جسّدت المئات من رجال التعليم، المزاولين منهم والمتقاعدين، اليوم الاثنين، وقفة احتجاج أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في العاصمة الرباط، شدّدوا خلالها على أنه “لا بديل عن تنفيذ مضامين اتفاق 26 أبريل 2011، الذي تم توقيعه مع حكومة عباس الفاسي، والذي يضمن الترقية إلى خارج السلم”.
وحرص المحتجون، الذين يصفون أنفسهم بـ”المقصيين والمقصيات”، على رفع شعارات تتضمن مطالب ورسائل مباشرة بشأن “الأولوية التي يطرحها تنفيذ الاتفاق المذكور”، لا سيما أن الأمر يتعلق بـ”ملف لم يعرف الحل طيلة 4 حكومات متعاقبة؛ من حكومة عباس الفاسي، مرورا بحكومتي “بيجيدي”، وانتهاء بالحكومة الحالية التي يقودها عزيز أخنوش”.
وحذّرت هذه الفئة، ضمن الوقفة التي دعت إليها عدد من التنسيقيات، أهلَ الحل والعقد من الإشكاليات التي يطرحها عدم التجاوب مع هذا الملف، إذ “يشجع الإعلانَ عن برامج نضالية جديدة تتضمن أشكالا احتجاجية مختلفة يمكن أن تمتد إلى بداية الموسم المدرسي المقبل”.
محمد هنيدة، عضو المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية لموظفي وزارة التربية الوطنية المقصيين من خارج السلم، أفاد بأن “تنفيذ هذا الاعتصام، الذي أقره التنسيق الخماسي، يأتي بعد خوض سلسلة من المبادرات والوقفات الاحتجاجية والإضرابات هذه السنة، كان آخرها إضراب 26 أبريل الماضي”.
وصرّح هنيدة لهسبريس بأن “الهدف هو إعادة تذكير الوزارة بكون ملف المقصيين والمقصيات من خارج السلم، ومن الأثر المالي والإداري، ما يزال مفتوحا ولم يلق بعد حلا عادلا ومنصفا؛ ما دام أن المادتين 86 و87 من النظام الأساسي لموظفي الوزارة لا تنصفان المقصيين من خارج السلم، وخصوصا شيوخ التربية منهم”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن “هذه الخطوة الجديدة تشكل جزءا من ضمن برنامج يتضمن خطوات سنعلنها بالموازاة مع انطلاق الموسم المدرسي المقبل”.
في سياق متصل، أكد بدر الدين الهلالي، عضو المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية لمتقاعدات ومتقاعدي التعليم، أن “هذه الوقفة تجمع المتضررين من عدم تنفيذ الاتفاق الذي وقعته حكومة عباس الفاسي مع النقابات قبل 14 سنة، وكان يضمن لهم الترقية إلى خارج السلم”.
وقال في تصريح للجريدة: “لا يمكن البقاء في السلم الحادي عشر لسنوات طوال، ونحن هنا كفئة متضررة لا نطالب بشيء غريب”، موضحا أن “الهدف الأساسي هو تطبيق اتفاق 26 أبريل 2011، عبر تفعيل قناة التفاوض بشأنه، بغرض جبر ضرر عدد من المعنيين به”.
أما العياشي تاكركرا، المنسق الوطني لمتقاعدي ومتقاعدات قطاع التعليم المقصيون من خارج السلم، فتأسّف هو الآخر لـ”عدم تنفيذ هذا الاتفاق من قبل أربع حكومات متعاقبة”.
وأكد تاكركرا، في تصريح لهسبريس، أن “هذا الاعتصام، الذي يتم تنفيذه الاثنين أمام مقر الوزارة الوصية على القطاع، يأتي تتويجاً لموسم دراسي كامل”، مفيدا بأن “هذه الفئة مضطرة إلى إلغاء التزاماتها الترفيهية خلال هذه الفترة من السنة من أجل الدفاع عن حق يضمنه الاتفاق المذكور لفائدتها”.
وبيّن المتحدث ذاته أن “جميع الهيئات والتنسيقيات التي يعنيها هذا الموضوع يمكن أن تعلن عن برنامج يمتد خلال فترة الصيف إلى غاية بداية الموسم الدراسي؛ وذلك في حالة ما لم يتم التجاوب مع هذا الملف، كما يجب”، وفق تعبيره.