أخبار عاجلة

من أمريكا إلى إفريقيا .. تداعيات التغيّر المناخي تفاقم خطر الفيضانات المفاجئة

من أمريكا إلى إفريقيا .. تداعيات التغيّر المناخي تفاقم خطر الفيضانات المفاجئة
من أمريكا إلى إفريقيا .. تداعيات التغيّر المناخي تفاقم خطر الفيضانات المفاجئة

مع اشتداد ظواهر الطقس المتطرفة في مختلف أنحاء العالم، تبرز الفيضانات المفاجئة بوصفها أحد أخطر تداعيات تغيّر المناخ، لا سيما حين تتلاقى مع بنى تحتية هشّة أو غياب أنظمة الإنذار المبكر. ففي غضون أسابيع قليلة فقط شهدت مناطق متفرقة من العالم كوارث طبيعية خلّفت مئات القتلى والمفقودين، من تكساس إلى الهند، ومن جنوب إفريقيا إلى نيجيريا.

في ولاية تكساس الأمريكية لقي 32 شخصًا مصرعهم على الأقل، بينهم 14 طفلا، الجمعة بعد أمطار غزيرة فجّرت نهر غوادالوبي في غضون أقل من ساعة، متسببة في سيول عاتية اجتاحت المنازل والمخيمات الصيفية. وارتفع منسوب النهر من 3 أقدام إلى 34 قدمًا خلال 90 دقيقة فقط، في حادثة وصفها السكان بأنها الأسوأ منذ عقود، في منطقة تُعرف أصلًا باسم “ممر الفيضانات السريعة”.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية إن كمية الأمطار التي هطلت خلال ست ساعات كانت من الشدة بحيث لا تتكرر سوى مرة كل ألف عام، بينما حذر العلماء من أن الاحترار العالمي يزيد من قدرة الهواء على الاحتفاظ بالرطوبة، مما يعني عواصف أكثر عنفًا في المستقبل. وتشير التقديرات إلى أن شدة الأمطار الغزيرة في تكساس قد ترتفع بنسبة 10 بالمائة إضافية بحلول عام 2036.

الفيضانات المفاجئة ليست حكرًا على أمريكا الشمالية. ففي شمال الهند لقي 69 شخصًا مصرعهم وأصيب 110 خلال الأسبوعين الماضيين نتيجة الفيضانات وانزلاقات التربة الناجمة عن أمطار موسمية غزيرة في ولايتي هيماشال براديش وأوتاراخند.

أما في باكستان فقد قُتل 64 شخصًا، نصفهم من الأطفال، نهاية يونيو ومطلع يوليوز، نتيجة انهيارات منازل وفيضانات مفاجئة ضربت ولايات خيبر بختونخوا وسوات والبنجاب.

وفي نيجيريا أحصت السلطات أزيد من 700 شخص في عداد المفقودين منذ فيضانات اجتاحت مدينة موكوا بولاية النيجر نهاية مايو 2025، وخلّفت أكثر من 200 قتيل. وقد أدى الفيضان، الذي تسبّب به هطول غزير للأمطار في ساعات قليلة، إلى تدمير مئات المنازل وتشريد آلاف السكان.

وفي جنوب الصين لقي 6 أشخاص مصرعهم في مقاطعة قويتشو، نهاية الشهر الماضي، بعد أن تسببت “فيضانات هائلة بشكل استثنائي” في إجلاء أكثر من 80 ألف شخص. وأدّت السيول والوحول إلى تعطيل البنية التحتية وعزل مناطق سكنية بأكملها. وامتدت التحذيرات لتشمل 20 نهرًا بإقليم قوانغشي المجاور.

أما جنوب إفريقيا فسجّلت 86 قتيلًا على الأقل جراء فيضانات عارمة ضربت مقاطعة الكاب الشرقية خلال الأسبوع الثاني من يونيو 2025، حسب حصيلة رسمية، بعدما أدت الأمطار والرياح الشديدة إلى جرف منازل وطرق ومرافق عامة في منطقة تُعد من الأشد فقرًا في البلاد.

ورغم التفاوت في المواقع الجغرافية والأسباب المباشرة، فإن القاسم المشترك بين هذه الكوارث هو التغير المناخي المتسارع، الذي جعل الظواهر الجوية القصوى أكثر تكرارًا وشدة، وفاقم تأثيراتها على المجتمعات، خصوصًا في الدول ذات البنى التحتية المحدودة أو أنظمة الإنذار الضعيفة.

في المقابل، تعاني المؤسسات المناخية العالمية من تراجع في الدعم السياسي والمالي. ففي الولايات المتحدة تم تقليص ميزانية “هيئة المحيطات والغلاف الجوي”، كما توقف العمل في إعداد التقرير الوطني المقبل حول تغيّر المناخ، مما يثير مخاوف من فجوة متزايدة بين المعرفة العلمية وصنع القرار السياسي.

ويرى خبراء أنه “وسط هذا الواقع تبرز الحاجة إلى استراتيجيات دولية أكثر شمولًا في التكيّف مع تغيّر المناخ، تشمل التخطيط العمراني، وتعزيز البنية التحتية، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، فضلًا عن جهود جماعية للحدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة. فالطقس بات يتغير بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا، والضحايا في ارتفاع، فيما العالم لا يزال يبحث عن استجابات بحجم الخطر المتفاقم”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق "OPTA" تتوقع بطلا "صادما" لكأس العالم للأندية
التالى الاتحاد يطلب ضم موهبة الأهلي ضمن صفقة مروان عطية