القديس أبانوب المعترف تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، الموافق 23 من الشهر المبارك بؤونة، بذكرى نياحة الأب القديس الطاهر أبانوب المعترف. كان هذا القديس من الرهبان الفضلاء في أحد أديرة الصعيد خلال عهد الإمبراطور دقلديانوس، الذي اضطهد المسيحيين بشدة وسفك دماء العديد من الشهداء، حيث قيل إنه أعدم ثمانين شهيدًا في يوم واحد.

سيرة القديس أبانوب المعترف
وذات يوم، أُحضر القديس أبانوب المعترف أمام أريانا والي أنصنا عقب ذكر أحدهم لاسمه. طلب الوالي منه السجود للأوثان، لكن القديس رفض قائلاً إنه لا يمكن أن يهجر سيده يسوع المسيح لعبادة أوثان مصنوعة من الحجارة.
فتعرض للتعذيب الشديد ومن ثم نُفي إلى الخمس مدن الغربية، حيث ظل محبوسًا هناك لسبع سنوات حتى انتهى عصر دقلديانوس واعتلى الإمبراطور البار قسطنطين العرش. أمر قسطنطين بإطلاق سراح جميع السجناء وإحضارهم إليه للتبارك منهم، وخصوصًا المميزين مثل زخاريس الإهناسي ومكسيميانوس الفيومي وأغابي من دهني وأبانوب من بالاؤس.

القديس أبانوب المعترف
أرسل الملك رسولًا لإخراج القديسين من السجون، وكانوا يُسبّحون الله أثناء خروجهم. أما القديس القديس أبانوب المعترف ، فعاد من الخمس مدن واستقر بجبل بشلا (وفي مخطوطات أخرى ذكر باسم سبلا) قرب بلدته. قابل رسول الملك وأبحر معه إلى أنصنا حيث التقى بعدد من المسيحيين والأساقفة. وهناك رُسم كاهنًا، وفي أثناء القداس عند قوله “هذا قدس القديسين فمن كان طاهرًا فليتقدم”، رأى السيد المسيح له المجد متجليًا في الهيكل يغفر خطايا الشعب التائب.
سافر الرسول ومعه القديسون، وكان عددهم اثنين وسبعين، حيث ركب كل اثنين عربة. وعندما مروا بإحدى البلاد التي كانت تضم أديرة للعذارى، خرجت سبعمائة عذراء لاستقبالهم وهم يتلون الأناشيد والترانيم حتى غابوا عن الأنظار.

وعندما وصلوا إلى الملك، طلب منهم تغيير ملابسهم بأخرى جديدة، لكنهم رفضوا بتواضع. تبارك منهم الملك وقبّل جراحاتهم وقدم لهم الأموال التي رفضوها أيضًا، مكتفين بطلب ما تحتاجه الكنائس من ستور وأوانٍ.
بعد وداع الملك، عاد كل منهم إلى بلاده، وعاد القديس أبانوب إلى ديره حيث أكمل جهاده الروحي بسلام ورقد في الرب.