تراجعت أسعار النحاس في كل من بورصة لندن للمعادن وبورصة شنغهاي، خلال تداولات الأربعاء، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترامب عن فرض رسوم استيراد بنسبة 50% على واردات النحاس، في خطوة مفاجئة فاجأت الأسواق العالمية وأثارت قلق المستثمرين من تداعيات جديدة على حركة التجارة والمعادن الأساسية.
وساهم القرار في تقليص فرص التجار في تصدير كميات كبيرة من النحاس إلى السوق الأمريكية خلال الفترة الزمنية القصيرة المتبقية قبل بدء تنفيذ القرار، ما أدى إلى زيادة المعروض الفوري في الأسواق العالمية وتراجع الأسعار نتيجة ضعف الطلب المتوقع.
أداء السوق: هبوط في لندن وشنغهاي
انخفض سعر عقد النحاس لثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.57%، ليسجل 9,735 دولارًا للطن المتري، وذلك بحلول الساعة 01:09 صباحًا بتوقيت غرينتش.
كما تراجع العقد الأكثر تداولًا في بورصة شنغهاي للمعادن بنسبة 0.49%، ليصل إلى 79,090 يوانًا للطن.
ويأتي هذا التراجع في وقت تشهد فيه السوق المعدنية حالة من الترقب الحذر بسبب اضطرابات في سلاسل التوريد، وتباطؤ الطلب من الصين، وتقلّب السياسات التجارية الأمريكية.
رسالة سياسية واقتصادية مزدوجة من ترامب
يُنظر إلى قرار ترامب بفرض الرسوم المرتفعة كخطوة سياسية ذات طابع انتخابي، موجهة لدعم الصناعات التعدينية المحلية الأمريكية، وتقليص الاعتماد على الواردات الأجنبية، خصوصًا من الصين وأمريكا اللاتينية، وهي مناطق تُعد من كبار موردي النحاس عالميًا.
لكن هذا التوجه يعزز المخاوف من دخول الأسواق العالمية في موجة جديدة من السياسات الحمائية، لا سيما في ظل ارتباط النحاس بصناعات حيوية مثل الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية والبنية التحتية الرقمية.
تداعيات محتملة على الأسواق والمنتجين
من المتوقع أن يتأثر الطلب العالمي على النحاس خلال النصف الثاني من 2025، إذا ما بدأت الشركات الأمريكية تقليص طلبياتها أو البحث عن بدائل محلية مرتفعة التكلفة.
كما يُتوقع أن تتضرر الدول المصدّرة للنحاس مثل تشيلي وبيرو وزامبيا، التي تعتمد على السوق الأمريكية كمصدر رئيسي للإيرادات.
على الصعيد الآني، قد يؤدي الإعلان إلى زيادة المعروض العالمي مؤقتًا، ما قد يُضغط على الأسعار في الأسواق الفورية، قبل أن يعاد التوازن بناء على سياسات العرض البديلة.
تحليل: النحاس أمام معادلة جديدة بين التجارة والسياسة
يُشكل النحاس مؤشرًا حساسًا للصحة الاقتصادية العالمية، وأي اضطراب في تداوله يُعد انعكاسًا لتحولات عميقة في موازين السياسة الاقتصادية والتجارية. وقرار ترامب الأخير قد يُعيد تشكيل اتجاهات السوق، ويفرض على المنتجين والمشترين إعادة التفكير في استراتيجيات التسعير والإمداد، لا سيما إذا دخل القرار حيز التنفيذ في الأشهر المقبلة.
كما يفتح الباب أمام تصعيد محتمل من الشركاء التجاريين، مثل الاتحاد الأوروبي والصين، في حال اعتُبر القرار إخلالًا بمبدأ التجارة العادلة، مما يهدد بدوامة من الردود الانتقامية قد تشمل مواد خام وصناعات أخرى.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
