعودة المقاييس إلى “مستويات أقرب إلى المعدل الموسمي الاعتيادي”، قبل أن تعود إلى الارتفاع التدريجي الأسبوع المقبل. هذا مع “استمرار السحب المنخفضة والضباب قرب السواحل خاصة في الصباح والليل، وسحب ركامية بالأطلس بعد الزوال، ورياح أحيانا قوية بالسهول الوسطى والجنوب والجنوب الشرقي والمنطقة الشرقية”.
ودعت المصالح الجوية المختصة عموم المغاربة إلى “توخي الحذر، وتفادي التعرض لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، مع شرب الماء بانتظام، وحماية الفئات الهشة، فضلا عن متابعة النشرات الرسمية للبقاء على اطلاع بالتطورات”.
في سياق متصل، توصلت جريدة هسبريس بمعطيات من مسؤول التواصل بالمديرية التابعة لوزارة التجهيز والماء تفيد بأنه “ابتداء من يوم الجمعة (18 يوليوز الجاري) وإلى غاية الثلاثاء المقبل، يُرتقب استمرار الأجواء الحارة إلى حارة نسبيا”، خاصا بالذكر “يوم الجمعة في السهول الداخلية الوسطى ومناطق وادي ملوية والجنوب الشرقي وداخل الأقاليم الجنوبية، بينما من المنتظر أن يَليها انخفاض نسبي في درجات الحرارة نهاية الأسبوع قبل أن تعود تدريجيا إلى الارتفاع الأسبوع المقبل، مع استمرار ظاهرة تشكّل سحب ركامية بعد الزوال”.
وضمن نطاق مفعولٍ مستمر لموجة حرارة “شديدة” ابتدأت أمس الثلاثاء وتستمر إلى الجمعة، فإن “الطقس الحار يتواصل، اليوم الأربعاء، على السهول الداخلية الشمالية والوسطى وهضاب الفوسفاط وأولماس والجنوب الشرقي وداخل الأقاليم الجنوبية”، مشيرا إلى “إمكانية زخات رعدية مصحوبة بالبَرَد وهبات رياح محليا داخل الأقاليم الجنوبية، وسحب ركامية قد تعطي أمطارا متفرقة ورعدا على الأطلس الكبير والصغير وسفوحهِما الشرقية والسواحل الأطلسية الجنوبية، في حين يُتوقع تطاير للأتربة محليا بالجنوب والجنوب الشرقي وهبات رياح قوية أحيانا بالمناطق الوسطى وجنوب الأطلس”.
أما يوم غد الخميس، تفيد المعطيات ذاتها بأن “الطقس الحار يستمر عموما بهذه المناطق، مع احتمال أمطار وزخات رعدية معزولة على الأطلس الكبير والصغير وسفوحهِما الشرقية وربما شرق وجنوب الأقاليم الصحراوية، مع ظهور “ضباب” أو “رذاذ” صباحا وليلا قرب السواحل والشمال الشرقي، وهبات رياح محليا قوية بالمناطق الوسطى والجنوبية والجنوب الشرقي الأقصى، مع احتمال تطاير الأتربة.
