في أولى جلسات التحقيق في الفاجعة التي هزت الرأي العام كشف سائق التريلا المتهم في واقعة المنوفية حادث الطريق الإقليمي عن روايته للأحداث المأساوية التي أدت إلى مصرع 19 شخصًا وإصابة آخرين وقد جاءت اعترافاته أمام جهات التحقيق محملة بمزيج من الإنكار والندم في محاولة لتفسير كارثة يصعب استيعابها بينما قرر قاضي المعارضات تجديد حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات.

واقعة المنوفية لم أكن متهورًا وحجر هو السبب
نفى السائق المتهم تهمة التهور عنه بشكل قاطع مؤكدًا أنه لم يكن يقود بسرعة جنونية كما قد يتصور البعض بل كان يسير على سرعة 50 كيلومترًا في الساعة فقط وأرجع سبب الكارثة إلى عامل مفاجئ لم يكن في الحسبان حيث فوجئ أثناء القيادة بوجود حجر كبير في منتصف الطريق لم يتمكن من رؤيته بسبب أعمال الإصلاحات الجارية وعندما صعدت عليه السيارة اختلت عجلة القيادة من يده بشكل كامل.
غصب عني.. ومكنش قصدي أموت حد
تابع السائق في اعترافاته أنه فقد السيطرة على التريلا بشكل لا إرادي مما أدى إلى انحرافها واصطدامها بالميكروباص الذي كان يسير في طريقه وأكد خلال التحقيقات أنه يمتلك خبرة طويلة في القيادة تمتد لسنوات وأنه كان في كامل وعيه ويقظته ولم يتعاط أي مواد مخدرة مضيفًا بأسى: «مكنش قصدي أموت حد قلبي وجعني على اللي حصل أنا عندي بنات قدّهم».

تفاصيل المأساة على طريق الموت
تعود تفاصيل الحادث المروع إلى صباح يوم الجمعة الماضي عندما شهد الطريق الإقليمي في نطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية اصطدام سيارة نقل ثقيل “تريلا” بميكروباص كان يقل 22 فتاة من العاملات في مزارع العنب وقد أسفر الحادث عن وفاة 19 شخصًا دفعة واحدة بينهم 18 فتاة بالإضافة إلى سائق الميكروباص بينما أصيبت ثلاث فتيات أخريات بإصابات بالغة.

التحقيقات تكشف عن إطارات متآكلة
كشفت التقارير الأولية للتحقيقات عن معلومات هامة قد تلقي بظلالها على رواية السائق حيث تبين أن التريلا اخترقت الحاجز الخرساني الأوسط للطريق بعد اختلال عجلة القيادة وانحرفت لتصطدم وجهًا لوجه بالميكروباص كما أشارت المعاينة الفنية إلى وجود تآكل شديد في إطارات التريلا مما قد يكون عاملًا رئيسيًا في فقدان السيطرة عليها بهذا الشكل المأساوي بالإضافة إلى تأكيد وجود أعمال إصلاحات جارية بالطريق بالفعل.